عندما ذهبتُ إلى المدرسة، سألوني عمَّا أريد أن أصير عندما أكبر.
أجبتُ: "سعيدًا".
قالوا لي إنِّي لم أفهم السّؤال.
قلتُ لهم إنّهم لم يفهموا الحياة.
(جون لينون)
تجلس
دنيا
في حديقةٍ صغيرةٍ شبه مقفرة ذات صباح خريفيٍّ... كانت في طريقها إلى
كلِّيَّة الطب، لكنها، وعلى نحوٍ مفاجئ قرَّرت تغيير الطريق ودخول هذه
الحديقة حيث جلست طويلاً... ساعةً أو أكثر من ساعةٍ بـكثيـر.. فكلُّ
دقيقةٍ من تلك السَّاعة كانت أكثر من ساعة!
لطالما كانت لامعةً بين رفاقها ورفيقاتها في المدرسة، ولطالما تميَّزت
على نحوٍ خاصٍّ في الرياضيَّات والفيزياء... أمَّا حبُّها للُّغات
وشغفها بالقراءة فلم يكن يقلُّ في الوقت نفسه عن محبَّتها للمعادلات
والخطوط البيانيَّة والأشكال الهندسيَّة.
القاعدة الأولى:
يتطور الدين بفعل الخروج من الدين.
التحليل:
ليس أدل على ذلك من أن الصحابة والتَّابعين لم يتقيَّدوا حرفيًا بأي
شيء اسمه سنَّة الرَّسول أو سيرته أو وصاياه. ولو كان الأمر على غير
ذلك النَّحو لما جمعوا القرآن أصلاً، ولما رتَّبوه بهذا الترتيب من
الحمد إلى المعوذتين، ولما دوَّنوه في مصحف واحد، ولما وضعوا للسُّور
أسماء ثابتة، ولما فرَّقوا بين السُّور بالبسملة، ولما أضافوا
التَّنقيط والتَّنوين، ولما أقرُّوا التأريخ بالتقويم الهجري القمري،
ولما نقلوا العاصمة من المدينة
(
أم القرى ) إلى دمشق ثم بغداد، ثم، ثم... ولما جمعوا في الأخير أحاديث
الرَّسول ودوَّنوها في أصحاح، وقد قال الرَّسول بنفسه، "لا تكتبوا عني
غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه" (صحيح مسلم). وبالجملة
المفيدة، لو تقيَّد الصحابة والتابعون بسنَّة الرسول وسيرته ووصاياه
لما وُجِد شيء اسمه النص الديني، ولما وجد شيء اسمه الخلافة.
الاستنتاج:
أكثر شيء يهدد هذا الدين اليوم هو الدَّعوة (للعودة) إلى الدين.