عش الغراب
دارين ناظم
أحدُ الناجينَ
ماتَ
"لن ننجو طويلاً"
وقال يروي ما حصلَ،
والذنبُ يأكلُ لسانهُ:
"لستُ نفسي"
يوم الرفضُ أحمقٌ كالقبولِ
يكونُ البرودُ أولى المعجزاتِ
نحيلُ إلى ماءٍ خمرنا
ونصحو من السكراتِ
*
وطني يا هامشًا
للخربشاتِ الهاذية
وصفحاتٍ لذاكرة كثّةْ
يمشطها أن تعُنَّ
ويشذبها أن تنسى
حبك هاجسٌ همجيٌ
وسؤالي
لخيالً جامحٍ في شطحاتِ الخيالِ
أتبحثُ عن واحةٍ لا تزني
وفيء من عهرٍ لا يبالي؟
هيهات
*
حبيبي يحني لياليه الحسيرة
مبتسمًا للعابرين دوني
وشفتا حبيبي بسامتين
فلا تقل له أني بكيت البارحة
وسرار كفي يبارح قدرًا
ليغيب كالنيل في أدغالهِ
قسماته، البحارُ، تحدت سرهُ
كانت ثرثرة السفر
عن سواحل مغيبة في حصار مرآتها
سجنًا من القضبان التي يغرزها المطرْ
*
مدن تضيع
قف على عتباتها
ولا تهادن جرحك يوم يقتات عليكَ
غرابها حصد عشه
وخرابها يشتهيكَ
من تركت خلفكَ
من ترككَ خلفه
سيكونُ دومًا حاضرًا
عيناه انخطافاتٍ
ولو يداهُ غمدٌ
لروحٍ تلاهي تجليها
يترككَ الحب
ولكن
لا بأس بانشغالاتٍ كثيرةْ
*** *** ***