|
الشامپيون
يلقِّبونني بالشامپيون – أي "البطل" – لأنه ما من أحد قدر على تثبيتي في حلبة المصارعة. لكني ما كنت أعرف أن هذا "الشامپيون" سيكون الخاسر على سرير الزوجية! ها قد مرَّ على زواجي أكثر من سنة، ولم أستطع أن أنفخ بطن زوجتي، كما يفعل كلَّ سنة جاري الصعلوك ببطن امرأته، على الرغم من أن شكله لا يدل أبدًا على أنه رجل – حتى عضلاته وصوته! لكنه نجح في ملء بطن زوجته سبع مرات متتاليات! كلَّ مرة ألتقي به على درج البناء وبيده ربطات الخبز، وهو يصعد وزوجتَه المتثاقلة في مشيتها، وأولادَه الذين يكرجون وراءه وأمامه، أشعر بضيق شديد في صدري، لا يمنعني من إلقاء السلام عليه في حرارة، – فيضطر إلى وضع الخبز على حافة الدرج، – ممطرًا إياه بأسئلة ليس لها أيُّ داعٍ تخص البناء، النوافذ، باب الحديد، الإنترفون... – دون أن أنسى لمس رؤوس أولاده العابرين بسرعة الرِّيح وضجيج مثقب، تاركين بأنفي رائحة عرقهم الممزوجة بالبسكويت وضيقًا شديدًا في صدري. أدخل إلى البيت ودخان الغضب يتصاعد من رأسي، مصارعًا الأشياء من حولي. أرفس المكنسة التي على الأرض، وأتشاجر مع روان زوجتي لأنها لم تفكِّر في تدليلي بأن تطبخ لي أكلتي المفضلة: ورق دوالي مع مخ الخروف وليَّته، فأترك البيت غاضبًا لأتناول الغذاء في "مطعم المدينة"! مغرقًا رأسي في صحن المطعم أمامي، أتساءل: كيف سأضع عينيَّ في عيون المصارعين رفاقي؟ وكيف سأقر بوهَني الذي ربَّما سيفقدني احترامها لي؟ آه لو أصعد إلى قمة جبل قاسيون وحدي ليلاً وأصرخ بأعلى صوتي، علَّني أزيح الثقل عن صدري: - يا أهل دمشق النيام! أنا الشامپيون الذي لا ينجب! طيب! وماذا لو أشركت روان في مشاعري، وبحتُ لها عن صور الإثارة التي كنتُ أصطحبها معي إلى مخابر التحاليل الطبية، عن الأطباء الذين قمت بزيارتهم، وعن الأموال التي أنفقتُها في صرف الوصفات الشعبية، مبرِّرًا لها شيَّ البصل الذي كان يضايقها كلَّ يوم؟! ما إن هممت بالدخول لأشارك روان في مخاوفي حتى رأيتها تركض نحوي، تعانقني على غير عادتها، قائلةً لي – لأول مرة – في غنج مبالَغ فيه: - شامپيوني الغالي... أنا... أنا... متلمِّسةً بطنها بشكل دائري! *** *** ***
|
|
|