|
"اقرأ
باسم ربِّك..."
لحظات
حاسمة في نشوء الأديان*
أديب
صعب
في
خبرة مؤسِّسي الأديان كافة محطات حاسمة كانت
بمثابة الرحم التي حضنت الدين ثم ولدته. وإذا
قرأنا تاريخ الأديان استطعنا أن نقيم مقارنة
بين هذه المحطات أو الخبرات تتيح لنا الخروج
بنقاط شبه جديرة بالتأمل والدراسة. كرشنا
وأرجونا
في
الهندوسية، ديانة الهند الكبرى، يروي كتاب
الـغيتا – أحَبُّ الكتب الدينية إلى
الهندوس – خبرة المحارب أرجونا، البطل
المدافع عن قومه، مع الإله كرشنا الذي يُملي
عليه رسالته. هنا يطرح أرجونا على كرشنا،
بعدما اختاره الإله لحمل رسالة إلى شعبه، كل
أنواع الأسئلة، فيأتيه الجواب أنه يستحيل على
المرء أن يأتي عملاً حسناً ما لم يتأمل فيه
أولاً ويستلهمه خلال الصلاة. وهذا التأمل
يعلِّم الإنسان أن يخلع عنه كل اهتمام دنيوي
ليتحد بالمطلق: "أعطِني قلبك،" يقول
كرشنا مخاطباً أرجونا، "اعبدني، اخدمني،
تعلَّقْ بي بكل إيمانك ومحبتك وإجلالك. اجعل
مني ملاذك الوحيد، فتنعتق نفسك من آثامها
وقيودها ويتحقق لها الخلاص." وقد استطاع
أرجونا تأدية مهمته بفضل استسلامه التام
للأوامر الإلهية، الأمر الذي يشير إلى أنه
تخلَّص من وهم الذاتية والمادية، وربط نفسه
بالحقيقة المطلقة التي تنتمي إليها، ألا وهي
برهمن. هكذا، بعدما حقق الخلاص في نفسه، حُقَّ
له أن يعلِّم الآخرين طريق الخلاص. المتنوِّر
وهذا
غوتاما، مؤسِّس الديانة البوذية التي نشأت
على أرض الهند وانتشرت في أرجاء الشرق
الأقصى، يهجر قصر والده الملكي المنيف بعدما
اختاره الوحي لحمل الرسالة، ويعتزل العالم
ويتنسك في البراري. وبعد ست سنوات، أمضاها في
صراع مع الذات وبحث عن الحقيقة والخلاص من غير
كلل ولا استسلام، على الرغم من كل الإغراءات،
ومنها إغراء الشيطان (الذي تقول بعض المصادر
البوذية إنه جرَّب غوتاما مراراً لكنه لم
يستطع أن يغويه البتة ويحمله على هجر مسعاه)،
أدرك غوتاما التنوُّر. ومنذ ذلك الحين صار
البوذا، أي الإنسان المتنوِّر. ولم يكتفِ بأن
يكون بوذا لنفسه، بل أطاع الوحي وصار بوذا
للآخرين أيضاً. هكذا ولدت البوذية في كهف تحت
شجرة أصبحت تدعى "شجرة بو"، أو شجرة
المعرفة، حيث دخل غوتاما مرحلة تأمل قُيِّض
لها أن تؤثر، مع الوقت، في حياة الملايين. لكن
بوذا نفسه مات وهو يقول: "كم هو شاقٌّ أن تجد
أولئك الراغبين في التعلُّم"، إذ لم يجد
حوله في سنواته الأخيرة سوى عدد ضئيل من
المخلصين. راعي
الفقراء
مع
زردشت، نبيِّ بلاد فارس، نقع على خبرة مماثلة
جوهراً وشكلاً. فبعد عشر سنين من اعتزال
العالم بحثاً عن الحقيقة، نزل عليه الوحي وهو
في نحو الثلاثين. وكان ذلك عند ضفة نهر، حيث
ظهر له رئيس الملائكة طالباً إليه أن يخلع
بدنه ويصعد بالروح إلى حضرة آهورا مزدا، أي
الإله الحكيم. وكان الرب جالساً على العرش
محاطا بالملائكة. وتجلَّى أمام زردشت نورٌ
عظيم منبعث من محفل الملائكة، فانبهر بالنور
إلى حدٍّ لم يعد يبصر معه حتى خياله. وأخذ
آهورا مزدا يعلِّمه العقائد والواجبات
المتعلقة بالدين الصحيح الذي أوكل إليه نشره.
وطوال السنوات الثماني اللاحقة، تجلَّى له
الملائكة الستة الرئيسيون، مكمِّلين رسالته.
بعد ذلك استهل زردشت عمله التبشيري. وقد اختبر
الوَجْد الروحي مراراً خلال السنوات العشر
التي تلت دعوته الإلهية، لكنه واجه الإخفاق
على الصعيد الخارجي. وإذ لم يجتمع حوله
الأتباع، حاول الروح الرديء – أي الشيطان –
أن يجرِّبه، طالباً إليه أن يطرح جانباً ذلك
الدين الذي يقوم على عبادة الإله الواحد. لكنه
رفض الرضوخ للشرير، وقال إنه لن يتخلَّى عن
دين آهورا مزدا، وإن قُطِّع جسمُه عضواً
عضواً. هكذا صار زردشت المثال الأعلى لأتباعه
الذين أعطوه لقب "راعي الفقراء" ورفعوه
إلى مقام الآلهة بعد موته. العليقة
المشتعلة
عندما
نأتي إلى قصة نزول الوحي على موسى نجد أنفسنا
أمام ملحمة مؤثرة جداً، تحتل معظم سفر
الخروج، بدءاً من فصله الثالث حتى نهايته
في الفصل الأربعين. كان موسى يرعى غنم حميِّه
في برية سيناء، فبلغ جبل حوريب. هناك رأى
عليقة تشتعل فيها النار من غير أن تحترق. أخذه
بهاء المنظر فوقف يتأمَّله. وإذا بالرب يأمره
أن يخلع نعله لأنه فوق أرض مقدسة. "فغطَّى
موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله." وصعد
صوت الله من العليقة المشتعلة، مكلفاً موسى
حمل رسالة خلاص إلى شعبه. فلم يصدق ما يسمع، إذ
لم يؤمن أنه أهلٌ لتنفيذ أوامر الله، كما أنه
"ثقيل الفم واللسان" وليس "صاحب كلام".
لكن الله عاد يكلِّمه: "من صنع للإنسان
فماً؟... اذهب وأنا أكون مع فمك وأعلِّمك ما
تتكلَّم به." لكن الشعب لم يكن مطيعاً، على
الرغم من أن الله أيَّد موسى، إلى جانب
البلاغة الإلهية، بقوة صنع الآيات. وذات
مرة أمضى موسى أربعين يوماً على قمة الجبل،
فأنزل عليه الله الوصايا منقوشة على لوحين،
كما أنزل عليه الناموس وطريقة صنع مكان
العبادة وتفاصيل العبادة، بما فيها ثياب
الكهنة. وما إن نزل من الجبل حتى رأى الشعب
يعربد أمام وثن صُنِعَ من الذهب، مخالفاً
وصية الرب ألا يتخذ آلهة سواه ويقيم له
التماثيل. فما كان من موسى إلا أن أحرق الصنم.
وتغلَّب عليه اليأس، فكسر لوحي الشريعة. إلا
أنه عاد إلى الله سائلاً إيَّاه أن يغفر خطايا
شعبه. فقال له الرب إن ذلك الشعب "صلب
الرقبة"، أي عنيد. لكنه حثَّه على المثابرة
في الهداية وعدم اليأس. وراح موسى يصرخ إلى
الله: "علِّمني طريقك حتى أعرفك لكي أجد
نعمة في عينيك... أرني مجدك." وما أراده موسى
حقاً هو أن يرى الله وجهاً لوجه لكي يستمد منه
القوة والثقة والدافع على الاستمرار. وأجابه
الله أن وجهه لا يُرى: "لا تقدر أن ترى وجهي،
لأن الإنسان لا يراني ويعيش." ومكث موسى من
جديد "أربعين نهاراً وأربعين ليلة لم يأكل
خبزاً ولم يشرب ماء". فنَحَتَ له الله لوحين
بدل اللذين كسرهما، وكتب عليهما وصاياه
وعهْده من جديد. وعاد موسى ظافراً، وصار جلده
يلمع وهو نازل من الجبل. أما الشعب فقد سمع
كلمة الرب أخيراً، وأطاعه في كل شيء وصنع
المكان اللائق لعبادته، كما أوصى على لسان
نبيِّه المختار، كليمه موسى. غَلَبَة
العالم
خبرة
يسوع التي استهل بعدها رسالته نقرأها في مطلع
الفصل الرابع من إنجيل متى، وكذلك في مطلع
الفصل الرابع من إنجيل لوقا. فبعدما تطهَّر
يسوع في نهر الأردن باعتماده على يد يوحنا،
انفتحتْ له السماء ورأى روح الله نازلاً عليه
في هيئة حمامة، ومعه صوت سماوي يقول: "هذا
هو ابني الحبيب الذي به سررت." بعد ذلك
مباشرة، "أُصعِد يسوع إلى البرية من الروح
ليجرِّبه إبليس. فبعدما صام أربعين نهاراً
وأربعين ليلة جاع أخيراً. فتقدم إليه
المجرِّب وقال له: "إن كنت ابن الله فقل أن
تصير هذه الحجارة خبزاً." فأجاب وقال: "مكتوب:
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بلِّ بكل كلمة
تخرج من فم الله." ثم أخذه إبليس إلى
المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل وقال
له: "إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل.
لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك، فعلى أيديهم
يحملونك لكي لا تصطدم بحجر رجلُك." قال له
يسوع: "مكتوب أيضاً: لا تجرِّب الرب إلهك."
ثم أخذه أيضاً إبليس إلى جبل عالٍ جداً وأراه
جميع ممالك العالم ومجدها. وقال له: "أعطيك
هذه جميعها إن خررت وسجدت لي." حينئذٍ قال
له يسوع: "اذهب يا شيطان، لأنه مكتوب: للرب
إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد." تجربة
يسوع مع الشيطان قامت على ثلاثة أمور: 1.
هل يباشر يسوع عمله من أجل
تأمين معيشته؟ 2.
هل يلجأ إلى الخوارق التي من
شأنها أن تُكثِر عدد الأتباع من حوله؟ 3.
هل يسعى إلى دور سياسي فيجعل
من نفسه ملكاً لليهود؟ وقد
رفض تلك المغريات كلَّّها لأنها تقوم على
التسليم للشيطان عبر شهوة العيش وشهوة الظهور
وشهوة السلطة. وثابر يسوع في نشر رسالته حتى
بذل حياته فداء عن الجنس البشري. وفي خمسة
فصول من إنجيل يوحنا (14-18) يوضح يسوع جوهر
رسالته، وهو تحويل العالم من مُلك للشيطان
إلى مُلك لله. وظل
الشيطان يطارده حتى النهاية، ويسوع ينتهره
ويطرده. وقد سأله، وهو في الطريق إلى الصلب،
عما إذا كان ملك اليهود. فأجاب يسوع أن مملكته
ليست من هذا العالم، وأن "رئيس هذا العالم"،
أي الشيطان، يأتي وليس له فيه شيء. ولو كانت
مملكة يسوع وتلاميذه من هذا العالم، لكان هذا
العالم يحب خاصَّته. لكنه أبغضهم بلا سبب. إلا
أن يسوع وخاصَّته هم الغالبون في كل حين لأنهم
قهروا الشيطان، إذ اختاروا ملكوت السماء،
ملكوت الله، الذي، وإن لم يكن من هذا العالم،
إلا أنه للعالم، لأجل تحويل العالم من مُلك
الشيطان إلى مُلك الله. لذلك سأل يسوع الله
ألا يأخذ تلاميذه من العالم، بل أن يحفظهم من
الشرير، فيجعلهم يغلبون الشيطان كما غلبه هو.
وكان يعرف أيَّ ضيق ينتظرهم مع هذا الدهر؛
لكنه أعطاهم الثقة بأن اتحادهم به يكفل لهم
الغلبة على العالم كما غلب هو العالم. "وحيٌ
يوحى"
بدأ
نزول القرآن على محمد وهو يتعبَّد وحده في كهف
اعتاد الذهاب إليه للتأمل والصلاة على سفح
جبل حِراء شمال مكة. وتذهب الروايات إلى أن
محمداً سمع صوت الملاك جبريل مرسَلاً من الله
يقول له: "اقرأ." ونظر فبُهِر من النور
أمامه. وكان أول الوحي الذي نقله جبريل: "اقرأ
باسم ربك الذي خَلَق. خَلَق الإنسان من علق.
اقرأ ورَبُّك الأكرم. الذي عَلَّم بالقلم.
عَلَّم الإنسان ما لم يَعْلم." ولبث محمد
يذهب إلى غار حِراء والوحي لا ينقطع عنه، بل
"رأى من آيات ربِّه الكبرى". وتخبرنا كتب
الحديث أن النبي اختبر الوحي على "مراتب"
أو أنواع، منها "الرؤيا الصادقة" في
النوم. "فكان لا يرى رؤيا،" حسب صحيح
البخاري، "إلا جاءت مثل فَلَق الصبح"، أي
تبيَّنَتْ صحَّتُها. ومن تلك المراتب صوتٌ
كان يسمعه النبي في داخله مثل "صلصلة الجرس".
هكذا، لما بدأ القرآن ينزل عليه كان على
استعداد نفسي لتَلقِّي الرسالة. بعد
ذلك صار محمد يقف على الطرق المحيطة بالكعبة
ويتلو الآيات المنزَّلة عليه. واتخذ
المكِّيون، بادئ الأمر، موقف شك، ما لبث أن
استحال عداءً سافراً عندما سمعوا الآيات التي
تنتقد ممارساتهم في عبادة الأصنام وتنذر
بالثواب والعقاب والدينونة واليوم الآخر.
ومما أُنزِل تأكيداً لصحة النبوة: "ما ضلَّ
صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى. إنْ هو إلا
وحيٌ يوحى." ولم يثنِ ذلك الاستقبال
المعادي محمداً عن الوقوف يوماً بعد يوم في
جوار الكعبة مردداً وحي الله إليه. وعلى الرغم
من جلال تلك الآيات نفد صبر سامعي محمد
الغاضبين، ولا سيما جماعة قريش الذين راحوا
يفرقون الناس وهو يتلو عليهم. لذا
هاجر محمد مع مناصريه إلى يثرب التي صارت
تُعرَف باسم "مدينة النبي" أو "المدينة
المنوَّرة". وما لبثت الآيات تتنزَّل عليه
في ما عُرِف باسم "السوَر المدنية" (إلى
جانب "السوَر المكِّية"). وبعد بسط
سلطانه على المدينة وإقامة المسجد الأول،
توجَّه نحو مكة التي دخلها دخول الفاتحين،
وأدَّى الصلاة في الكعبة، ثم أمر بتحطيم
الأصنام. وتتحدث
قصة المعراج، التي ألهمت أعمالا أدبية وفنية
رائعة في الإسلام، عن انخطاف النبي محمد إلى
السماء وتلقِّيه الرسالة. وتنطلق الرواية من
مستهلِّ سورة الإسراء: "سبحان الذي أسرى
بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد
الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا. إنه
السميع البصير." ومرتبة المعراج أعلى مراتب
الوحي التي اختبرها محمد؛ فيها كلَّمه الله
من غير واسطة روح القدس، أي الملاك جبريل،
ولكنْ من وراء حجاب. عناصر
مشتركة
هذه
بعض الخبرات التي انطلقت بعدها الأديان؛
وهناك سواها، في الأديان التي ذكرناها وفي
أديان أخرى. المشترك بين هذه الخبرات بضع نقاط: -
أوَّلها أن لأصحابها علاقة
خاصة بالألوهة، هي علاقة الاختيار لنقل رسالة
من الله إلى البشر. -
النقطة الثانية هي استسلام
الرسول المختار استسلاماً تاماً لإرادة
السماء. -
النقطة الثالثة هي الإصرار
على أن الرسالة ليست من هذا العالم، لكنها له،
أي لتحويله من كيان قائم في ذاته ومكثَّف
بذاته، ومن كونٍ لا معنى له ولا هدف، إلى
ملكوت لله ومرآة تعكس وجه الله. وفعل التحويل
هذا يبدأ بتنبيه الناس إلى تعهُّد الإيمان
الذي غرسه الله في قلوبهم. -
النقطة الرابعة هي رفض واسع
النطاق من جانب الناس المخاطبين، لأن معظمهم
على شاكلة هذا الدهر، لا على شاكلة الملكوت.
فهم لا يتعهدون الإيمان المغروس في فطرتهم،
بل يفضلون الشيطان ومغرياته على الله
والتضحيات المطلوبة منه. -
النقطة الخامسة هي مثابرة
أصحاب الرسالات في كسب الناس إلى الله، مهما
بلغ الرفض من جانب هؤلاء والتضحية من جانب
أولئك. -
النقطة السادسة هي أن
مؤسِّس الدين يغدو المثال الأعلى لأتباعه لكي
يقتدوا به في محاولتهم تحقيق رسالة الإيمان،
أي تحويل ذواتهم وتحويل العالم كلِّه إلى
مُلْكٍ لله. والخبرات
التي ذكرنا ألهمت أعمالاً فنية كثيرة. ففي
المسيحية، مثلاً، ظهرت أعمال لا تُحصى طوال
قرون وفي أمكنة مختلفة من العالم – في الشعر
والرسم والموسيقى والرواية والفنون
التمثيلية وسواها. وهنا لا أقصد الفنون
الدينية المباشرة وحدها، مثل رسم الأيقونات
والموسيقى الكنسية، بل أقصد الفنون العادية
التي انطلقت من هذه المواقف الدينية، والتي
قد تؤثِّر في متذوِّقيها أكثر كثيراً من
مجاميع في اللاهوت أو الفلسفة ينقصها الخيال
وقوة مخاطبة الآخرين. *** *** *** ·
في حياة أصحاب الرسالات
الدينية خبرات من نوع خاص جداً انطلقت
بعدها رسالاتهم. هنا يستعرض د. أديب صعب –
وهو مؤلف ثلاثية في الفكر الديني – بعض هذه
الخبرات منتهجاً طريقة "المقارنة
الوصفية" التي قامت عليها كتاباته في هذا
الحقل. (المحرر)
|
|
|