رونيه ديكارت (1596-1650)

فيلسوف وعالم رياضيات وفيزيائي ومثقف موسوعي فرنسي. يُعتبَر مؤسِّس الرياضيات الحديثة، إذ قام بتبسيط الكتابة الرياضية وأسَّس الهندسة الديكارتية التي تتم بها دراسةُ الأشكال الهندسية ضمن نظام إحداثيات يدمج بين الهندسة المستوية والجبر. وفي الفيزياء، استخرج قوانين انتثار الضوء واكتشف مفهوم العمل. وقد وضع بفيزيائه الميكانيكية ونظريته في الحيوانات–الآلات أسُس العلم الحديث. يُعتبَر كذلك من رواد العقلانية في الفلسفة الحديثة: فالكثير من الأفكار والفلسفات الغربية اللاحقة هي ثمرة التفاعل مع كتاباته التي دُرِّست وتدرَّس من أيامه حتى يومنا هذا. لذلك يُعد ديكارت أحد المفكرين الغربيين الأساسيين وأحد مفاتيح فهمنا للثورة العلمية والحضارة الحديثة[1].

أ. حياته ومؤلَّفاته الأساسية:

ولد رونيه ديكارت René Descartes (باللاتينية: Renato Cartesius) في 31 آذار 1596 في بلدة لاهاي من أعمال مقاطعة تورين بفرنسا لأسرة من صغار الأشراف الفرنسيين. كان أبوه مستشارًا ببرلمان مدينة رين، أما أمه فماتت بعد مولده بثلاثة عشر شهرًا.

تلقى ديكارت علومه الأولى في مدرسة la Flèche الملكية، إحدى مدارس اليسوعيين، فبقي يتعلم بها ثماني سنوات، حيث أخذ عنها العلوم والفلسفة، فقضى السنوات الخمس الأولى في دراسة اللغات القديمة والثلاثة الأخيرة في دراسة المنطق والأخلاق والرياضيات والطبيعيات والميتافيزيقا.

في العام 1629، قصد ديكارت هولندا ليتعلم صنعة الحرب على يد أشهر جندي في أوروبا، موريس دُه ناساو؛ وكان قد سبق ديكارت إلى "البلاد الواطئة" كثيرون من أشراف الفرنسيين، أرادوا مثله أن يخدموا تحت إمرة ذلك الجندي الذائع الصيت. توجَّه ديكارت بعد ذلك إلى هولندا، فلقي هناك طبيبًا مثقفًا ذا علم واسع بالرياضيات والطبيعيات اسمه اسحق بيكمَن، فصادقه.

وفي ليلة 10 تشرين الثاني 1619، في ألمانيا (حيث كان قد انخرط في قوات مكسيمليان الباڤاري)، انكشفت لديكارت، حدسًا، "أسُس علم بديع"، ذهب الفيلسوف اعتبارًا منه إلى أن مجموع العلوم يشكِّل وحدة مؤتلفة في الحكمة، أي في المعرفة التي نستقيها من أنفسنا.

في العام 1920، غادر ديكارت بلدة نويبرغ على نهر الدانوب، حيث تم له هذا "الاكتشاف"، وصرف السنوات التسع التالية متنقلاً في البلاد، متفرجًا على مسرح الدنيا. وفي العام 1628-1629، كتب رسالة صغيرة في الميتافيزيقا موضوعها وجود الله ووجود الروح، قصد بها تبسيط شيء من قواعد الطبيعيات السكولاستية. وهذا يدلنا على أن ديكارت كان يشتغل منذ العام 1629 على تحرير التأملات الميتافيزيقية الذي لم يرَ النور إلا في العام 1641.

الصفحة الأولى من كتاب الهندسة (1637).

نشر ديكارت في العام 1637 ثلاث رسائل علمية هي: البصريات والآثار العلوية والهندسة. وقد صدَّرها بمقدمة هي خطاب المنهج، حاول أن يبين فيه أنه استعمل منهجًا آخر غير المنهج الشائع، وأن هذا المنهج ليس أسوأ المناهج ولا أقبحها.

الصفحة الأولى من كتاب خطاب المنهج (1637).

ونشر ديكارت في العام 1641 كتاب تأملات ميتافيزيقية باللغة اللاتينية، وفيه يبرهن على وجود الله وخلود النفس. ولقد كانت آخر مؤلَّفات الفيلسوف رسالة في أهواء النفس (1649).

سافر إلى السويد (أسوج) بدعوة من الملكة كريستين ليلقِّنها بنفسه فلسفته، لكن الجو في ستوكهولم لم يلائم صحته؛ فضلاً عن أن الملكة حددت الساعة الخامسة صباحًا وقتًا للتباحث معه في الفلسفة، وكانت تلك الساعة المبكرة شاقة جدًّا على الفيلسوف. فأصيب بنزلة رئوية وتوفي صباح 11 شباط 1650.

2. منهجه العلمي وفلسفته:

فلنبسط الآن الأسُس العامة لجديد الفكر الديكارتي الذي يتألف من فلسفة المعرفة والميتافيزيقا.

أولاً: فلسفة المعرفة (الإپستمولوجيا الديكارتية):

يشبِّه ديكارت الفلسفة بشجرة، الميتافيزيقا جذورها والأخلاق ثمارها، بالإضافة إلى الميكانيكا والطب. وهذا يعني أن الميتافيزيقا ليست في أهمية المعرفة الأخلاقية، لأن مهمة الإنسان في هذه الحياة هي أن يكتشف مبادئ السلوك السليم التي تؤهله، مع سائر العلوم، ليكون سيد الطبيعة. الاهتمام بالمعرفة الميتافيزيقية، وبالفلسفة عامة، هو إذن وسيلة لبناء الحياة السعيدة. لكن هذا البناء السلوكي يشترط منهجًا في التفكير يقود إلى ضبط الحقائق. فما هو هذا المنهج؟

الصفحة الأولى من كتاب مبادئ الفلسفة (1644).

نظر بعض الفلاسفة إلى المسبقات a priori التي توارثوها على أنها "حقائق" لأنهم يعتبرون الآراء العامة السائدة بين الناس غير قابلة للنقاش، وبعضهم الآخر اعتبر أفلاطون وأرسطو مرجعَين لا يخطئان. فما هو المنهج الذي ينبغي لنا اتباعه لبلوغ الحقيقة؟ لا يملك الإنسان إلا وسيلتين للمعرفة اليقينية: الحدس والاستنتاج:

أ‌.        الحدس: هو الذي يدرك، مباشرةً ويقينًا، بعض الأمور: كالقول مثلاً إن المثلث صورة، وإنه يتألف من ثلاث زوايا وثلاثة أضلاع. هذه المعلومات تشكل مبادئ بسيطة ومنطلقات موروثة.

ب‌.    الاستنتاج: هو استخلاص نتائج ثابتة من بعض الطروحات، كمحاولة العثور، مثلاً، على حلٍّ للمسألة التالية: كيف يكون مجموع زوايا المثلث معادلاً لزاويتين قائمتين؟

بذا يعتقد ديكارت أن الحدس يدرك المبادئ الأولى والمباشرة في العلم والفلسفة، وأن الاستنتاج العقلي يضبط المحصلات المنطقية التي تنتج عن تركيب المبادئ السابقة الذكر. وبما أن الحدس والاستنتاج يعطيان نتائج تتحول إلى معتقدات مبهمة إذا لم تقترن بالتجربة، يجعل ديكارت التجربة شرطًا ثالثًا للحصول على اليقين في المعرفة. وهو يلاحظ في كتابه خطاب المنهج أن بعض القواعد الأخرى ضرورية لحسن استعمال المبادئ الثلاثة الآنفة الذكر:

  1. القاعدة الأولى: ينبغي لنا السلوك في حذر، بتفادي التسرع والتهور، وعدمُ الركون إلى أمر ما بوصفه حقيقةً إلا إذا بدا لنا يقينًا أنه كذلك استنادًا إلى الموضوع في أفكارنا وإلى قدرتنا على التمييز بين الصحة والخطأ. ولا يتم هذا العمل إلا بممارسة الشك المنهجي. ويعني هذا النوع من الشك أن ننزع من تفكيرنا كلَّ ما لا يضبطه اليقين ضبطًا كاملاً، كلَّ ما يحتمل قدْرًا، وإنْ قليل، من الشك. هذه العمليات تهبنا إدراكًا واعيًا شديد الوضوح للمفاهيم والأفكار الثابتة غير المشكوك فيها، فنتصرف كالرجل الذي يود التفريق بين التفاحات العفنة والتفاحات السليمة التي يحملها في سلَّته: يفرغ هذه السلَّة، يفحص تفاحاته واحدة تلو الأخرى، ثم يضع التفاحات العفنة في جانب ويعيد ملء السلَّة بالتفاحات السليمة. هكذا ينبغي أن نجري عملية الفحص عن محتويات أفكارنا، فنهمل ما هو مشكوك فيه ولا نتخذ إلا المفاهيم والأفكار التي نتيقن منها.

  2. القاعدة الثانية: تقضي بإجراء تحليل دقيق للمسائل، وصولاً إلى الأفكار البسيطة، فالأبسط منها.

  3. القاعدة الثالثة: هي التركيب أو المؤالفة بين الأفكار البسيطة التي كشفها التحليل انطلاقًا نحو المفاهيم المركبة الأعقد في تدرُّج منطقي ينتج فيه المركب عن البسيط.

  4. القاعدة الرابعة: هي القدرة على إعادة النظر في كلِّ ما سبق وحصلنا عليه عبر الحدس والاستنتاج، كما وعبر القواعد الثلاث الأولى. وهناك لا يكون للتجربة دورُ إثبات صحة ما وصلنا إليه وحسب، بل والتوصل إلى تتويج هذه الحصيلة بكشفٍ لأسرار عالمنا في الحقول كلِّها[2].

ثانيًا: الميتافيزيقا[3]:

حاول ديكارت إضفاء بُعد ميتافيزيقي وجودي على فلسفته في المعرفة. فالرصد الدقيق لنشاط الإحساس والعقل يثبت أن هاتين الوسيلتين لا توفران للإنسان معرفةً يقينية. مثلاً: لا تؤدي الأحكام المركَّبة من الحواس – من حالة الوجود: "هذه الطاولة موجودة"، من حالة الوصف: "هذه الطاولة سوداء"، من الوضع العلائقي: "هذه الطاولة أصغر من تلك" – لا تؤدي هذه الأحكام كلها إلى الحصول على حقائق منزهة عن الشك، وذلك للأسباب التالية:

  1. اقتناعنا أن ما نراه في أحلامنا ونحن نيام أو في هلوستنا عبارة عن حقائق يجعلنا نظن أن ما نراه في يقظتنا قد يكون أحلامًا أو هلوسات؛ وليس لدينا ما يثبت عكس ذلك.

  2. تُحْدِث الإحساسات تحريفًا في إدراك العالم الخارجي وتعرِّض أحكامنا للخطأ: مثلاً، يبدو لنا البرج المربع البعيد مستديرًا، كما أن مذاق الطعام يتبدل وفق ما كنَّا تذوَّقنا سابقًا، أكان حلوى أو طعامًا مالحًا أو حامضًا إلخ. لذا ينبغي أن نتخذ حيال الإحساس الموقف الذي يتخذه قاضٍ تجاه شاهد مشكوك في صدقه.

  3. لأن طبيعة الإنسان تقترف أخطاء في أحكامها، حتى لو ارتبطت بمفاهيم شديدة الوضوح ودقيقة التمايز، كالمسائل الرياضية مثلاً. فلا شيء يُثبت أننا لا نصدر حكمًا خاطئًا حين نكون متيقنين من أننا نصدر حكمًا صائبًا؛ فهي ميزة الخطأ أن يكون مستترًا خلف الظن أنه حقيقة.

  4. لا أحد يستطيع إثبات أن أفكار الإنسان ليست ثمار عمل يؤديه شيطان يتلذذ بدفعه إلى الخطأ، وأن ما نتصوره تصورًا صحيحًا لم يوسوس به هذا الشيطان الذي يهب الإنسان شعورًا باليقين.

ألا تصير محاكمة العقل بذلك ضياعًا لاعقليًّا؟ وإذا كانت المسلَّمات axiomes – وهي معطيات بديهية لا تحتاج إلى إثبات – ناقصةً أو خاطئةً بطبيعتها، فأية قيمة تبقى لأحكامنا؟ ألا يقضي التعقل هنا بأن نكون ارتيابيين أو مشكِّكين، فنشك حتى في القدرات التي تصوغ أحكامنا؟

هنا يصل ديكارت إلى عقدة محورية في فلسفته الميتافيزيقية الوجودية: إذا كنت أشك في كلِّ شيء، في وجود العالم كما في وجود جسمي، في تفكيري كما في الحقائق كلِّها التي يزعم شيطان أنه يكشفها لي، فإني، مع ذلك، لا أقع في الفراغ المطلق؛ إذ تبقى عندي حقيقة لا أشك فيها، هي أنني لن أستطيع الشك في أني أمارس الشك: فالذي يشك يفكر، والذي يفكر يكون موجودًا: "أنا أفكر، إذن أنا موجود" (الـcogito الديكارتي).

وهذا يعني أن العقل والإحساس ليسا الوسيلتين الوحيدتين للمعرفة، وأن التجربة الباطنة التي يتصف بها كل وجدان هي قدرة مهمة لا يجوز لنا أن نهملها. فوجود تفكيري الذي يبرز عبر هذه التجربة الحميمة يتجاوز إذن الظنون والشكوك كلَّها، ليكون الحقيقة الأولى الأصلب في المعرفة البشرية.

وعلى اعتراض: ألا يجوز النظر إلى هذه التجربة الباطنة على أنها من عمل شيطان؟ يجيب ديكارت بالنفي لأن طريقة التعبير هنا هي التي توحي بالالتباس: فليس التفكير هو الذي يهبني الشعور اليقيني بأني موجود، بل الحدس المباشر الحميم الذي هو الأبسط بين تجاربنا الباطنة الأقرب إلى الحقيقة في طريق المعرفة. هكذا لا أستطيع مثلاً القول: "أنا أمشي، إذن أنا موجود" أو "أنا آكل، إذن أنا موجود" (إذ يجوز أن أفكر بأني أمشي دون أن أمشي وأن أفكر بأني آكل دون أن آكل)، لكنني لا أستطيع التفكير بأني أفكر دون أن أفكر. فهذا النوع من اليقين هو إذن حدسي فريد، ولا سبيل إلى إحلال أيِّ يقين آخر محلَّه. وحتى لو قبلنا – جدلاً – بأن شيطانًا هو الذي وسوس لنا بالتفكير أننا نفكر، لا بدَّ من استنتاج استحالة الإيحاء إلى الإنسان بالأفكار الخاطئة دون أن يمارس هذا الإنسانُ فعل التفكير. فالفكرة الخاطئة التي تؤكد فعل التفكير تعني أيضًا أن الكائن الذي يحملها كائن موجود.

ثم يلحظ ديكارت أن هذا الاعتراض، الذي يطرح مسألة الشيطان، لا يجوز إهماله عند الكلام، ليس على الفكر في ذاته، بل على محتوى هذا الفكر، كإدراكنا للعالم مثلاً أو لعناصره التركيبية. فقد تكون هذه المحتويات في الفكر خاطئة، ومصدرها شيطان وَضَعَها في داخلي.

هنا يلوذ ديكارت بالإله، كمنقذ لنا من الخطأ ومدبِّر لقدرتنا على إدراك اليقين. فإذا كان الله موجودًا بالفعل ككائن كامل خالق، زال الافتراض حول وجود الشيطان وما يمكن له أن يوسوس به. ويلجأ ديكارت إلى ثلاثة براهين لإثبات وجود الله، مستندًا إلى فكرة الكمال أساسًا:

1.      البرهان الأول: أمتلك فكرة الكمال على الرغم من أنني كائن ناقص. يمكن لي إذن الاستنتاج أنني لا أستطيع، ككائن ناقص، أن أصوغ فكرة الكمال هذه. وبما أنه يستحيل على كائن يعتريه النقص أن يعطيني إياها، لا بدَّ إذن من أن يكون ذاك الذي وضعها في عقلي كائنًا كاملاً، وأن يكون هذا الكامل موجودًا.

2.      البرهان الثاني: بما أنني واثق من وجودي، ومن أن كائنًا كاملاً وهبني فكرة الكمال، لا أستطيع الافتراض بأنني خالق نفسي أو ادعاء ذلك. فلو كنت هذا الخالق لجعلت من نفسي كائنًا كاملاً لأنني أمتلك معرفة بالكمال – وأن أجعل ذاتي تتحلَّى بالكمال أيسر عليَّ من أخلق نفسي من العدم. وهو ما يعني أن مَن أعطاني فكرة الكمال كائن كامل خالق، وهو الله إذن.

3.      البرهان الثالث: هو البرهان الأونطولوجي الذي يتعلق بضرورة وجود الله: إذا أجرينا تحليلاً للعناصر الهندسية التي يتألف منها المثلث لوجدنا أنه مكوَّن من زوايا ثلاث وأضلاع ثلاثة أيضًا، وإذا شئنا تركيب المثلث يستحيل علينا الاستغناء عن أيٍّ من هذه العناصر؛ فكل منها موجود إذن بالضرورة. لذا لا بدَّ من اعتبار صفة الوجود واقعًا حتميًّا لعناصر المثلث. وهكذا ينبغي اعتبار صفة الوجود واقعًا حتميًّا لكمال مطلق، ويستحيل علينا، بالتالي، إغفال هذه الصفة. وإذا أردنا التأكيد أن الله هو هذا الكمال المطلق بالذات، فصفة الوجود هي إحدى الكمالات التي ينبغي أن نتصورها لدى الكائن الكامل، لأن الكمال المطلق يبطل أن يكون "مطلقًا" إذا لم يكن موجودًا. فالله موجود لكونه الكمال بذاته[4].

 

أعدَّ المادة: الأب رافي حلاوة

 

* * *

 

horizontal rule

[1] راجع: ديڤ روبنسون، أقدم لك ديكارت، بترجمة إمام عبد الفتاح، منشورات المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، طب 1: 2002.

[2] راجع: جان ڤال، الفلسفة الفرنسية من ديكارت إلى سارتر، بترجمة وتحقيق مروان خوري، سلسلة "زدني علمًا"، منشورات عويدات، بيروت، 1988.

[3] راجع: رُنيه ديكارت، انفعالات [أهواء] النفس، بترجمة جورج زيناتي، طب 1، المؤسسة الجامعية، بيروت.

[4] راجع: رُنيه ديكارت، تأملات ميتافيزيقية، بترجمة كمال الحاج، طب 1، منشورات عويدات، بيروت.

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني