علم نفس الأعماق
|
|
أيلول 2003
|
في هذا
الإصدار
|
|
|
لقد حاولنا في كتاب حديث، متمِّم
لكتب سابقة ومكرَّس للخيال الشعري، أن نُظهِر
الفائدة التي يقدِّمها المنهج الفينومينولوجي [=
الظاهراتي] من أجل مثل هذه الاستقصاءات. إذ إن
المقصود، حسب مبادئ الفينومينولوجيا [=
المذهب الظاهراتي]، أن يظهر بوضوح تامٍّ وعيُ
الذات المندهشة بالصور الشعرية. ويبدو لنا أن
هذا الوعي، الذي تريد الفينومينولوجيا
الحديثة أن تُلحِقَه بكل ظواهر النفس، يعطي
قيمةً ذاتيةً مستمرة لصور ليس لها، على
الأغلب، سوى موضوعية مشكوك فيها. إنها
موضوعية عابرة. وحين نُلزِم أنفسنا بعودة
منظَّمة إلى أنفسنا، وإلى بذل جهد إيضاحي في
حدوث الوعي، أو فيما يخص صورة من الصور لشاعر
من الشعراء، فإن المنهج الفينومينولوجي
يقودنا للدخول في محاولة تواصلية مع وعي
الشاعر الخلاق. وهكذا تصبح الصورة الجديدة –
الصورة ببساطة – وبكلِّ بساطة، أصلاً
مطلقًا، أصلاً للوعي. ففي ساعات الاكتشافات
العظيمة تستطيع الصورة الشعرية أن تكون رشيم
الشاعر، رشيم كونٍ متخيَّل أمام حلم يقظة
الشاعر. وينفتح وعيُ الاندهاش بكلِّ سذاجة
أمام هذا العالم الذي خلقه الشاعر. وإن الوعي،
من غير ريب، مُعَدٌّ لاستثمارات كبرى. وإنه
ليتكون بقوة بالأحرى، فيهبُ نفسَه لأعمال
يمضي تناسقُها من الأفضل للأفضل. فلـ"وعي
العقلانية"، خصوصًا، فضيلة الدوام؛ وهي
تطرح قضية صعبة على الفينومينولوجي. إذ
المقصود بالنسبة له أن يقول كيف يتتابع الوعي
في سلسلة من الحقائق. ولكن، على العكس من ذلك،
حين ينفتح الوعيُ المتخيِّل على صورة منعزلة
فإنه – على الأقل للوهلة الأولى – يتحمل
مسؤوليات أقل. وإذا وُضِعَ الوعيُ المتخيِّل
حيال صور منفصلة فإنه يستطيع حينئذٍ أن يحمل
مواضيع تربوية أصيلة لمذاهب فينومينولوجية.
| |
|
Front Page
|
Editorial
|
Spiritual
Traditions
|
Mythology
|
Perennial Ethics
|
Spotlights
|
Epistemology
|
Alternative Medicine
|
Deep Ecology
|
Depth Psychology
|
Nonviolence &
Resistance
|
Literature
|
Books & Readings
|
Art
|
On the Lookout |
|
|