بلاد لامرئية
قصائد مختارة

 

أحمد اسكندر سليمان

 

-1-

ليس الغراب
الذي خلقه الله على صورته
وأدرك الأرض الجديدة بعد الطوفان
بل الغراب القرمزي بجناحيه المشتعلين باللامبالاة وكما أراه
بل الأعشاب التي تتراقص عليها قطرات الندى
قبل أن يدوسها الناجون
قبل أن تتبدد
كي يبقى
أثر
ا
ل
ح
و
ا
ف
ر
.

ليست الدقة
وليست دفاعًا عن حقوق إنسان حيوان
أو حيوان إنسان، أو عقد نكاح بينهما
أو عن حقوق الممثلين والمثليين
على خشبة الله في الأرض
أو خشبة المسرح
أو عن تلك الدمى
التي تتدلى
من أصابع
لا
م
ر
ىء
ي
ة
.

ليست عن حقوق الشعب
أو حقوق الديكتاتور
المسألة عن الهدر
في الدم
.
.
عن حقك
في الدفاع عن رغباتك والوصول إلى غاياتها
دون صكوك غفران ومؤامرات هزيلة وأثمان باهظة
دون الأصدقاء وأفخاخهم
دون الأنذال وتشريعاتهم
المسألة برمتها
عن الشعر
والحرية
وكأس
ا
ل
ع
ر
ق
.

هكذا
لا أريد أن اصحو
ولتكن حياتي طوفانًا لا تنهيه الغربان
لا ترث الزواحف انحساره
أريدها محوًا تامًا
حتى الرمق
ا
ل
أ
خ
ي
ر.

(أوراق كولنغسبورن)

-2-

يومها
أردت من الآلهة
أن تحدث كي ترسلني لأصحح
كثيرًا من
أخطاء
ح
ل
م
ه
ا

يومها كنت أريد أن أحبها
لكنها لم تحدث
وخذلتني
مثل
كل
ا
ل
س
و
ر
ي
ي
ن

لم يكن من خيار
غير المنفى
لاستعادة
لغة
ض
ا
ل
ة.

(أوراق كولنغسبورن)

-3-

مُتقلبًا
كعصفٍ في وادٍ بهيم
أمحو وأدوِّنُ
أدوِّنُ
و
أ
م
ح
و
في حياة قصيرة
كما لو أنَّني المصلوب
كما لو أنَّني
السُّوري
في كلِّ
أ
ز
م
ن
ت
ه.

(أوراق جابالا)

-4-

ليس تاريخًا
هو ورمٌ قديمٌ
ويحدثُ الآن
الاحتضار
.
.
في اليومِ السَّابعِ
وقبلَ أنْ يستغرقَ الله في حسنِ ما عمله
وقبل أنْ يرتاحَ، قالَ
ليكنْ هناك شعراءٌ
لا يعرفون الرَّاحة
إلى آخرِ الزَّمنِ
وهمْ يعيدونَ
إحياءَ كلامي
في الأيام
السِّتةِ
ا
ل
أ
و
ل
ى
.
.
ما أردت قوله
الحياةُ تفَّاحةٌ توشكُ على السُّقوطِ
وليس من قادرٍ على احتمالِ
لعنة القطافِ
الثَّانية.

(أوراق جابالا 2014 - 2016 - 2017)

-5-

لا تعرف الشيب
الجديلة السوداء
في الصندوق.

2
العدالة التي ليست انتقامًا
الانتقامُ الذي ليس تسويةً
التسويةُ التي ليست استقرارًا
الاستقرار الذي ليس ازدهارًا
الازدهار الذي ليس رفاهيةً
الرفاهيةُ التي ليست تذوقًا
التذوقُ الذي ليس ثقافة
الثقافة التي ليست إجابة
الإجابةُ التي ليست حدودًا
الحدود التي ليست وطنًا
الوطن الذي ليس لغةً
اللغة التي ليست قدرًا
القدر الذي ليس مصيرًا
المصير الذي ليس استسلامًا
الاستسلام الذي ليس هزيمة
الهزيمة التي ليست نهايةً
النهاية
النهاية
النهاية
تلك الثرثرة السُّورية
عن العدالة والانتقام والتسوية والحوار والهوية
والأنا
والآخر
في الساعة الرَّملية
التي نتسرب مع رمالها
حين يقلبها أحدهم
كعود أبدي
لا خلاص
منه.

3
ليس ثرثرة
حين أريدك أن تعرفي
بأنَّني أغار من قصيدتي النائمة
في حمَّالة
نهديك.

(أوراق هامبورغ)

-6-

لن أدوِّر هراء الرِّوائيين
أرسلُ الأحجيات
كما يفعل
الينبوع
طوال
ا
ل
و
ق
ت
.
.
كما لو أنَّها ملامسة الأصابع التي تحققت
كما لو أنَّها الوردة التي أكملت رسالتها
وأيقظتك لتفنى
لا توقظها
دعها
ترقد
ب
س
ل
ا
م
.
.
كما لو أنَّها المرة الأولى على العتبات
لم يتغير ما هو جوهري.. المسامير في الرَّاحتين الدَّاميتين
والأخشاب هي الأخشاب التي لم تتآكل.. الأسماء هي الأسماء ذاتها
والمعاني هي المعاني.. لكنها الظَّهيرة الصَّارمة
الظَّهيرة التي تبدِّلُ طريقة الرُؤية
ولا تبقى الأعناق هي الأعناق
ولا تبقى الأنصال
هي
ا
ل
أ
ن
ص
ا
ل.

(أوراق هامبورغ)

*** *** ***

 

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني