جرح لا ينام
رياض بيدس
جرح لا ينام
يقتفي الأعداء آثاره في كل يوم
في كل مكان
جذوره تشرِّش في أعماق الأرض
على ضفافه ينبت الزعتر وأشجار الزيتون
والصبَّار والتين واللوز
مذاق ثمارها طيب جدًا
أعداء الجرح يمعنون في
قتله كل يوم
لكنه لا يموت
بل تنبت منه أجمل الورود
جرح لا ينام
يعيش مع أصحابه الأصليين كولد من أولادهم.
"الضنى غالي".
(15 نيسان 2013)
*
حضور الحفل الكبير
عادوا إلى بيوتهم في ساعة متأخرة
من الليل
انزعاجهم كان صارخًا
ناموا على وجوههم طبًا؛
ضيف الشرف الديناصور لم يحضر الحفلة
قيل إنه انشغل في مكان آخر.
في الصباح فرح بعض الحضور
عندما تحوَّل قسم منهم إلى ديناصورات.
(16 نيسان 2013)
*
في الكهف الذي
اعتزلت فيه
على جدرانه رسمت صورًا
لحيوانات لا أعرف أسماء لها
ولا أعرف حتى إن كانت موجودة.
تلك الصور آنستني في وحدتي
لكن عندما صارت وحوشًا حقيقية مرعبة
وخرجت من الحائط لتلتهمني
وليت الأدبار مرعوبًا.
هكذا خسرت كهفي المريح.
(17 نيسان 2013)
*
متسربلاً بغيوم
سوداء
أمضي وحيدًا
زخة من المطر.
(26 أيار 2013)
*
معجم
نحيل
لا بأس بقليل من
السعادة كل يوم
إن أمكن ذلك!
القليل من الطعام الشهي
للبقاء في قيد الحياة
كتاب نثر جيد
يأسرك
كأس من النبيذ الجيد وليس الرديء
بعض الفواكه للعشاء الخفيف
امرأة تحبها وتحبك
تجنُّب سيل نشرات الأخبار التي ترفع ضغط الدم.
يكفي موجز
تلفيق خبر سار لنفسك إن أمكن
على الطاولة سلَّة تفاح من الحديقة
يقضم أحدها سيزان بريشته الخالدة
معجم يزداد نحولاً كل يوم!
(10 تموز 2013)
*
يأس ينخره نخرًا
لا يبدو اليأس بشعًا
يحتل وجه صاحبه
يحوِّله إلى ليل دامس
ثمة شمس صغيرة تضيء
في أعماقه.
(10 تموز 2013)
*** *** ***