خَوارزميَّات
مازن أكثم سليمان
أُجوِّدُ تعَبي
على كُمبيوترٍ من نهدٍ ودم.
أُدوِّنُ اللهَ
نُزهةَ شوقٍ فائضة.
أُخرِجُ الذّكريات
معزوفةً رقميّة تُشتِّتُ القلبَ
وأُعيدُ تكوينَ العُيون
بِـ (فوتوشوب) من خَلْقِ المطر والرِّيح والمظلات.
دُموعي تُحرِّرُ
الأسلاكَ الكهربائيّةَ من مآخذها
ومُخيِّلتي تعقدُها بالأوردة والشَّرايين كأشرطة الهدايا.
هواجسي تُجدِّدُ
المسافةَ بينَ الشَّاشة والحياة
بإشراقٍ على تُخوم الصَّحراء.
أضغَطُ على موجةٍ
بدلاً من كُلِّ مفتاح
وأُحرِّكُ بدلاً من الفأرة جبَلاً مُغطَّىً بالثّلج.
أُبرمِجُ القهوة
والنّبيذ والتّسكُّع
غابةً تُباغِتُ مدينة، وطفلاً يلهو مع أسماك اللُّغة.
أُرَقِّصُ الفيروسات
كأجنحة الفراشات
وأُلصِقُها طوابعَ بريد على هواء المرَح.
وعلى هَوَى القمر
والنّجوم أرفَعُ شُرفتي أُرجوحةً
يسقطُ منها نهارُ الغدِ بينَ فخذيكِ المرشوقين بالعُطور.
سبَقَ لي أنْ مضَغتُ
رحيلاً كهذا
سبَقَ للجمال أنِ استترَ في عزِّ اليقين.
كُلُّ مُستحيلٍ
فراغاتٌ في حقيبة المجهول
كُلُّ حنينٍ جُرْحٌ في مِعصم النَّهر.
الأشجارُ العارية
تُثمرُ أيقوناتٍ لها ثَغْرُ كتابٍ لها مُحيّا خلاص.
المواعيدُ
الافتراضيّة
مباراةُ شطرنج
يتبادَلُ فيها الأحياء والموتى نقلاتٍ تذكاريّة.
العصافيرُ تُؤرِّخُ
الرّوحَ
في شبكةٍ
قد يستأنسُ فيها الغيابُ بذاته.
... وأنا الذي
أُصوِّبُ الينابيعَ في عبارات الغزل
أستعينُ بقاموسٍ طُرِدَتْ منهُ الأضداد.
أقصُّ مِلَفَّ
الألوان الخمولة من آخر نُسخة لقوس قُزَح
وأردمُ أوديةَ الأفكار بذكاءِ الفرضيّات الخاطئة.
أكونُ الثَّقْبَ في
ذاكرة الجهاز
وتكونينَ التَّحديثَ الهارب إلى حِضني.
أُجوِّدُ تعبي على
كُمبيوترٍ من نهدٍ ودم
وأُنضِّدُ كونًا كاملاً كالبُركانِ تفضَحُهُ قُبلة واحدة.
...
...
فيمَ العجلةُ أيُّها
الرَّائي
لديكَ الوقتُ الكافي
لتجوالٍ طويلٍ
على خُطوط الشَّغَف والمَحذوفات..؟!!
*** *** ***