إذا
أخذنا بعين الاعتبار أهمية معرفة النفس فقط لأنني أنا أو آخر قال إن ذلك هام،
فسنقوم حينها، كما أعتقد، بالقضاء على أي احتمال لاستمرار التواصل بيننا. ولكن
إذا اتفقنا على أنه من الأهمية بمكان أن نفهم أنفسنا، فإذاك تصبح العلاقة
مختلفة وسوف نتمكن سوية أن نقوم ببحثٍ حذِر وذكي ونحن راضون.
لا أطلب منكم إيمانًا، كما أنني لا أعلن عن سلطة روحية جديدة. فأنا لا أملك
شيئًا لكي أعلمكم إياه – ولا أية فلسفة جديدة، أو أي نظام جديد، أو أي طريق
جديد إلى الواقع. فلا يوجد هناك طريق للواقع، كما أنه لا يوجد طريق للحقيقة.
فكل سلطة، من أي نوع كانت، لاسيما في حقل الفكر والإدراك، هي الشيء الأكثر
تدميرًا وإيذاءً. المعلِّمون يدمِّرون تابعيهم، والتابعون بدورهم يدمِّرون
معلمِّيهم.
عليك إذن أن تكون أنت نفسك معلِّمكَ، وأنت نفسك تلميذكَ. فكل ما قبِلَه الإنسان
على أنه ذو قيمة وضروري عليه الآن أن يضعه موضع تساؤل.