|
خاتَمُ الأنبياءِ
تبتلعُه صحراءُ العَرب! عندما
ننظر اليوم إلى واقع الإسلام السياسي المعاصر
من جبهة الحاضر إلى الماضي، نرى تراكُم
القتلى والحروب والنزاعات المتواصلة، من
تكفير وتهجير وتدمير، فندرك أننا لم نرث من
هذا الواقع غير تراكمات التوحش على المستويات
كلِّها. وعندما ننظر إليه من جبهة الماضي إلى
المستقبل، نرى الكم الهائل من الأبطال
والشهداء والقرابين الذين ستبتلعهم الجنة
والنار في آنٍ واحد! لهذا يشعر معظم الجيل
المسلم، المولود من رحم هذه التناقضات
والصراعات كلِّها، بالفجيعة: فجيعة الأجيال
التي ترضع من هذا التاريخ السياسي المتورم
بالأوهام، المولع بصناعة الحرب وبإنتاج
أنواع القتلى من أجل مجهول يعشق اللغة
والكلام. هل
ينتمي الجيل المعاصر كليًّا إلى هذا التاريخ
ويعتمده كمبدأ وجوديٍّ يمنحه الهوية ويحافظ
عليها؟ هل يفني ذاته كليًّا في الانتماء إلى
هذا الكم الهائل من الاستلاب الديني والتكرار
التاريخي لأرباب الحرب؟ أم أنه يتخلَّى عن
أرباب الحرب والجهاد إلى الأبد؟ أين
اختفى التراث الروحي والممارسة السلوكية
المبنية على القيم الأخلاقية والإنسانية في
بناء الإنسان وربطه بعوالم أوسع ومدارات من
المعرفة والفكر وفي إنجاز إنسانيته المؤجلة،
في مقابل تجارة أرباب الحرب الذين استثمروا
هذا التراث كلَّه في إنتاج وسائل الموت،
معتمدين على التراث اللغوي المنزوع من أصله؟ رب
الحرب المتلبس كليًّا في ذاكرة المسلمين غير
منفك عنها. ولا تنتج هذه الذاكرة غير المآسي
والأخطاء المتكررة لولائهم
المطلق لسراب الصحراء – صحراء
العرب المخيفة، الضاربة في العمق تاريخيًّا
وإنسانيًّا، تلك الصحراء التي احتوت العربي،
بكلِّ ما يحمل من مدارات نفسية وعقلية
وروحية، وكوَّنتْ العربي كذاكرة صمدية لا
يخرج منها شي ولا يدخل إليها غريب غير
الصحراء، بكلِّ مناخاتها وثقافتها وعبوديتها
المطلقة لصحراويتها ليس غير. عندما
نتفكر في الدين الإسلامي اليوم، نشاهد بلا
أدنى شك تجلِّياتِ صحراء العرب واضحةً جلية،
بكلِّ فراغها السلوكي والمعرفي: العرب أوفياء
جدًّا لصحرائهم، يحفظون المواثيق والعهود
لانتمائهم الصحراوي إلى الأبد، بارعين في
اشتغالهم في ما مضى من السنين في السهر
والكدِّ والعمل على انتصار صحرائهم واعتلاء
عرشها المستقبلي واحتواء الدين الإسلامي
المنزوع من معناه، الوفي كذلك لصحرائه الأولى
في الظهور الزمني الأول. فهل من
الممكن لكلِّ إنسان، عربيًّا كان أو غير
عربي، متلبِّس بهذا الإسلام المعاصر
الافتخار نصرةً لثقافة الصحراء ومناخاتها
ورجالاتها وتجارها و"علومها" البارعة في
السلب والنهب وقطع الطرق والأخذ بالثأر ودفن
الخزي وتمجيد فرسان السطو وأبطال الذبح
المعجون بالشرف والغيرة وغسل العار؟! تغيرت
الصحراء في بلاد العرب، أصبحت مدنًا كبيرة،
ودخلت مظاهرُ الحياة المعاصرة في أجزائها،
فأنجزت خدماتِ طرق الموصلات والاتصالات
والتقنيات الحديثة. أجل، تغيرت الصحراء! لكن
الوفاء لها مازال متواصلاً من صحراء الأرض
إلى صحراء الذاكرة، المنعكسة في النفوس
والقلوب والعقول. لكن الفاجعة في هذا الوفاء
كلِّه أن يتذكر العربي صحراءه، بتفاصيلها
وبكلِّ ما تحمل من تراث مخيف، متمثلةً تمامًا
في دينه الإسلامي، منعكسةً فيه. أصبح الدين
الإسلامي، في شكله المعاصر، هو الذاكرة
الصحراوية الكبرى لسلوك العربي ومعرفته
ونظامه ومناخه وثقافته. الدين الإسلامي هو
الصحراء التي يتعشقها العربي، لا لأنه دين
سماوي يرسم خرائط الغيب وينقذ الإنسان من
التيه، بل لأن هذا الدين يذكِّر العربي
بتراثه وبعمق تقاليد الأجداد الكبار
المولودين من الصحراء والأوفياء لها إلى
الأبد! ما هي
البراعة الفائقة لعدم نسيان العربي صحراءه
وإيجاده ضالته في هذا الدين؟ كيف تحول هذا
النبي المتأمل، الذي جلب للعرب لغةَ السماء،
إلى رجل حرب، مشرِّع لبنود الحرب وقتل الآخر،
إلى رجل متهالك على سلطة الصحراء، بكلِّ
معاني الرجولة والذكورية المفرطة في القوة
والشهوة؟! كيف
استطاع العرب، بكلِّ ما يحملون من قوة
الصحراء القاحلة، أن يلتهموا خاتم الأنبياء
ويحولوه من عارف إلهيٍّ وسائح كبير متأمل في
الطبيعة والحياة، من ساعٍ إلى التغيير والفتح
المعرفي وناقل لأخبار الغيب المجهولة، إلى
متسلط وسيد مطلق بلا منازع، إلى مقاتل من أجل
السلطة والاستحواذ والأخذ بالثأر، حاملاً
سيفه أبدًا لقطع رؤوس المخالفين والناكرين
لصحراء العرب الكبرى، صحراء العقول والنفوس
والأرواح العربية المتميزة عن غيرها
والمتكونة في معامل الغيب كـ"خير أمة
أُخرِجَتْ للناس"؟! مَن
الذي احتوى مَن: الصحراء أم الدين؟ محمد أم
الأعراب؟ كيف تحول الدين الإسلامي إلى ذاكرة
العربي الصحراوية؟ أم أن هناك انحيازًا للدين
إلى الصحراء، متخلقًا بأنفاسها خِفية؟ أصبح من
واجب العربي الحفاظ على الدين الإسلامي، ليس
من أجل ربط العباد برب الأرباب، بل من أجل
الوفاء التام والمطلق للصحراء، بكلِّ ما تحمل
من تراث هائل من الفراغ القابل دومًا لإنتاج
نماذج من البشر لهم قوة وكبرياء ربِّ الصحراء
المتمرس بالعنف والتوحش والإزاحة والتباهي. أصبح من
واجب المسلم العربي الحفاظ على الدين
الإسلامي والذود عنه والموت في سبيله، ليس
حبًّا وعشقًا وهيامًا وتوحيدًا لله وذوبانًا
في الذات الإلهية، ولا التزامًا بنظام الدين
وتطبيقًا لكتابه المقدس، ولا انتماءً لرسوله
الكريم – بل إن هذه المفردات المقدسة كلها
أصبحت جزءًا لا يتجزأ من قدسية ذاكرة العربي
وحنينه إلى الصحراء ووفائه لهذه الأرض التي
أنجبتْه صحراويًّا في كلِّ شي – إلى الأبد. الدين
الإسلامي اليوم صحراء العربي الذي لا يتخلى
عنها. لذلك يجب أن يعمل بكلِّ قوانين الصحراء
العربية وأخلاقها وطبيعتها وتراثها، أن
يطبقها، وأن يستلهم وحيه من خلالها. ويمكن لنا
أن نذكر بعض مظاهر الصحراء وضروبها وأن
نستوحي منها انعكاسها على الدين الإسلامي: -
الصحراء التي تزيح كل
مكوِّن غريب عن وجودها، متحركةً في تكرار
رمليٍّ غريب: التكرار صفة الصحراء الأبدية،
لا يأتي إليها ولا يخرج منها غير التكرار
المنساق من وحي رمالها المتحركة. -
الصحراء الموحشة الغريبة
التي تلتحف السماء وحرارة الأرض تأكل بيوتَها
باستمرار كي تثبت خواءها الأبدي على الأرض. -
الصحراء التي تبتلع الماء
بمجرد نزوله، فلا يرتوي به العطاش أبدًا. -
الإنسان الصحراوي لا يترك
أثرًا يدل عليه، وفاءً لصحرائه القاتلة، لأنه
من الصحراء وإليها. -
شجرة الصحراء وحيدة
ومتقزمة، تتمنى الموت والجفاف لأية شجرة أخرى
تُنافِسها في الحياة: حياتها مرهونة دائمًا
بموت المنافس وانطمار آثاره إلى الأبد. -
القوة والسيف هما منطق أهل
الصحراء وسلاحها الأبدي وكبريائها الدائمة:
يتمنطق ابن الصحراء بحلَّة الحرب الدائمة
والاقتتال على كلِّ شيء. -
لم يفكر الصحراوي بأن يبني
مدينة لأنها تقتل روح الخواء والفراغ الشاسع
في عقله ونفسه. -
ثلاثية الصحراء الجمالية
القديمة والباقية إلى الأبد – السيف والمرأة
والفرس – التي تُستلَب عادةً وتؤخذ بسلطة
السيف وشجاعة الإجرام والإقدام والجراءة
المتهورة. -
قسوة الصحراء تنعكس على
أبنائها في كلِّ شي: في مأكلهم ومشربهم
ولباسهم وأشعارهم وحكايات البطولة والشجاعة
والسبي والعار والقبيلة والنكاح بلذة القتل
والاستيلاء والذكورة المفرطة والاستخفاف
بالعقل والمعرفة وابتلاع كلِّ مَن يدعون إلى
المدنية كثقافة، وليس كبناء شاهق. يبقى
الصحراوي متقزمًا أمام كلِّ ما لحق بصحرائه
من تقدم عمراني. -
الوهم والسراب رب الصحراء
الأول بلا منازع: تلك الصفات الغريبة
والمخيفة والبالية كلها، التي يزهو العربي
بها في صحرائه، فيتقلد فروسيةً زائفة من
الغدر والخيانة والدسيسة والاغتيال. ألا نرى
تجلي هذه الصفات الصحراوية في الدين الإسلامي
المعاصر اليوم؟ لماذا اختفى المفكرون
والعلماء تحت عباءة تجار الحرب الذين
يسخِّرون الدين لهذه التجارة؟ لماذا، حين
نفكر في إقامة الدين على الأرض، يكون أول
نموذج يظهر جليًّا لشكل الحياة والدولة
والإنسان، بكلِّ فخر، هو "الشكل الصحراوي"،
بكلِّ أبعاده ومناخاته وثقافته؟ إن اختيارنا
لهذا الشكل يمثل عمق انتمائنا إلى الخواء
والفراغ الهائل في العقل العربي، وكأن شكل
الصحراء يتطابق تمامًا مع الدين الإسلامي،
يتطابق، بكلِّ وضوح، مع مناخ العربي الأصيل
ومزاجه. ما هو
الترابط الحقيقي بين الصحراء والدين
الإسلامي؟ وهل هي علاقة مصير وجودي أو وحي
جغرافي إلهي أو نموذج أقرب إلى مناخ الإسلام
الواقعي، أمس واليوم؟ هل أصبح كل هذا التراكم
من صفات الصحراء التي لا تنتهي في نفوس العرب
والمسلمين واقعًا معيشًا وحقيقيًّا في
التعبير عن هذه الديانة في حقولها كافة؟ هل
ابتلعت هذه الصحراء المدفونة في الذاكرة
العربية خاتم الأنبياء؟ سؤال لحقيقة
متجلِّية في وضوح في حال الواقع الإسلامي
المعاصر. ***
*** *** ملحق تقتضي
منَّا الأمانةُ، كأسرة تحرير، أن نُطْلِع
القراءَ الكرام على مضمون رسالة هامة وصلتنا
من أحد قرائنا الأوفياء في "جزيرة العرب"
بخصوص مقال السيد وليد عبد الله المنشور
أعلاه، فيما يلي نصُّها: الأعزاء
القائمون على هذه المجلة المتميزة، تحية حب وإكبار
وبعد، فقد آلمني جدًّا أن أقرأ على صفحات
مجلتكم ذات الاتجاه الإنساني والمعرفي، التي
تتخذ من الثقافة العبرمناهجية منطلقًا
لطروحاتها الفكرية وحواراتها الهادئة – أقول:
آلمني حقًّا أن أقرأ موضوعًا عنصريًّا
يسيء إلى بَشَرٍ من عَرَضِ البشر وناسٍ من
عموم الناس. إنه موضوع "خاتم الأنبياء
تبتلعه صحراء العرب!" ربما كان
للكاتب مقصد نبيل، وربما كانت وجهةُ نظره، في
جوهرها، جديرةً بالمناقشة؛ إلا أن الأسلوب
الذي كتب به موضوعه أسلوبُ شتم وتهكم، لا يليق
بمجلة في مثل قامة معابر أن ترعى نشره. هل نحن هكذا في
"جزيرة العرب" حقًّا؟! ربما فرضت الظروفُ
القاسية على أسلافنا أنماطًا من المعيشة
تُناسب أحوالَ معيشتهم. فهل هذا سبيل إلى
الطعن المطلق فيهم واحتقار ذريتهم من بعدهم؟!
وماذا عن الظروف القاسية التي يعيشها كثيرٌ
من شعوب العالم اليوم؟ – بما فيها الشعبان
الشقيقان: الشعب العراقي والشعب السوري. هل
هذه الظروف القاسية، التي هي رحم لإنجاب كلِّ
مُخْزٍ ومُذِلٍّ، من تبعية وخيانة وإجرام
وتفسخ أخلاقي – أقول: هل هذا مبرِّر للتعريض
بهذه الشعوب واستنقاصها والحكم عليها حكمًا
عامًّا؟! بالطبع لا. فالمنطق يرفض التعميم
ويعتبر أحكامه غير موضوعية ولا صحيحة – وتلك
من بديهياته. ألم يكن الكاتب
قادرًا على إيصال فكرته بطريقة أخرى؟ بلى،
ولكن يبدو أنه غير معنيٍّ بغضب مَن يغضب –
وهذا شأنه – ولكن لم أكن أحب أن يُعزَّز عدمُ
الاكتراث لديه بعدم اكتراث آخر من أسرة
المجلة، فيكون هذا "الموضوع" العنصري
ابنًا لذلك التزاوج الذي ربما حدث لأسباب غير
معلنة! سؤال أخير: هل
يعني نشرُ مثل هذا الموضوع تحوُّل المجلة عن
منهجها "الثيوصوفي" إلى منهج آخر؟ أرجو
ألا يكون الأمر كذلك! كذلك أرجو أن
تكون رسالتنا، كمثقَّفين، هي على الدوام نشر
المحبة والأخوة والسلام، وأن نكون أيضًا
ممَّن يعمل بصدق، وشعاعُ هذه العبارة المقدسة
يضيء نفسه: "المجد لله في الأعالي، وعلى
الأرض السلام، وفي الناس المسرة." تقديري
وتحياتي. ولقد
أجبنا القارئ العزيز على رسالته بالرسالة
التالية: الأخ العزيز، قبل كلِّ شيء،
نحب أن نؤكد لك أننا، كأسرة تحرير معابر،
سُررنا جدًّا برسالتك التي نشرناها أعلاه
كملحق بمقال "خاتم الأنبياء..." والتي
نشكرك عليها جزيل الشكر نظرًا لما تعكس من
غيرة على منحانا الثيوصوفي والإنساني الشامل.
على أننا نود أن نؤكد لك ما يلي: 1.
إن للكاتب
فعلاً مقصدًا نبيلاً حين كتب ما كتب – وهكذا
فهمناه نحن على الأقل – ألا وهو لفت الانتباه
في قوة إلى الأزمة التي يعيشها الإسلام
حاليًّا – تلك الأزمة التي نعلم جميعًا أنها
ليست منحصرة في الإسلام وحسب، بل هي، في
التحليل النهائي، أزمة أدياننا "السماوية"
جميعًا وأزمتنا الإنسانية ككل. وهو، ككاتب،
له أسلوبه، وظروفه، ووجهة نظره في هذا
الخصوص؛ وهذه، في معابر، نحترمها، كما
نحترم كلَّ وجهة نظر مخلصة، ولاسيما أن ما
لمسناه من مقالته كان الألم، وليس "التهكم"
و/أو "العنصرية": ألمه كإنسان، بشكل عام،
وكعراقي يعاني ما يعاني، بشكل خاص – خاصة
وأنه عربي مثلنا. قد يكون الكاتب من غير
المؤمنين التقليديين، مؤمنًا، ربما، بحسب ما
يُمليه عليه ضميرُه ووجدانه، وقد يكون ممن
يربأون بروحانية الإسلام الحنيف أن يدَّعيها
اليوم أناسٌ ليسوا منها بخلٍّ ولا بخمر. مهما
يكن من هذا الأمر الشخصي الذي لا يعنينا، فإن
للصديق وليد عبد الله وأمثاله مكان في معابر،
إلى جانب آخرين يمثلون وجهات نظر أخرى
ويعتمدون أساليب أخرى في التعبير. وأيضًا... 2.
لأننا رأينا في
نشر هذه المقالة بالذات استنفارًا لجميع مَن
يقرؤها بقلب وعقل نيِّرين، من مسلمين وغير
مسلمين، كقلبك وعقلك على وجه التحديد. فهي
تسلِّط الضوء على عمق أزمتنا، وتلفت الانتباه
إلى الكثير مما نعانيه؛ كما أنها تثير
التساؤلات التي يُفترَض بنا أن نتفكر فيها
ونواجهها صادقين، مشيرين إلى أننا نشرنا، في
الوقت نفسه، إلى جانب المقال المذكور أعلاه،
مقالاً آخر ذا متات إلى الموضوع نفسه، يتعلق
بحوار جرى ذات يوم بين جمال الدين الأفغاني
وإرنست رينان – لأننا نعلم جيدًا، كما تعلم،
أننا "لسنا هكذا"، لا في جزيرة العرب،
ولا في سورية، ولا في العراق، ولا في فلسطين؛
ولأننا نعلم جيدًا، كما تعلم، أن العديد من
الأنبياء والمعلِّمين الروحيين، كالنبي موسى
(عليه السلام) وكبير رسل المسيحية بولس (قدس
الله سرَّه)، قد استقوا حكمتهم من صحراء هذه
الجزيرة بالذات. لكن لا جناح علينا إن واجهنا
عمق ما حلَّ بنا من كارثة، دفعتْ، وتدفع
الكثير من المخلصين (ومن بينهم كاتبنا) إلى
"الكفر بدين الله"، على حدِّ قول الحلاج
– في نظر غير العارفين على الأقل. وبالتالي... 3.
نؤكد
لك، سيدي، أن منحى معابر الثيوصوفي
والعبرمناهجي الإنساني لم يتغير، ولن يتغير
– لا لسبب إلا لأن قناعتنا بهذا المنحى أرسخ
مما يُتصوَّر، ولأن هذا المنحى مستمر على
الرغم من صعوبة الظروف التي نعيشها جميعًا –
مشيرين، في هذا الخصوص، إلى أننا نتهيأ
حاليًّا لنشر كتيِّب جديد مترجَم للسيدة
بلافاتسكي بعنوان صوت الصمت، تتناول فيه
الكاتبةُ الجانب الصوفي "العملي" من
الثيوصوفيا، كما نتهيأ أيضًا لإصدار مكتبتنا
المختصة ببيع الكتب ذات العلاقة بتوجهات معابر
في الأسابيع المقبلة. نشكرك على
تعليقك مرةً ثانية، راجين منك مساهمةً أكبر
بالكتابة لنا. مع أطيب
التمنيات. عن أسرة معابر،
أكرم
أنطاكي وديمتري أفييرينوس
[1]
كاتب عراقي. إيميله: waleedmadar@hotmail.com.
|
|
|