قصيدتان
خوناف أيوب
أنت حيٌّ
ترى كيف هي
تلك التي غازلتك أمس
وسرقت نهاري
ليذرف قلبي الغيم
وأندب فيك حبي المتوفى؟
ترى كيف هي
تلك التي تظلل لك الطريق بنفسجًا
وتحلق بجناحيَّ المسروقتين منذ حب
تلك التي تأتيك وتنساني
تلبس ثوبها الأسود وتنساني
تزرع خصلاتها في جبينك وتنساني
تذهب من بيتك فتبكي لذكراي المعلقة بذراعك؟
ترى كم يدًا لها
حتى حاكت لك قصيدة دانتيل زرقاء،
وأنت أنت كيف متَّ في قلبي
وعشت في قلب تلك
ووضعتَ خرزًا على رأس المدى
تخاف غيابي آخر الليل
وتزرع الفجر خيانةً؟
ترى ما مقاس خصرها
تلك التي ترتدي ظلك في الربيع
وتضحك في الصيف
تضحكُ وتضحكُ
وتبتسم أنت كقاتل مربوط بحبل الرحيل
كأنك لست أنت
كأنك لم تكن أنت؟
حزينة ليلتي
أعلم جيدًا أنك لم تبقَ هنا
وأبحث عنك هنا وهناك وهنا.
أتدري، سألتُ الجيران عنك
فضحكوا وأشفقَ بابهم علي
ولم أتب، ولم أخجل،
فسألت عنك طفلة صغيرة مرت بشارعنا
تركت ألعابها
وارتمت في حضني تبكي
اعتقدتْكَ ميتًا
وأنت حيٌّ،
حيٌّ في مكان ما
ولكن، ليس في هذا المكان.
***
عنك أثرثر لنفسي
1
اِنزعني من الوداع
سأشد حقيبتك
وأقطع لك تذكرة رحيل
من بيتنا الذي لم نفتح بابه
فلا تتأرجح بين قلبي وقلبي
اِمضِ مني
فلم يبق مني سوى انتظارك.
2
لستُ أنا أنا
أنا بقايا حبٍ منك
أنت الريحان والنار
وأنا دونك كل النار
ينتحر المساء منك كل نهار
الشتاء مؤلم هذا الفصل
والريح لا تقص سواك على الجدران.
3
تكاثرت الطريق علي
حجارتها الطويلة تمتد وتمتد
على الطريق بندقية
اِحملها. اُقتل الطريق واُقتلني.
فلا الطريق ينتهي ولا أنا أشفى
فلتحيا أنت بسلام.
4
أمك التي تحتسي قهوتها بانتظار الصباح
تسرق النظر إلى سريرك، سرير الياسمين
أنا أسكن عينها، أسبقها إليك
أمسح جبين نومك
أستنشقك من المكان
ما أجمل رائحة القمح الطازج
وأدرب الأحلام لتبقى جميلة
جميلة بك.
5
لا تستفق من الحزن
الحديقة استشهدت
ابكِها قدر ما كنت ترويها
على تخوم المدينة
اِدفن ما تبقى من الشمس
بكت عليك القصيدة
وذهبت مني
آهٍ لو تعلم
كم كبيرة جروحي!
6
ويبقى المطر سعيدًا بك
يحكي لورق النعناع
عنك دوني وعني دونك
حين كنا معًا ذات ندى.
*** *** ***