إيكولوجيا عميقة
|
|
تشرين الأول
2012
October 2012 |
في هذا الإصدار
|
|
حسب
توقعات أوساط علماء المناخ، فإن
هذا العام
2010م
سيكون الأشد سخونة منذ أن وُجدت أجهزة قياس حرارة الجو. وبكلام آخر، أشد سخونة من
أي عام مضى في التاريخ الحديث.
ولن تغيِّر العواصف الثلجية العاتية التي تضرب أوروبا الغربية وأجزاء واسعة من آسيا
والولايات المتحدة في معطيات مثل هذا التوقع أو احتمال تحققه، مهما شعر أصحابه من
حرج مؤقت، تمامًا كما شعر المشاركون في مؤتمر كوبنهاغن الذي عُقد كي يتصدَّى لظاهرة
سخونة المناخ، وتزامن اختتام أعماله مع بدء موجات الصقيع التي وصلت إلى مستويات غير
معهودة في كثافة الثلوج وإغلاق الطرقات.
لما
كان
السلوك الأخلاقي وما يحمله من قيم هو مجلى الثقافة والحضارة وأسلوب الحياة، ولما
كان اتصال الأخلاق بالسلوك الإنساني مباشر، فقد ازدهرت البحوث الأخلاقية ذات التوجه
البيئي أبكر من غيرها وراحت تنصب على الجانب الأخلاقي في علاقة الإنسان بالبيئة
الطبيعية natural environment
ومخلوقاتها من الحيوان والنبات. فثمة الكثير من الأعمال البشرية الاعتيادية ذات
المتات بالمشكلات البيئية، كقتل الحيوانات وصيدها الجائر أو إخضاعها للتجارب
العلمية، أو قطع الأشجار وتدمير الغابات وما آل إليه من انقراض أنواع حية كثيرة
وانهيار منظومات إيكولوجية. هذا ما استحث بعض المفكرين لبحث المسؤولية الأخلاقية
للبشر إزاء البيئة ومكوناتها والإطار الذي يمكن شمل هذه المسؤولية ضمنه.