أو هكذا خُيِّلَ
لي
أسامة أسعد
بالأمسِ، رأيتكِ
أو هكذا خُيِّلَ لي
تختفين على عجل
خلفَ زاويةِ الشارع
المسكونِ أوهامًا
كدربٍ رمليٍّ
تشقُّهُ الريحُ يومًا
وتبتلعْهُ أيامًا
وكان الإسفلتُ يتذكرْ
أو هكذا خُيِّلَ لي
ربما، كان للرمل ذاكرة
أو أكثر
وأحمرُ شفاهكِ
أو هكذا يفترضُ أن يكونْ
يسيلُ على الفانوسِ
المتعبِ بالليلِ
وبالضوءِ الشاحبِ
وحباتٍ من مطرٍ تأخَّرْ
تتكئُ عليه
تنعسُ ربما
أو هكذا خُيِّلَ لي
ربما، كانت تسهرْ
وكانت نسمةٌ باردةٌ
تتسكعُ، مثلي
أو حولي
تعبَثُ بشالي تارةً
وتارةً تتكبرْ
وكان بابُ علبةِ الجازْ
مشقوقًا كتنورتكِ
أو أكبرْ
أو هكذا خُيِّلَ لي
وأيلاّ فيتزجرالد
Dream
a little dream
تواسي جدرانَ
الأبنيةِ الداكنةِ
تتسلَّلُ
عبر شقوقِ
الإسمنتِ البارد
لغرفٍ صُنِعَتْ
للحبِّ ولليلِ
رمادية
كأريكةِ السريرْ
وابتسامةِ الساقينْ
والجلدِ الورقيِّ المعلوكْ
على ورمٍ في النهدينْ
رمادية، رمادية
كالحزن ِالغائر ِفي العينينْ
وكان اللهُ هناكْ
على كلِّ السلالمِ
يُدخِلُ جنَّتَه
من يشاء
ويحصي النقودْ
أو هكذا خُيِّلَ لي.
شباط 2013
*** *** ***
|
| |
|