المخُّ البشري

أحمد تموز

المخ البشري عنوان كتاب صدر في سلسلة "عالم المعرفة" الكويتية القيِّمة، من تأليف كريستين تمبل، بترجمة د. عاطف أحمد.

يُعتبَر المخ من أكثر أجهزة الجسم البشري "النبيلة" تعقيدًا. فمن دونه – من دون قشرته تحديدًا – يفقد الإنسان الحواس والوظائف الأساسية التي لا غنى عنها في حياته، وتصير حياتُه أشبه بحياة النبتة. والمخ البشري بنية ثلاثية الأبعاد أثارت حيرة العلماء ودهشتهم على مرِّ السنين.

في الفصل الأول تركيز على "خلايا المخ وتركيبه"، وكيف يتألف المخ من نورونات (خلايا عصبية) تشكل القاعدة المادية للتفكير وتتحكم في السلوك. كما يناقش الفوارق التقليدية للموصِلات ("النواقل") العصبية والتعقيدات الحالية لمنظومة المخ التي باتت – في نظر العلماء – أكثر تعقيدًا بعد اكتشاف الببتيدات التي تشكِّل سلاسل بروتين الأحماض الأمينية في المخ.

وفي الفصل الثاني نقع على "التحديد الموضعي للوظائف: أيُّ الأجزاء يفعل ماذا؟" يعرِض الكتاب لدراسات تاريخية عن الوظائف الأساسية للمخ لكلٍّ من إدوين سميث، بروكا، أبقراط، جال، كارل فيرنيك، وسواهم من العلماء، حول تحديد الأجزاء التي تقوم بوظائف معينة في المخ. ثم يتطرق إلى علم الفراسة، وفكرة سيادة أحد نصفي كرة الدماغ، ونظرية التأثير الكلِّي، واختزان الذاكرة في المخ، وطرق المسح المخي الحديثة.

في الفصل الثالث بحث في ما يسمى "الجسم الجاسئ" ("الثفني" في مصادر أخرى)، وهو أحد أكبر المسارات الليفية الصوارية في المخ، ويحتوي على نحو مئتي مليون من الألياف العصبية.

أما الفصل الرابع، "اللغة والمخ"، فيتناول علاقة اللغة بالمخ من منطلق أن المخ البشري يتحكم في المنظومات التي تشارك في اللغة وفي فهمها على حدٍّ سواء.

"الذاكرة والمخ" عنوان الفصل الخامس من الكتاب؛ وتعالج فيه المؤلفة أهم أنواع فقدان الذاكرة لدى الإنسان وأسبابها.

وفي الفصل السادس، "المخ والتعرف البصري"، ثمة شرح للعلاقة بين المعلومات البصرية التي تتلقاها العين ويفسِّرها المخ من خلال الجهاز البصري.

ويقدِّم الفصل السابع، "القراءة والكتابة والمخ"، عرضًا تاريخيًّا موجزًا عن الكتابة وأنواعها، وبداية نظام توليد الكلمات، وعسر القراءة المكتسب والسطحي والفونولوجي والياباني والمباشر والنموي، فضلاً عن تعلُّم القراءة عند الأطفال والتهجئة وعسر الكتابة المكتسب.

الفصل الثامن، "المخ والانفعالات"، مخصص للتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الإنسان في مواقف وخبرات متعددة، والاستجابات الكهربائية الجلدية، والسيطرة على الإجهاد العصبي، وحالات الرُّهاب لدى بعض المرضى النفسيين.

كتاب علمي شائق في متناول القارئ غير المتخصص (مع الإشارة إلى عدم تقيُّد المترجم بمصطلحات المعجم الطبي الموحَّد)، ننصح بقراءته لكلِّ المهتمين بما يدور داخل ذلك الصندوق العجيب الذي يسمى الجمجمة.

*** *** ***