متاهٌ فَضَاءْ
أنس ناصيف
يَصْهلُ الزَّمنُ بِعَزمِ الدِّماءْ
وسِياطُ كِسرى تَهوي على ظَهرِ الصَّحراءْ.
يَستولي الموتُ على أطلالكَ في كلِّ شهيقْ
ومن تَحتِ الأقدامِ... يَنسحبُ الطَّريقْ.
مَوتٌ ذَاكرةٌ... وزئيرٌ حريقْ
ما الخوفُ إلا صَهوةٌ للحضيضْ
في أرضِ الرُّعبِ... هُنا
طُغيانُ الغَيبِ... تَاجُ رَحمتهْ
المَرْساةُ... قُبطانُ السَّفينةْ
والحُلُمُ حَشْرجَةُ الإنتظارْ.
هُنا في كَواليسِ القافلةْ
انَعتَقَتْ حَبّةُ قَمحٍ
مِنْ
بَراثِنِ نَملةٍ ضائعةْ
ثُمَّ وَأدَها التُّرابْ
فَلَمْ تُنجِبَ عَشرْ حَبَّاتٍ
أكثرَ مِن أنَّها أنجبتْ
عشرَ نَملاتٍ طَامعةْ
أَشْلاءٌ... ألفاظُ حَياةٍ
تَتوخى مِنْ مَعانيها الحَذَرْ.
نُعَاسُ شَمسٍ
يُصيبُ وَجهيَ
بالرَّملِ
... هُوَ بِلادٌ...
تَأتي بِعيونِ ذِئَابٍ
تَنخرُ في
كُلِّ عِظامِ الدُّنيا
تُعَلِّقُ الأَمَلَ نَوَّاسًا
بِسَقَفِ الجنونِ
وتَغفُو...
بِلادٌ... أطفالٌ
قَرابينُ للارْتِجالْ
يقينٌ... لِقامَةِ هَذا الاحْتِمالْ
ماذاكَ الهُبُوبُ... إلا شَرْقٌ
شِرْكٌ... لِلصَّحوِ
وَتَجْرِبَةٌ لِلإلهْ
فَمَا أَرْحَبَكَ يا هَذَا المَتَاه...
دمشق 26-8-2011
*** *** ***