|
رسالةُ حبٍّ أخيرة "يحتاج
الموت إلى ملامسة محمومة..." صلاح عبد الصبور،
يا مسافر ليل عناق عندما
أقرِّر أن ألقي بجسدي من فوق بناية ذات عشرين
طابقًا فإني
أتمنَّى أن تتلقَّفني ذراعا محارب باسل مات
في الخمسينات مازالت
تفوح منه رائحةُ رجولة ودَم! أنا
لا أريد أن أموت وأنا نائمة أو في غيبوبة أريد
أن أموت وأنا أعي كلَّ شيء أعي
أني وحيدة من دونك أريد
أن أعرف كيف سيحتويني الموت وربما
سأحتويه أنا وربما
سنلتقي كلانا في عناق محموم من
بعد وحشة موجعة ديمومة تلك
الليالي المشبعة بالدماء وبرغبة
حقيقية في توقُّف ذلك المغص قد
انتهت ببساطة غير
عابئة بأن بطني لم ينتفخ بعدُ بطريقة لائقة وبأن
ذلك الرجل يترك علامةً على روحي مادام
كلَّ مرة ينتصر
الجسدُ فيها يعقبه انهزامٌ حقيقي للروح فقط أخاف
أن تصادفني مرآةٌ دون أن أجد مكانًا أدير
وجهي إليه لأنكِ
حتمًا تستطيعين فقأ
عينين ضيقتين تزدادان ضيقًا مع التصفيق ولكنكِ
لن تستطيعي فقأ أعين كثيرة داخلك تتطلَّع
بوقاحة بنت أعود
إلى بيتي مسرعة لتستقبلني قطة أعدُّ
بلاكات الحمام الرطبة وأنا أتذوق طعم القيء
في فمي أتقيأ
طوال الليل كفتاة مطيعة وعندما
يصيبني السأم من العد... أبدأ العدَّ من جديد وأنتظر
الولد الذي يطير ليأتي إلى نافذتي يغنِّيني
أشعارًا مرمَّزة لِلُغة سرِّية وما
يدريكم أنتم؟! فلم
تكونوا معي عندما نفدتْ متخيَّلاتي ولم
تكونوا مع البنت الصغيرة التي تستلقي في
العراء ووجهها
إلى السماء تشكِّل
السحاب برسومات كما تريد نشوء... تلاشٍ لماذا
لا نبدأ كشيوخ طاعنين نزداد
شبابًا كلَّ يوم نتذوق
نشوة الكسل داخل رحم دافئ ثم
ننتهي كنقطة على سرير قبل
أن نتلاشى بهدوء من
دون رائحة عفنة أو إزعاج للراقدين تحت التراب رسالة حب أخيرة كنت
أريد أن أسمع شخصًا يقول: اللاجدوى...
اللاجدوى... اللاجدوى... –
غيري هل
هذا كثير؟! كنت
أشهد تكرار التجربة من خلال آخر مع
أن التجربة هي كما هي والآخر
هو كما هو وأنا
كما أنا وأنا
والآخر والتجربة كما نحن – تحدث
بنفس التفاصيل بنفس
الأحداث بنفس
ردود الفعل كشخص
يستيقظ كلَّ صباح ليجد أنه في نفس اليوم نفس
البيجاما نفس
الإفطار نفس
الجارة نصف العارية في الشبَّاك نفس
الأحداث... هل
تصدِّق هذا؟ حتى
إنه كان يُظهِر حماسته كلَّ صباح وهو ينهض من
الفراش سيكون
يومًا رائعًا حتمًا! الحقيقة
أنه لم يكن رائعًا كما يجب كان
مكرَّرًا ومعتادًا – هل آذيتكَ مجددًا؟ لم
أكن أسالك عن الجدوى كنت
أخطُّ تساؤلاً على ورقة وأبعث به إليك *** *** ***
|
|
|