قصيدة سين
حمزة
رستناوي
في سِدْرَةِ النفسِ
الرجيمةِ
كُنتَ حرفًا
دون َمدلولٍ
فعرَّاكَ السياقُ
كُنتَ طيرًا
دونَ أحلامٍ
تهاجرُ في فضاءٍ ليسَ يشبهنا
فقرَّبكَ البراقُ
مازال فِعْلُكَ في رِوَاقِ العمرِ قافلةً
يحمِّلُها المشيبُ ملوحةَ الزمنِ المؤنَّثِ
والبديلْ
ستموتُ في النفسِ الزكيَّةِ كالنخيلْ
ستعيشُ بين الموتِ واللا-موتِ
تقتلكَ الحياةُ المستحيلةُ
في دروبٍ من ذنوبٍ
نحو قارعةِ الفناءِ الضوءِ
تمضي في المسيرِ إلى المقابرِ كالضليلْ.
*
في ليلِ سُرَّتُكِ
العقيمةِ
أصطفي موتي المُؤكَّدَ في نعوشِ كالقمرْ
ناميْ... فلا طيرٌ لديَّ
يغيْبُ فيه الصبرُ عن بلقيسَ
لا فرسٌ لديَّ لأُطْعِمَ الأخشابَ من مائي
نامي... فلا رُسلٌ لديَّ
رسولهُ طيرٌ من الما- وردَ
هُدْهُدُهُ طيرٌ من القطرانِ
يعبثُ في شجيراتِ المطرْ
فدعيهِ
لا تُبديْ التشابهَ
حين أكوي ضفَّة الشوقِ القريبةِ
يختفي حسنُ التشابُهِ ملءَ عيني
يختفي فنُّ المقارنةِ السخيفةِ.. والصورْ.
*
سأزفُّ قبَّعة
الأميرة للهباءِ
أقدَّمُ الجَمَلَ القديمَ ذبيحةً
تقتاتها الأزمان في قدَّاسها
ستمرُّ أقنيةٌ إلى أرض السكينهْ
وترابُكِ الماشي على صخرِ الخلودِ الوهمِ
تجرفهُ المدينهْ.
*
سأعيشُ في اليوم
الحزين بغربتي
أبكي القيامةَ ها... هنا
بعد النبيذِ أراودُ القمرَ الفقيرَ
المُصطلي دون المحاقِ
أهنِّئ الأمَّ الحزينة.
*** *** ***