طَــيْــفْ
عصام كنج الحلبي
يَـأتـي... كـأنَّ الـرّيـحَ تـدفعُـهُ
يَـنْمـو... كـأنَّ الله يسـقـيْهِ
يَـهْـوي كـمـا لـو أنَّـهُ مـعَـهُ
قـلْـبي، فـيُـثْـقـلُهُ بما فيْهِ
يَشتـاقُ لـي فـي حـينِ يَـردعُـهُ
نَـدَمي عـلى ما لـسْتُ أُبْـليْهِ
تَـمشي عـلى جَسـدي أصـابـعُهُ
فَـتُـميتُ قـلبي، ثمّ تُحْـييْهِ
يَـقْـتاتُ مِـنْ غـصنٍ ويُـوجِـعُهُ
قَـطْـفُ الـثّمارِ فلا تُـغـذِّيْهِ
يَسْـتدركُ الـمعـنى ويُـرجِـعُـهُ
حـتَّى يَـشِـفَّ إلـى معانـيْهِ
مُسْـترسِـلٌ فـي الهـمِّ طـالِـعُهُ
وغَـمامةٌ فـي الأفْـقِ تُـغريْهِ
لـو أنَّـهـا تَــرويْ مَـدامِـعُـهُ
لَـنَـمَـتْ حدائـقُ في بَراريْهِ
(تحْـتَ العَـريشةِ) كـانَ مضْـجعُهُ
ويَـنامُ عـاري القـلبِ حـافيْهِ
ويُـصارِعُ الأحـلامَ, تَـصْـرَعُـهُ
فَـألـمُّ قـلبي ثـمّ أبْـكـيْهِ
وكأنّـني فـي الشِّـعـرِ أخـدعُـهُ
وهـو المُـصدِّقُ حينَ أرثـيْهِ
وهـوَ الـيَتـيمُ، ولـيسَ تُـرضِعُهُ
أمُّ الحـياةِ، ولـيس تَـحْـميْهِ
لا بــابَ لـلأيَّــامِ يَـقْـرعُـهُ
لِـيُـجيبَـهُ زمـنٌ فَـيُـؤْويْهِ
لا الـذّكْـرياتُ هـنا تُـشـجِّـعُهُ
وهـناكَ لا أحْـلامَ تَـعْـنيْهِ
مِـن عــادتـي أنّــي أُودِّعُـهُ
فإذا مَـضى لا ينْـتهي تِـيهي
وإذا بَــدَا أنِّــي أُطــاوِعُــهُ
أخْفيْتُ عنِّي وحشةَ الـ (إيْـهِ)
سـكـتَ الـغريبُ وكنْتُ أسمعـهُ
يـبكي على من لا يُـنـاديـهِ
نـاديـتُـه والـصـوت أسـرعُهُ
لـلـقلبِ مـنْ أذْنٍ تُـجـافـيـهِ
يا صاحـبي: قـلـبي تُـنـازعُـهُ
نفسي عـليكَ، وأنْـتَ نـاسيهِ
لأصـاخَ لـو يـرتـاحُ مسْـمَـعُهُ
وأَفـاقَ لـو نـامتْ لَـيالـيْهِ
لـكـنَّـهُ - والـريـحُ تَـمْـنعُهُ -
يَـنْـأى كــأنَّ الله يُـغْـويْـهِ
*** *** ***