|
معارك
من أجل الأنسنة
في
السياقات الإسلامية
أحمد
تموز
كتاب
جديد للمفكِّر المرموق محمد أركون بعنوان معارك
من أجل الأنسنة في السياقات الإسلامية صدر،
بترجمة هاشم صالح المتميِّزة، عن دار الساقي،
بيروت ولندن. يتصدَّى
هذا الكتاب لأسباب ضمور الفكر الفلسفي–العقلاني
في الساحة الإسلامية منذ انهيار الحضارة
الكلاسية في القرن الثالث عشر الميلادي،
ويكشف عن وجود تيار تنويري ذي حسٍّ إنساني –
أي "أنسني" humaniste
– يقوم على احترام وظائف
العقل كقوة تفكير نقدية، ولا سيما في القرنين
الثالث والرابع للهجرة (أي التاسع والعاشر
للميلاد). وقد نتج هذا التيار الإنساني من
تزاوج الفلسفة الإغريقية مع التراث العربي–الإسلامي. فالتراث
الديني وحده، بنظر أركون، لا يكفي لتوليد
تيار عقلاني يحترم إمكانات الإنسان ويثق بها،
بل ينبغي أن يخصبه، أو يتفاعل معه، تيار فلسفي
قوي يهب العقل كلَّ حقوقه الفطرية في الكشف
المعرفي والإبداع الفكري، كما فعل التيار
الأفلاطوني–الأرسطوطاليسي، بامتداداته
واكتشافاته الحديثة. ذلك
ما حصل في الفترة الكلاسية من تطور الحضارة
العربية–الإسلامية. وهذا الوضع التاريخي
للفكر الإسلامي يحضُّنا نحن، من باب أولى،
على الانخراط في معارك فكرية جديدة بغية خدمة
الفكر الإسلامي وتجديده. فهل
يكون ذلك بقراءة ترتكز على تأويل جديد، ضمن
النسق المعرفي نفسه، للنصوص التأسيسية، لكنْ
بالاعتماد على أدوات التحليل النصِّي
الجديدة المتوفرة؟ أم بتجديد العقل القارئ
نفسه – أي بالخروج من النسق المعرفي القديم
إلى أنساق وسياقات فكرية وروحية أرحب؟ تلكم
هي المسألة... *** *** *** |
|
|