لــغــة
دارين ناظم
أصحب بقاياك
وأرفع ثوبي
تفاديًا للبللِّ
وأرفع ذقني الموشوم
لأنني رحالة
وأرفع نظري نحو السماء
لا أدعو
بل أطيل النظر
حتى ترسو الإشارات على كتفيَّ
ضيقين
ومقوسين
كنافذة في كنيسة قوطية
نافذة بزجاج ملونٍ
الرهبة أن تنام تحته
ازْجُر البحرَ
فتقنطَ أشباحُه
قُلْ له:
"رأيتكَ مرتين -
مرةً في خيالكَ
ومرةً في خيالي"
وقُلْ لموجه - الزاحف إليكَ
كفوانيسَ برتقاليةٍ
تزرِّر قميصَ ليل الحارات القديمةِ
بهدوء خَجِل –
أن ينحسرَ
فهذا المساء
لن يغسلَ قدميكَ إلا الدمع!
*
لتعفُّفكَ أشواكُ قنافذَ برِّيةٍ تتفتحُ في دفء مائها
تنسى الخطرَ
أو تفقدُ الإرادةَ
إنه الموتُ – أسمِّيه
إما أعينَها الصغيرةَ
السوداءَ
المذعورةَ
أو معاينًا كَفَرَ يقينُه
ماردٌ هذا التشفِّي بالحائرين -
ألق أمانيكَ عليه
ولن أعدكَ بأن تتحققَ
ألق عليه لامبالاةَ الضَّجِر
منه، حينذاك تخرجُ الحياةُ عديدةً كأذرع أخطبوط
تتلمسُ جمالاً في قبح اكتماله
ألفةُ كلماته تلهجُ بك!
لأقول:
فضاءات، وأذوي خلف فلسفتي
ماذا أقولُ؟
كيف أبوحُ؟
أأقطعُ دابرَ الصمت؟
أأنكحُ لغتي
لأجعلَ منكَ شاعرًا مجنونًا
أنا لغته؟
*
وهناك صمت!
*
يعتريني شيءٌ!
كأن الله يمدُّ لي مدًّا
كأن الله يمهلني
كأن عقابي أن يحبَّني جدًّا
هذا الإلهُ الغريب!
*** *** ***