أَصَابِعُ آدَمَ
فتح
الله بوعزة
(1)
لَمْ أَقُلْ إِنِّيَ رَاحِلُ
لَكِنَّ لُهَاثَ الْعَبِيدِ ورَائِحَةَ الْوَصْلِ دَلاَّ عَلَى أَثَرِيْ
وبَقَايَا الْحِكَايَةِ جَنْبَ الأرَاجِيحِ
قُلْتُ: تَعَالَي إِلَى جِذْعِي وهَوَائِيْ
هَذَا الدَّبِيبُ مُرِيبٌ جِدًا
وهَذَا النَّخْلُ خَفِيضٌ جِدًا
لاَ يَسَعُ الرِّئَتَيْنِ، ولاَ يَطْرَحُ مَاءً لِلْغَرْقَى
قَالَتْ: لاَ آمَنُ حَتَّى يَتَدَلَّى
مِنْ سَهْوِكَ عُنْقُودٌ أَبْيَضُ
لاَ يَنْفَضُّ هَوَاءٌ مِنْ حَوْلِهِ أَوْ طَيْرٌ
يَكَادُ يُلاَمِسُ كَعْبَ الْفَرَاشَةِ
لاَ يَنْفَضُّ نَهَارٌ مِنْ حَوْلِهِ أَوْ غَيْمٌ
قُلْتُ: تَعَالَيْ فَاكِهَتِي لَيْلٌ
يَتَلَوَّى فِي أَنْسَاقِ اللَّغْوِ
وَمَا غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنَ الأوْتَادِ
لِفَاكِهَتِيْ شَكْلُ الطَّيْرِ يَحْضُنُ صَفْصَافَهُ
فِي حَدْبٍ مُرِيبٍ
قَالَتْ: لاَ آمَنُ حَتَّى تَعْدِلَ هَيْئَةَ الطَّيْرِ...
وافًتَرَشَتْ شَهْقَتِي، مِثْلَمَا يَفْعَلُ الطَّيْرُ
قُلْتُ: تَعَالَيْ إِلَى جِذْعِي
الشَّهْقَةُ مَاءٌ تَبَخَّرَ قَبْلَ انْعِطَافِ الْخَيْلِ
عَلَى نَخْوَةِ الرُّكْبَانِ
لِذَلِكَ أَكْسِرُ جَرَّةَ آبَائِيْ.
كُلَّمَا انْفَرَجَتْ فِي الأقَاصِي تَجَاعِيدُ الْمَوْتَى
قَالَتْ: لا آمَنُ حَتَّى تَعْدِلَ يَاقَةَ النَّهْرِ
هَذَا الْخَرِيرُ مُرِيبٌ جِدًا
وهَذَا الْهَوَاءُ خَفِيضٌ جِدًا
يَكَادُ يُلاَمِسُ كَعْبَ الْفَرَاشَةِ...
قَالَتْ، وانْتَبَذَتْ رَغْوَتِي!.
(2)
لَمْ أَقُلْ إِنِّيَ رَاحِلُ
لَكِنَّ لُهَاثَ الْعَبِيدِ تَعَالَى
بَوَّابَةُ الْخَوْفِ انْفَتَحَتْ
شُرْفَةٌ سَقَطَتْ، وكَلاَمٌ بِأَكْمَلِهِ
قُلْتُ: اشْتَعِلِي
النَّارُ حِجَابٌ/ حَمَّالَةُ سَهْوٍ/ أَصَابِعُ آدَمَ
تَعْلُو بِالطَّيْرِ، شَيْئًا فَشَيْئًا، إِلَى شَهْقَةِ الطَّيْرِ
والطَّيْرُ تَرْتَجُّ فَوْقَ أَصَابِعِ آدَمَ
مِثْلَ لِسَانٍ بَرِّيٍّ يَبْحَثُ عَنْ عَائِلَةٍ
وبَقَايَا شِتَاءٍ عَتِيقِ الْمُلُوحَةِ
لَمْ تَمْسَسْهُ إِنَاثُ الطَّيْرِ بِرَغْوَتِهَا
قُلْتُ: اشْتَعِلِي مَرَّاتٍ ومَرَّاتٍ
النَّارُ مَدَى/ كَشَّافُ نَوَايَا
دَبِيبٌ مَنْثُورٌ فِي حَوَاشِي الْهَوَاءِ
يَكَادُ يُلاَمِسُ كَعْبَ الْفَرَاشَةِ
وانْتَشِرِي مِثْلَمَا يَفْعَلُ الطَّيْرُ...
قَالَتْ: خُذْ بَعْضَكَ نَحْوِي
بَعْضُكَ نَارٌ والْبَعْضُ الآخَرُ
يُفْضِي إِلَى شَهْقَةٍ في انْعِطَافِ الرُّمَاةِ
عَلَى نِسْوَةٍ بِسَنَابِلَ بَيْضَاءَ
بَعْضُكَ بَعْضِيْ
سَبَّابَةٌ
تُومِئُ – فِي السِّرِّ – إِلَى أَثَرِيْ
وفَرَاشَاتٍ حَمَلَتْنِي بَيْنَ أَصَابِعِهَا!.
*** *** ***