|
غريقان
باكيةً تنبسُ: لا أسطيعُ الموتَ هنا - لا تحزنْ عيناكِ كلانا متروكٌ كسفينةِ حربٍ خاسرةٍ وكلانا ينتظرُ الغرقَ
تتنهَّدُ: أعتصرُ اللحظاتِ، أنوءُ بنيري حتَّامَ أذوبُ وأذبلُ سوسنةً راعفةً؟! - حلمٌ يتكسَّرُ خلفَ جدارِ المنفى أشتاقُ إليكِ إلى الأخبارِ اليوميةْ ... ... ... لمشاويرِ الليلِ الباردِ بضعةُ أضواءٍ تنثرُ فضَّتَها والفتنةَ والألقَ
أشتاقُ... أريدُ أضمَّ أحبَّائي كبرَ الأولادُ تزوَّجَ بعضُهُمُ، ارتحلتْ سفنٌ نحو شمال مدينتنا... لم تعرفْني في الصورةِ أختي نسيتْني ذاكرةُ الطرقات! ... ... ... ألمْ أجلس فوق الدرجاتِ الحجريةْ ذاتَ مساءٍ أذكرُ؟! قبَّلتُ ترابَ شوارعها – وجعًا وجعًا – ذاتَ حنينٍ
أذكرُ وردَ الشام – حمامًا يأوي مذعورًا في مئذنةٍ لا يرحمُ هذا الزمنُ الأغبرُ أيَّاميَ والظلَّ المندفقَ ***
سأعودُ أرى الوعدَ أشمُّ العبقَ
ألمسُ عاصفةً تقتربُ أسمعُ صرخاتٍ تلتهبُ أتذوَّق أحلامَ الفقراءِ تلوِّنُ ذا الشفقَ
"الشعبُ السالكُ في الظلمةِ أبصرَ نورًا" الموتُ الرابضُ في الأقبيةِ الرطْبة زارتْه الشمسُ ضُحًى ... ... ... في الحال ليخرجْ أبناءُ الليل دعوا السماواتِ تنزُّ حليبًا في الغُصَصِ المجروحةِ وليتحرَّرْ أطفالُ النور من الإنشادِ لثورتكم وفخامتكم ملَّ اللهُ حناجرَ تهتفُ ملَّ الزلفى والملقَ ***
وطني الأجملُ منفيٌّ مسروقٌ، مسجونٌ ويحقُّ له أن ينعتقَ ويحقُّ لنا أن نسطيعَ الموتَ هناك على رابيةٍ في صومعةٍ فوق سرير! هل نفنى في وطنٍ نعشقُه نبنيه كي نخلدَ فيه أم تطوينا الغربةُ، تُنهينا أم يسكنُ شرياني الورقَ؟! ... ... ... قالت: إني عائدةٌ - لن أرجعَ، ضُمِّيهم عنِّي وخذي القَمريْنِ وكفِّيَ المحترقَ 15 تموز 2005 *** *** *** [*] مفكر وشاعر سوري مقيم في الولايات المتحدة. |
|
|