مزامير الهذيان وقصائد أخرى
رياض
عبد الواحد
أعباء المعجزة
في اليقظة
أحلم
فلا تتعجبوا
ولا تضحكوا
وقولوا من دون تردد
بماذا تحلم أيها اليقظان؟
أحلم أن سربًا من الديمقراطيين
مرهق بأسئلة الاشتراكيين والإسلاميين.
أحلم أن وجوهًا تحمل أكثر من وجه
حيرة تخلع ثوبها
رعدًا ينشر جنونه
فتتيبس الأوراق خوفًا
والعصافير تغادر زقزقتها
ها قد قامت قيامة الأرض
مثل ثعبان مجنون.
ثم أحلم وأنا وسنان
فأرى
أفكارًا هرمة
وأنفاسًا زرقاء
وغدًا بلباس الأمس
وأمسًا بلباس اليوم
وحاضرًا لا يعرف طريقه
وأنا
ما بين نائم وجالس
وجدتني أضحك!!!
يا للهول!
* * *
امتيازات المجهول
1
كل اختلاجاتي
تذوب في رحى السنين.
2
صرخات الأعماق
تقتحم أبوابي المغلقة.
3
الوصية
هجرة إلى موت محقق.
4
السهر
قنديل معلق على تعاسة القلق.
5
من يستطع أن ينتشل
أيامه من القلق؟!
6
التسول
لغة السقوط.
7
اللغة
أكبر المتآمرين
علينا.
8
الثرثرة
لغة هرمة.
9
الوفاء
مفتاح الحياة.
10
الهاجس
خط فاصل
بين الحلم
والواقع.
11
أن أسمعك
يعني أنني لست
وحيدًا.
12
اليأس
آخر مواسم المطر.
13
الحلم
برج آيل للسقوط.
14
الضياع
ظلمة معتمة
حد الاشمئزاز.
15
أقول في سري دائمًا:
كيف سيكون الغد؟
فأستنجد بالخيال!!
* * *
مزامير الهذيان
في حلمي اليقظ
أمسكت جذور شجرة سوداء
ترقص في داخلي
حاملة جماجم ناطقة
يسيل منها زيت الوقت
على جسد امرأة
تحمل شمسًا فوق رأسها
وتلتف بعباءة رمادية
ماسكة عصا الزمن الغابر.
لكزتني المرأة بصولجان الصمت
فوعيت
ووجدت نفسي ظمأنًا من شدة البرد
المتطفل على جسدي
مسحت بروق اليأس
الملبد في أدغال الروح
مثل غيب أخرس
لأركب سلطان العقل
وأغسل زبد العاطفة
وأودع الملح للجراح
لكن المرأة المحصنة بالسواد
أشعلت نيران الوجد
وأطلقت شهوتها للريح
فزغردت مزامير الهذيان
ورقصت محاجر الصمت
ليبدأ صهيل الهاوية.
اقتفيت عتمة الهاوية
فأنفتقت رغبة الاشتعال
وأحراش الرغبة
وابتدأ صهيل الروح
لم يبق غير رماد المخيلة
وعذاب الاتساع
فيممت وجهي
صوب البحر وبكيت.
*** *** ***