خمودٌ
متجدِّد
دارين
الأسعد
إليكَ:
وأنتَ بعيدٌ
ما أكثر قصص بُعد العاشقين
سأرسم خطًّا على المدى
وأمحو أشكالَ الحنين
خمودٌ
متجدِّد
1
عساني كسوتُ النارَ
غباري
أشم ريح ما يحترقُ
عجاجٌ يعانق الرمضاء
وقلبي
مراقبٌ قلقُ
ماذا سيولد منهما؟
حسبي
أنِّي شهدت ولادة
انطفاء جديد
2
وعاد منك
مترعًا مكوثًا
خاويًا من الزمن
من نبض يحثني
يلكز أجفانًا تحيِّي عبور
مواكب لا تهتري
عرفت صمتك حيثما احتوى قبولي
فأينما سادني
عرَّفني
بهرجَ الغيبة
انطفاءٌ بديعُ
سلامٌ عليك
يوم أرفضُ عبثَ النقاء
ويوم أسألُ عفوًا
ويوم أضيعُ
3
لعله استحضارٌ
إذا اكتسيتُ سماءً عريضة
فغريب ذاك الناطقُ بلساني
غمرته موجي
شمع الموائد
ردمَ لهبٍ
عذري
جذري
خبايا التجاويفِ العديدة
لانطفاءٍ تجلَّى
نافضًا عن موائدكم حسم اليقينِ
ساكبًا في كلِّ طبقٍ
وهمي الأليف
4
جسدٌ رجيم
أوصابه
فارتجاف يطولُ
جذع الصليب على ظهر مُكابِده
ويحي
ماذا أقولُ!
لِمَ تخمد في ملامحه
الظلالُ
كلما ابتسمتْ جراحُه للشامتين
كأنه المعافى الوحيد؟!
5
أُسَبِّحُ
فالنهار في الجيب منك
أخرجه
ونلعبُ
فلولُ الهشيم ترهف للنار
وتترقبُ
لست ربًّا
لكن هيكلك الجاثمَ على صدري
بيتُ قصيدٍ
والخمود على مذابحه
لَمطلبُ
6
سبابُ المقدس لا
يدنِّسه
وهذا ما يردعُ
فشتائمُ
لا تطاول
بما قد تنفعُ
انطفائي فيك مبررٌ
لا بعشقي للخمودْ
بل لأنه كلما زدت طيشًا
فجعه حبك الودودْ
7
تنُّور مسَّد أتربته
جوفُه حصنُ الأسرارْ
فإن باح
باح من فرط
وإن كتم فمن استهتارْ
إن أضرم فما قصد حرقًا
بل أن يختبر بالنارْ
فهل يهذي هذا التنور؟!
أخمده
أخمده
أخمدْ
بوركَ خمودٌ متجدِّدْ
8
أرنِّم
لِمَن – مختارًا – يفقد هالةَ إلهٍ
حين يبكي
أو يضحكُ
ويفقد سطوة إلهٍ
فقدرته قموطٌ حريص
يفقد المطلق
لأن الحبَّ مكبَّلٌ
بل أسماؤه كلُّها
ثم يجلس يحصي الخسائر
فيخرج رابحًا
وقد ربح خمودي
9
أثقبٌ في المجرة أم
في راحتك
أم الثقبُ في قلبٍ
مطلبُه راحتك
ما أضيق الدنيا أمام رحابتك!
نارٌ فيها تنطفئ
10
يحتسي الفجرُ
أحلامنا
دعني
أؤدِّبه ذاك الصفيقْ
فيا ليتني أدرى بي منِّي
لعلِّي
رفعت معه نخبَ امتحانٍ مديدْ
شَقَّ عليَّ
إذا شَقَّ صبحُ
أخلع عنِّي وهميَ الفضفاضَ
وأكون كما شئت أنا
لا كما أنا أريدْ
وأسأل نفسي بكلِّ مقام
عن مقام التماهي
لعلَّه في النور انطفائي
أم في الظلام يكون الخمودْ؟
11
لعبقرية النوم
اختراعٌ
هو الغيابُ
أحمل إليه حماقاتِ يومي
وأصطلي
مواقد هزر
تخمد فيه ملَكاتي وأوصالي
فأنا لنومي
ونومي لي
12
أللخمودِ!
رغبتُ إليكَ
– ومستحيل أن أبعثر أشيائي وأمضي
للشغف بقاءٌ
يبقيه الشغفْ –
تعال خذني إنِ استطعتَ
تستطيع
هكذا يجمع الأطفال الصدَفْ
مستحيل أن أقوِّض بنياني
وأذرى
للريح مركبة
ستنوء بالحملِ
هُبَّ عليَّ لن أهابَ
بل أهابُ
لهذا يبني الأطفال قصورًا من الرملِ
رغبتُ عنكَ
من تزيِّي الوجودِ بالجمال
حتى الجمالُ بي تزيَّا
فبك رغبت.
***
*** ***
|