إيكولوجيا عميقة
|
|
أيلول
2011
September
2011 |
في هذا الإصدار
|
|
تتصف
كل أنساق الوعي بالطابع التاريخي، كما يقول الفيلسوف هنريك سكوليموفسكي
Henryk Skolimowski،
فهي تنبثق عند لحظة معينة وتختفي أو تتعدل بعمق عند لحظة أخرى. فثمة تحدد متبادل
بين الوعي والتاريخ. ونحن في زماننا شهود على اخضرار الوعي الذي يبزغ تدريجيًا.
إن اخضرار العلوم
علامة على استهلال علاقة معرفية جديدة بالطبيعة، كما أن اخضرار الدراسات الإنسانية
علامة على إدراك جديد للجوانب المتعددة للإنسان في علاقته بالطبيعة. وهذان
الاخضراران خطوتان في اتجاه اخضرار النظرة إلى العالم بما هي حقيقة تتفتح على ضفاف
الزمان وتحتاج إلى الوعي من أجل روائها واكتمالها. ولما كان الوعي الإيكولوجي يمثل،
برأينا، مرحلة جديدة في التاريخ فيجب وضعه في سياق يربطه بما قبله.
ينظر سكوليموفسكي إلى الوعي الإيكولوجي بما هو
تأليف. فقد كان الوعي الديني هو القضية وكان الوعي التقاني هو القضية الناقضة، أما
الوعي الإيكولوجي فهو التأليف بينهما، بما هو يشير إلى العودة إلى الروحاني بدون
الانصياع للسنن والعقائد الدينية، وبما هو يسعى إلى التحسين الاجتماعي والعدالة
للجميع من غير تعبد للسلطان المادي وبدون الاحتفال بالطبيعة العدوانية للشخص
البشري.