الكون المرئي ليس عبثيًا لكي يكتفي بالإنسان وحده

 

د. جواد بشارة*

 

تضم مجرتنا أكثر من مئتي مليار نجمة يدور حولها أضعاف أضعاف هذا العدد من الكواكب فهل من المعقول أن تظهر الحياة الذكية وتتطور فقط على أحد تلك الكواكب العادية جدًا هو كوكب الأرض؟ لقد أجاب علماء فطاحل في علم الفلك والفيزياء الفلكية والنظرية من أمثال فرد هويل Fred Hoyle وكارل ساغان Carl Sagan وسخولوفسكي Skhlovskii وستيفن هوكينغ stephen Hawking وغيرهم، وقالوا إن من الطبيعي اعتبار الحياة الذكية ظاهرة كونية منتشرة في كل مكان من الكون المرئي، وبالتالي هم يعتقدون بوجود عدة حضارات كونية مليئة بأنواع مختلفة من الكائنات الفضائية الذكية والعاقلة والمتطورة جدًا، حتى أن علماء في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASA حاولوا إقامة اتصالات راديوية مع تلك الحضارات من خلال برنامج سيتي SETI وإرسال رسائل بلغة الرياضيات إلى الفضاء الخارجي البعيد وعدة مسابر تحمل كل ما يدل على حضارتنا البشرية وتاريخها وتطورها. وبالمقابل يعتقد الكثير من العلماء أن بعض تلك الحضارات أقامت اتصالات مع البشر في فترات مختلفة من تاريخ البشرية إلا أن المسؤولين احتكروا تلك الحقيقة وحصروها بين فئة قليلة جدًا من الأفراد. فماذا تخفي عنا الحكومات، كلها تقريبًا وبدون استثناء، من حقائق تتعلق بموضوع الاتصالات بالعالم الخارجي، أي عالم الفضاء والحضارات الفضائية والمخلوقات الفضائية خارج الكرة الأرضية؟ كل شيء تقريبًا، وما يقدموه لا يعدو عن تظليل وأكاذيب وتزوير للأحداث، أو تبريرات ساذجة لا تنطلي على أحد وتثير السخرية، تحت ذريعة تفادي حدوث قلق واضطراب بين الناس في كل مكان في العالم في حال معرفتهم بوجود مثل تلك الحضارات المتقدمة علينا علميًا وتكنولوجيًا بكثير، كما يدعون. لقد اعتبرت الحكومات هذا الموضوع سرًا من أسرار الدولة وهو سر كبير لا يحق لأحد الاطلاع عليه ولا حتى بعض الرؤساء الذين لا يعلمون شيئًا عنه. ومن جراء ذلك تحول الموضوع إلى أسطورة mythe بكل معنى الكلمة، تشبه أساطير الزمن القديم والعصور الغابرة. ويمكننا اعتبارها أسطورة العصر الحديث بامتياز. إلا أن خصوصية هذه الأسطورة الحديثة أنها تستند إلى وقائع وأحداث حصلت ولا يمكن تجاوزها أو إنكارها أو تجاهلها. وكما قال العالم الشهير ميرسيا إلياد Mircea Eliade فإن كل أسطورة مرتبطة بشكل من الأشكال بواقع ما، وإن الأسطورة ليست مخيلة بحتة محض. وهناك دائمًا محاولات بشرية لإسباغ الحقيقة على الأسطورة بسبب تلك الرابطة الخفية مع حدث واقعي له علاقة وثيقة بها، وبالتالي يصبو البشر إلى إعطاء تفسير كوني لأية ظاهرة مجهولة وغير مفهومة أو تبدو مهددة للنوع البشري. لقد تحول موضوع المخلوقات الفضائية والأطباق الطائرة في العقود الخمسة المنصرمة وإلى يومنا هذا، إلى ظاهرة سوسيولوجية - اجتماعية عالمية، سيما وإنه لم تعد فرضية وجود زوار من مخلوقات فضائية جاءت من مجرتنا أو من الكواكب القريبة منا خارج النظام الشمسي الذي نعيش فيه، فنتازية، أي لم تعد مستبعدة. لقد صرَّح عالم الرياضيات والفيزياء البريطاني شارل هونت Charles Hunt:

إن كل هذا اللغط يثير الحيرة والاضطراب ويتعين علينا أن ندرس هذه الظاهرة علميًا وبهدوء أعصاب لأنها اللغز الأهم في عصرنا وكثير من العلماء المرموقين، ومنهم حاصلين على جوائز نوبل، لا يتجرأون على البوح علنًا بمواقفهم وآرائهم ويخفون ما يعتقدون به خوفًا من تعرضهم للهزء والسخرية من قبل زملاء لهم.

أعربت الحكومة الأمريكية عن حرجها إزاء ظواهر غير قابلة للتفسير وشهادات شهود عيان لا شك في صدقهم وجديتهم وهم من فئات مجتمعية مرموقة ومحترمة وأهل للثقة، إلى جانب آلاف الوثائق والصور والأفلام والمشاهدات. فليس كل ما هو غير مرئي غير موجود فالكهرباء والموجات الكهرومغناطيسية وكروية الأرض لا يدركها الحس البشري العام ومع ذلك فهي مثبتة علميًا.

لقد طغت النزعة المادية على النزعة الروحانية لدى أغلب سكان الغرب رغم انتشار التدين في أمريكا والدول الآنجلوسكسونية، حيث صار لا بد من مكافحة ذلك بالاعتقاد بالمخلصين - على غرار المسيح - القادمين من الخارج - من السماء - المنقذين الحاملين لرسالة روحية جديدة مفعمة بالأحلام والغموض والألغاز. وهناك أيضًا الرغبة في اكتشاف حدود جديدة متمثلة في الفضاء بعد أن أتم البشر اكتشاف كرتهم الأرضية. وبعد فشل البشر في مشروع غزو الفضاء استبدل المؤمنون بفرضية العوالم الأخرى المأهولة أو المسكونة بحضارات ذكية، أي بالغزو الفضائي المعاكس أي القادم من الخارج نحو الأرض. فالمجهول يأتي دائمًا من الفضاء. وفي مقابل ذلك يعتقد الكثير أن تلك المخلوقات الفضائية تأتي لحمايتنا من أنفسنا ولتحمل لنا السلام والإخاء ومكافحة أسلحة التدمير الشامل كالسلاح النووي ولتحذيرنا بأننا طائشون ومخطئون ومجانين لأننا نعرض عالمنا إلى الخطر والإبادة وهم بدائل للأنبياء السابقين لأن سيد العالم الخارجي هو الذي أرسلهم كما يعتقد المتدينون. بيد أن هناك كثيرون أيضًا يعتبرون زوار الفضاء غزاة سيستغلون تطورهم وتقدمهم العلمي والتكنولوجي علينا لاستعبادنا واستعمار كوكبنا، فهم بالضرورة عدوانيون وعلينا أن نستعد للدفاع عن أنفسنا وأرضنا. وهذا تجسيد عملي لنظرية المؤامرة كما عبر عنها في أفلام ومسلسلات تلفزيونية من الخيال العلمي مثل حرب العوالم la guerre de mondes ويوم الاستقلال Independance Day والمسلسل الشهير الملفات المجهولة X Files، وتقول هذه النظرية أن الحكومة الأمريكية، ومعها بعض حكومات الغرب، تعرف ذلك لكنها تخفي الحقيقة عن شعوبها. ومن هنا نستطيع أن نشخص وجهين لنفس الأسطورة: الأول إيجابي والثاني سلبي. لكنهما يتفقان بوجود كائنات فضائية ذكية ومتطورة جدًا زارت الأرض وأقامت اتصالات سرية ببعض الأطراف من سكان الكرة الأرضية. يعتقد غالبية الأمريكيين أن زوار الفضاء أقوياء ويمتلكون حكمة كبيرة ووسامة وجاذبية جسدية وجمال أخاذ ويبدون للبشر إما بمظهر ملائكي، أو مسخ طفولي غير مؤذي، مع وجود استثناءات تظهر تلك المخلوقات على هيئات ممسوخة، مروعة ومخيفة ومنفرة ومثيرة للاشمئزاز وسادية، وهي إما أن تجسد الخير المطلق أو الشر المطلق، إلا أن الغالبية العظمى ممن يعتقدون بوجود المخلوقات الفضائية يتفقون على تفوقها علينا تكنولوجيًا وعلميًا وحضاريًا.

لا ينبغي الخلط بين الظاهرة وتفسيرها. فحتى لو أدت حالات ظهور الأطباق الطائرة أو المخلوقات الفضائية إلى ردود فعل هيستيرية وروايات شبه خرافية أو مبالغات وتشويهات، إلا أن تلك الظواهر بحد ذاتها تخلق مشاكل تشكل نوعًا من اللغز الذي لا يمكنه حله علميًا مثلما هو الوضع في حالة مرور طائرة نقل عملاقة فوق قبيلة بدائية في غابات الأمازون، حيث يمكن لتلك القبيلة أن تعتبر الطائرة كإله قادم من السماء، الأمر الذي يفسره علماء النفس بالخيال الجمعي، بخصوص عالم يتسم بالغموض والرهبة يختلف عن المجتمع المألوف لديهم.

لم تتجرأ الأوساط العلمية، ولا الرسمية، في الولايات المتحدة الأمريكية - عدا الرئيس ريغان وبعض متقاعدي الناسا - وكالة الفضاء الأمريكية، الذين كانوا يعرفون بحدوث أمور غريبة على سطح القمر إبان برنامج أبوللو - على الحديث عن ظهور أطباق طائرة على سطح القمر أثناء رحلة السفينة أبوللو إلى القمر وهبوط أول إنسان على سطح القمر سنة 1969، وذلك خوفًا من تعرضهم للسخرية وفقدان المصداقية العلمية واعتبروها مجرد ظواهر مناخية ليس إلا. لكن الأمور تغيرت منذ أواخر التسعينات من القرن الماضي ولو بصورة تدريجية. فاعترف عدد من العلماء بوجود حالات ظهور علنية apparitions لأجسام محلقة مجهولة الهوية ovni على سطح القمر. ولأول مرة لم يعتبر العلماء تلك الحالات ظواهر فلكية أو مناخية أو أوهام نفسية أو سيكولوجية، واستندوا إلى قياسات علمية دقيقة أجريت بشأنها واعتبروها حقائق علمية حقيقية وقعت بالفعل ولم تعد المسألة هل الظاهرة موجودة بل كيف يمكننا تفسيرها.

السؤال المطروح على الدوام وبتكرار ملح هو: "هل إن القوات المسلحة للبلدان المتقدمة الكبرى وحكوماتها على بينة من الأحداث التي تنطوي على ظهور الأجسام الغريبة المجهولة الهوية، وتخفي ذلك عن الناس؟".

ظاهرة الأجسام الفضائية الغريبة والمحلقة في أجواء الكرة الأرضية لكنها مجهولة الهوية والمصدر، تتردد في الأخبار لأكثر من نصف قرن. ولعقود طويلة من الزمن، وعند سؤال الجهات الرسمية بمعرفتهم بذلك واعترافهم بحدوث تلك الظاهرة يجيب الجميع بالنفي. كيف يمكن لمثل هذه الأشياء أن تخفى عن أعين الناس لمدة طويلة؟ كيف يمكن للمرء أن يتخيل لثانية واحدة أن مثل هذا السر يمكن أن يستمر مخفيًا لفترة طويلة من قبل جميع الحكومات المتعاقبة في الغرب؟

حدث ذات يوم في الولايات المتحدة الأمريكية اختراق مذهل لمنظومة الصواريخ الاستراتيجية النووية عندما ظهرت مجموعة من الأطباق الطائرة أو ovnis، أي أجسام محلقة مجهولة الهوية واقتربت من صوامع الصواريخ، وعملت على إبطال تأثير جميع الأجهزة والمعدات العسكرية الأمريكية ومنعها من إطلاق النار عليها فلقد شلت جميع الأنظمة الدفاعية والهجومية وجعلت الرد العسكري عليها أمرًا مستحيلاً. كيف حدث ذلك؟ لا أحد يعرف. لكنه حدث بالفعل رغم وجود أنظمة الحماية العالية، المعزولة والمستقلة، والمدفونة تحت مائة قدم من الصخور، ويحرس مداخلها حاجز حديدي يديره اثنين من الضباط المدربين والمتمرنين جيدًا والمستعدين لإطلاق النار في أية لحظة على كل من يقترب من المكان.

لقد دبت الحيرة والاضطراب في تلك المخابئ الاستراتيجية المدفونة تحت الأرض، لدى الضباط الكبار المسؤولين عن مراقبة هذه الصواريخ النووية الخطرة، بعد سماعهم نداءات الاستغاثة من الحراس المتواجدين في المدخل على سطح الأرض وهم يشاهدون بأم أعينهم عدة أطباق طائرة تحلق فوقهم على ارتفاع مئة قدم. وهم يصفون بدقة مذهلة وصول هذه الأجسام المحلقة الغريبة الساطعة وأشكالها القرصية التي تنبثق منها أضواء نابضة. وعلى لوحات المفاتيح الخاصة بهم، وجد هؤلاء الضباط أنفسهم إزاء حالة من الشلل وتوقف الأضواء، وهذا يعني أن خللًا جسيمًا حدث في ذاكرة أجهزة الكمبيوتر التي تقوم بمهمة السيطرة على الصواريخ، وقد نجحت تلك الأجسام فجأة في محو البرنامج الخاص بإطلاق النار، دون أن يكون لذلك أي تفسير.

كان هناك ضابط شاب، برفقة اثنين من المساعدين، يقوم بمجموعة من القياسات الجيوديسية géodésiques في مواقع الصواريخ المذكورة، لتحديد، اتجاهات الصواريخ بدقة بمساعدة محاور منظومة من النجوم بغية برمجة أهدافها بدقة متناهية. وكان هذا الضابط يؤدي عمله الروتيني، في ليلة صافية مليئة بالنجوم. وفجأة جذب انتباهه جسم لامع أو ساطع ومضيء. ثم انتقل هذا الجسم بسرعة تفوق ومضة البرق، من أجل أن يتموضع من جديد فوق قاعدة المجموعة، الموجود على عمق 100 قدم، أصيب الضباط الثلاثة بالذعر، ولاذوا بالفرار في شاحنة عسكرية.

ثم انتبه الملازم الذي كان يقود الشاحنة وعلَّق بدهشة شديدة قائلًا: تبًا لقد وسع الجيش مؤخرًا الطرق، ودعمها، لكي تتحمل ثقل الشاحنات الحاملة للصواريخ لكنهم أزالوا كل العلامات المرشدة.

سار الضباط الثلاثة بشاحنتهم على غير هدى محاولين الهروب من مطاردة الصحن الطائر ovni لهم فأضلوا الطريق، زاحت الشاحنة عن الطريق وتعطلت فغادرها الضباط الثلاثة وتوجهوا راكضين إلى أقرب مزرعة في الجوار تبعد ساعتين عن القاعدة سيرًا على الأقدام.

كان هناك في نفس الوقت هيجان في مراكز الحراسة والمكالمات الهاتفية القلقة التي تصف الحالات التي يشخصها المسؤولون الأمنيون الذين لا يرغبون بتقديم تقرير أولي أو تسجيل هذه الوقائع على السجلات الخاصة بهم. جاءتهم الردود مقتضبة "إننا سوف تتدخل عندما يقوم ذلك الشيء الغريب الذي تصفوه بابتلاع فرقة الكوماندوس التي تتعقبه وتطارده".

ضابط آخر متخصص في مجال الاتصالات والتشفير في غرفة العمليات، شاهد، على مخطط الجدار، أمرًا يثير الذعر حيث تبين اللوحة حالة مواقع الإطلاق للصواريخ وهي تشير إلى توقف كافة برامج الإطلاق التي بات معطلة بالكامل.

في المخفر الداخلي، كان ضابط الحراسة برتبة ملازم، يسمع نداءات الاستغاثة من الحراس من فوق وهم يشاهدون بوضوح تنقل الجسم الطائر ovni، وهو يحلق فوق صوامع الصواريخ. وبعد سعى دون جدوى لتدخل لجهاز الأمني، لم تكن هناك سوى عربة تحمل بعض الجنود، فتوجه مسرعًا إلى مركز للأمن الذي يحمي الموقع فوجد المسئول عن المكان يجلس مقرفصًا وخائفًا. أعرب الضابط عن استيائه عن هذا التأخير بالرد وحماية الموقع فرد عليه الضابط المسئول برتبة نقيب، لن تجد أحدًا، سواء بأمر أو بدون أمر، مستعدًا أن يقود سيارته بوجود هذه الأشياء المحلقة الساطعة فوق رؤوسهم.

وفي موقع عسكري آخر تابع للقوات البريطانية، وفي الوقت نفسه، كان نقيب في الجيش يمضي سهرة عيد الميلاد مع عائلته عندما جاءه اتصال هاتفي يقول له لقد عاد يا سيدي، فرد النقيب ما الذي عاد؟ أجاب الصوت عبر الهاتف لقد عاد الصحن الطائر ovni الذي ظهر يوم أمس. فما كان من الضابط البريطاني سوى مغادرة الحفل بسرعة متوجهًا إلى صومعة الصواريخ الاستراتيجية النووية البريطانية فورًا لأنها تعرضت للظاهرة نفسها التي واجهتها قاعدة الصواريخ الاستراتيجية النووية الأمريكية. لكن الضابط البريطاني حاول تكذيب الحدث مدعيًا أن الضوء الساطع يمكن أن يكون ناجمًا عن أي شيء أو ناجم عن أي ظاهرة فلكية أو مناخية ومن الهراء الاعتقاد بوجود أطباق طائرة ovni. عند هذه النقطة، يبدو أن كل شيء يمكن تفسيره، حسب اعتقاده، وإدراجه في إطار معين من العقلانية. ولكن فجأة رأى الأضواء النابضة من خلال أوراق الأشجار، تنبثق من قرص مضيء يحلق فوق المجمع العسكري البريطاني...

وفجأة يختفي الجسم المحلق بسرعة كما ظهر فجأة، ولكن ظهر جسم غريب محلق آخر ovni لمحه أحد الرجال، وهو يحوم فوق منطقة عسكرية تقع في المنطقة البريطانية. ويخرج منه شعاع من الضوء يمسح الأرض فوق القبو حيث يتم تخزين الأسلحة النووية.

قدَّم الكابتن تقاريره العيانية إلى سلطات القوة الجوية التابعة للجيش الأمريكي الثالث، سأله ضابط المناوبة الأعلى في المعسكر: هذا الشيء أو الجسم الطائر الذي كان يتفقد مبنى لتخزين الرؤوس الحربية النووية، كان خارج أسوار قاعدتنا الخاصة، أليس كذلك؟ رد الكابتن بالإيجاب. فعقب قائد القاعدة الأمريكية: تلك أراضي إنكليزية. لذا فإن هذه القضية لا تعنينا وتخص البريطانيين. أكتب تقريرًا، وأرسله إلى ضابط الاتصال، والسماح لهؤلاء الناس بالتعامل مع هذه القضية حسب اجتهاداتهم.

لقد اعترف الضباط بهذا الصدد أنهم شهدوا هذه الظاهرة عدة مرات وفي أماكن وقواعد مختلفة. لكن التعاليم الحازمة أرغمتهم على عدم البوح بأي اعتراف أو إعطاء أية معلومة عن هذه الأحداث، وعدم الإشارة إليها في تقاريرهم إلا في أضيق الحدود الدنيا عندما يغدو الموضوع لا مفر منه وعدم الإشارة بصراحة إلى أسماء وتواريخ وأماكن محددة ومعروفة.

في 27 سبتمبر - أيلول سنة 2010 وفي نادي الصحافة الوطني في واشنطن، قرر سبعة ضباط من سلاح الجو الأمريكي من المتقاعدين القيام بتصريحات علنية للصحافة بصدد بعض الحقائق الخفية في هذا المجال مصحوبة بنصوص مكتوبة وقعت بأيديهم وبأسمائهم الصريحة إلى جانب مجموعة من الوثائق السرية من القوة الجوية حصلوا عليها بفضل اللجوء إلى قانون حرية المعلومات بعد أن مضت عليها المدة الزمنية اللازمة لرفع السرية عنها، وكان الناطق الرسمي باسم مجموعة هو الضابط الكابتن الطيار روبرت سالاس Robert Salas الذي صرَّح قائلًا: "ما سمعتموه اليوم هو دليل على واقع هذه الظاهرة. هذا يبدو رائعًا وإنه أمر رائع حقًا. قدمنا هذه الأدلة من أجل المصلحة العامة لحكومة منفتحة. فالملفات الصحافية التي أعطيت لكم، والتوقيعات المذيلة بأسمائنا الصريحة، والتي تظهر في الجزء السفلي من الشهادات تشهد على صحة أقوالنا. وقد صار هذا الدليل الآن ملكًا عامًا وشائعًا متوفرًا للجميع. السؤال الصحيح هو: "ما الذي سيفعله الجمهور بهذا الدليل؟" كيف سيتعامل الناس المتعطشين للحقيقة مع هذه التصريحات وكيف ستكون ردود أفعالهم؟ كان الموقف العام لوسائل الإعلام أن تقابل بنوع من السخرية هذا النوع من القصص والتصريحات. ونحن نطالبكم اليوم أن تأخذوها على محمل الجد. وببساطة نطلب منكم أن تأخذوا الوقت الكافي للتفكير في كل هذه الأمور بجدية، وإيلاء اهتمام ليس فقط لبياناتنا، ولكن لشهود آخرين، كان من شأنهم أن يدلوا بتصريحات مماثلة. هناك أيضًا وثائق مكتوبة تدعم ما قلناه. نأمل منكم معاينتها وفحصها والاطلاع عليها بغية القيام ببعض البحوث. وإذا قمتم بذلك، نعتقد بأنكم ستصلون إلى الاستنتاجات نفسها التي وصلنا إليها، وهي أن ظاهرة الـ ovni أو الـ UFO حسب الصيغة الانجليزية للأجسام المحلقة المجهولة الهوية، حقيقية وليست خيالية. والمناخ السائد من السرية لدى حكومتنا، يبدو مفرطًا.

وفي الواقع، وشوهد عدد كبير من الكائنات والأجسام مجهولة الهوية بالقرب من القواعد التي تضم أسلحتنا النووية، فضلاً عن قواعد أخرى من النوع نفسه. وفي بعض الحالات تزامن ظهور تلك الأجسام مع تعطيل تلك القواعد وأنظمتها وشلها تمامًا. على الرغم من أن الجميع يمكن أن يكون له رأي مختلف عن المعنى والدافع لمثل هذه الحوادث، ولكن أعتقد أننا يمكن أن نتفق جميعًا على أن احتواء أسلحتنا النووية أو تعطيلها عن بعد هي مسألة تتعلق بالأمن القومي". ثم يلوِّح بملف في يده ليقول: "هذه هي السياسة الرسمية لسلاح الجو فيما يتعلق بالأجسام الغريبة المحلقة ovni. ويرجع تاريخ ذلك إلى عام 2005 ولكن أعتقد أن هذا البيان لا يزال ساري المفعول. أنا لا أقرأ هنا إلا هذا الجزء البسيط من التقرير. قيل "بأنه لم تخضع أية ظاهرة للـ ovni بأي حال من الأحوال، أو كانت موضع تحقيق جدي من جانب سلاح الجو الذي لم يعترف بأن ذلك يمكن أن يشكل علامة على تهديد جدي للأمن القومي". ولكن هذا غير صحيح، إذا أخذنا بعين الاعتبار الشهادات المتوفرة لدينا.

واستند القرار إلى وقف أي تحقيقات تتعلق بالأطباق الطائرة ovni على الاستنتاجات التي توصل إليها في عام 1969 تقرير لجنة كوندون Condon التابعة لجامعة ولاية كولورادو. فهناك الكثير من الحجج التي تبين أن هذه الدراسة كانت سطحية ومنحازة. ولا سيما مع الإشارة إلى مواقع الحوادث والصواريخ Echo et Oscar أوسكار وإيكو، التي ورد ذكرها هنا، لم يتم التحقيق من قبل لجنة كوندون، على الرغم من أن المسؤوليين الرئيسيين عن هذه التحقيقات كانوا على علم تام بتلك الحوادث.

وكان واضحًا وجليًا أن التصريحات التي أدلى بها هؤلاء الضباط والطيارون المتقاعدون تتناقض بشكل صارخ مع الموقف الذي اتخذته القوات الجوية الأمريكية التي خالفت إعلان الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلت Franklin Roosvelt لذلك نطلب من حكومتنا أن تقرر إزالة التناقض التام القائم بين هذه السياسة الإخفائية والبيانات الخاصة بنا. في الحقيقة نحن نطلب جوابًا، وفقًا لأسس ديمقراطيتنا، وأريد أن أذكر بقول الرئيس فرانكلين روزفلت بهذا الصدد: "يجب أن يبدي المواطنون ما يكفي من القوة والثبات وأن يكونوا مطلعين جيدًا وعلى علم بما يجري للحفاظ على السيطرة السيادية على حكومتهم". أعتقد أنني أتكلم باسم جميع الحاضرين هنا، واسمحوا لي أن أقول إن لدي احترام كبير للرجال والنساء العاملين في القوات الجوية للولايات المتحدة، وأقدم احترامي إلى القادة في أكاديمية القوات الجوية. لقد استمتعت جدًا وتشرفت بكوني جزءًا من سلاح الجو، وشعرت بالفخر لخدمة بلدي في هذا السبيل. فاختلافنا مع الجيش ليس له أي علاقة مع بعض العاملين في سلاح الجو الذين قرروا إخفاء الحقيقة عن المواطنين. فذلك يشير إلى سياسة القوة الجوية.

وأعتقد أن عدم الكشف عن الحقائق هو موقف متعمد. لا أقصد فقط الموضوع الذي تطرقنا إليه بصدد الأجسام المحلقة المجهولة الهوية ovni، ولكن كل ما هو مخفي على نحو مستمر منذ عام 1969. الأمر الذي لا يسمح لشعب هذا البلد بالمشاركة في اتخاذ القرارات حول الأحداث التي تتعلق بالأمن القومي، ونحن ندين ذلك وندحضه ونطالب وبكل بساطة بالحقيقة كاملة وناصعة.

بناءً على ما تقدم بتنا نعرف أن هناك شيئًا ما لا يعرفه الجمهور العريض وهو شيء مذهل لا يمكننا تخيله على حقيقته إلا أنه يشكل ظاهرة خارقة للعادة قسمت البشرية إلى معسكرين، بين مشكك وناكر لها، ومعتقد مؤمن ومتشدد باعتقاده بصحتها. وإذا استبعدنا الهلوسات، الفردية والجماعية، والتلاعبات بالأدمغة والأذهان، والقصص المنتحلة أو المؤلفة كذبًا والمختلقة، وشهادات الزور، والبحث عن الشهرة من وراء الادعاء بالارتباط بهذه الظواهر الغريبة، والمبالغات في سرد الروايات، واستغلال الطوائف الروحية للفراغ الروحي في المجتمعات المادية المعاصرة باللجوء إلى تلك الظواهر، يمكننا الجزم بوجود حالات أصيلة حقيقية مثبتة ومدعاة للثقة وتتمتع بالمصداقية لاسيما إذا جاءت من قبل علماء مرموقين وجادين يخافون على سمعتهم الشخصية ومصداقيتهم العلمية من أمثال جون بيير بتي jean pierre petit، إلى جانب ما سجلته الردارات العسكرية المتطورة ومشاهدات الطيارين العسكريين والمدنيين والآثار التي سجلت على الأرض في أماكن هبوط تلك الأجسام الغريبة les ovnis والتحقيقات المعمقة التي أجراها الهواة والمحترفين والمتخصصين بظاهرة الـ ovni. هناك بالطبع معلومات تتكتم عليها السلطات الرسمية ولا تريد الإفصاح عنها في الوقت الحاضر إلا إذا اضطرت لذلك وأرشيفات تلك السلطات متخمة بالملفات والشهادات والتفاصيل التي لا يمكن تفسيرها إلا بالاعتراف بوجود الأطباق الطائرة وإن مصدرها هو من خارج الأرض من الفضاء الخارجي حتمًا. فالسلطات تتفادى التسبب في حدوث فلتان نفسي وجماهيري في كل مكان في العالم وحصول حالة ارتباك وفوضى وخوف جماعي من حقيقة وجود كائنات فضائية بمقدورها غزونا على متن أطباق طائرة أو أجسام محلقة مجهولة الهوية تطير بسرعات فائقة قد تقترب من سرعة الضوء. والخلاصة أنه يجب الإقرار بحقيقة أننا مراقبون عن بعد من قبل حضارات كونية فضائية متطورة جدًا ومتقدمة علينا بكثير تكنولوجيًا وعلميًا لكنها لا تتدخل في شؤوننا كالعالم الذي يدرس ويراقب مملكة النمل. والبعض منها غامر وزار أرضنا على مر التاريخ واتصل ببعض سكانها بطريقة أو بأخرى. وكلهم جاءوا من داخل مجرتنا درب التبانة Voix lactée التي يبلغ نصف قطرها حوالي 260000 سنة ضوئية وإن تلك الحضارات تابعة لنجوم تبعد عنا بما لا يتجاوز الـ 20 سنة ضوئية. وتقول إحدى التفسيرات العلمية للظاهرة أن تلك الحضارات تلقت إشارات راديوية انطلقت من الأرض في بدايات القرن العشرين. أما في العصر الحديث فلقد اكتشف الناس وجود تلك الأجسام المحلقة مجهولة الهوية ovni في سنوات أربعينات القرن المنصرم في أعقاب حادثة روزويل. إن البعض من هؤلاء الزوار الفضائيين قريب منا جدًا ويشبهون البشر في هيئتهم الخارجية لكنهم متفوقون عليهم في كافة المجالات كما هو حال الأوميين Les Ummites الذين سنتحدث عنهم عنهم بإسهاب في مقال لاحق، والذين درسونا عن قرب واختلطوا بنا سرًا وبخفية تامة دون أن يشعر بهم أحد كما جاء في رسائلهم الشهيرة.

نبهني أحد القراء الكرام بتعليق ينوه فيه إلى خلو المقال من أي تصريح حكومي نظامي معترف به - كأن يكون على لسان رئيس أو مسؤول كبير في الدولة مثلًا - يقر بوجود اتصالات من نوع ما مع كائنات غير أرضية. ويتساءل في تعليقه لماذا لم تقم تلك الكائنات الفضائية بنفسها بنشر وتعميم حقيقة وجودها كرد على إخفاء الحكومات تلك الحقيقة، ولماذا نفترض بديهة وجود حضارات كونية أو فضائية أخرى غير بشرية أو تشبه البشرية ولا نفترض بأن الحياة على الأرض هي وحيد وفريدة من نوعها في هذا الكون؟ وهي ملاحظات ذكية جدًا وواعية وتستحق التوقف عندها ومحاولة تقديم أجوبة عليها بقدر المستطاع. لقد نوهت في مقالات سابقة إلى أنهم قرروا عدم التدخل المباشر في شؤوننا الداخلية إلا إذا كنا على شفا حرب مدمرة للكوكب برمته وإنهم يجنبون البشر حالات من الذعر الجماعي والفوضى والخوف من المجهول. لذلك لم يظهروا أنفسهم علانية.

في سنة 1950 أصدر العالم الفيزيائي والفلكي الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء الدكتور لنكولن لاباز Lincoln LaPaz دراسة علمية أثبتت بديهية وجود حالات اختراق وتحليق، أو طلعات جوية حسب التعبير الشائع، متكررة فوق المنشآت العسكرية الأمريكية الحساسة والاستراتيجية من قبل أجسام ذات طبيعة ومنشأ مجهول وغير معروف من قبل علماء الأرض. وكانت أغلب المشاهدات والتعليقات قد صدرت عن شهود عيان متخصصين ومشهود لهم بالكفاءة المهنية والصدق من بينهم طيارين في الخطوط المدنية وطيارين عسكريين أهل للثقة والدقة المهنية وغاية في الانضباط والمهنية إلى جانب مفتشين أكفاء مسؤولين عن الأمن في المراكز والمفاعلات النووية مثل لوس آلاموس centre atomique de Los Alamos وعملاء محققين في مكتب التحقيقات الخاصة في القوة الجوية الأمريكية.

وفي سنة 1951 ومن خلال برنامج دراسة سمي بالكتاب الأزرق programme d'étude Blue Book التابع لسلاح الجو الأمريكي اتصلت قيادة القوات الجوية الأمريكية بمعهد باتيل l'Institut Battelle في كولمبوس أوهايو، ونجم عن هذا الاتصال مشروع البجعة البيضاء projet White Stork (« Cigogne Blanche وفي تلك الوثيقة السرية التي يعود تاريخها إلى 8 يناير كانون الثاني 1952 قدر أعضاء اللجنة المشتركة بين الطرفين (علماء فيزياء وفلكيين وعلماء رياضيات وعلماء نفس الخ..) إمكانية إجراء دراسة علمية بحتة بشأن دراسة وتقويم التقارير المتعلقة بالأجسام المحلقة مجهولة الهوية ovni أو UFO وتقدير ما إذا كانت تلك الأجسام الطائرة تمثل تطورًا علميًا غير معروف أو مجهول على الأرض وجاءت نتائج الدراسة إيجابية حيث أقر المشاركون في اللجنة المشتركة بالإجماع أنها من مصدر غير أرضي.

لقد توفر لدى القائمين على ذلك المشروع أكثر من 3000 تقرير بين حزيران 1947 و1952 والتي تمت دراستها وتحليلها بمساعدة أداة علمية متطورة للقياس والحساب l'ordinateur أو الكومبيوتر الذي كان من أوائل الحواسيب في ذلك الوقت. وقد ظهرت نتائج الدراسة للعلن في أيار مايو 1955 ومن بين 3201 حالة درست جاءت نسبة 19.7% منها متعذرة على التفسير العلمي وغير قابلة للشرح العقلاني أو المنطقي وكانت أغلب حالات الظهور أو الطلعات الجوية فوق المناطق العسكرية الحساسة في الولايات المتحدة الأمريكية. ويذكر أن حالات مشابهة حصلت في الاتحاد السوفيتي السابق لكنها ظلت خفية وسرية لأن حكومة الاتحاد السوفيتي قد تكتمت عليها بشدة. وكانت نسب الأجسام المحلقة مجهولة الهوية حسب الدراسة جاءت كالتالي: سان فرانسيسكو 6.6%، فاكو 7.3%، دايتون 9.7%، نيويورك سيتي 10.5%، هاريزبورغ 11.5%، شيكاغو 22.2%، أتلنتا 14.3%، آلبوركيرك 21.4%، سان أنطونيو 22.2%، واشنطن دي سي 26.7%.

وكانت دراسة الدكتور لاباز سنة 1950 قد طبقت على عينة من 209 حالة مشاهدة عيانية مباشرة وكانت النسب هي كالتالي: 29,4 % pour Los Alamos, 18,7 % pour Albuquerque, Sandia et Kirtland, 9,6 % pour Alamogordo, Holloman et White Sand, 1,4 % pour Roswell. والـ 15,3 % الباقية كانت موزعة بين باقي القواعد الاستراتيجية في تكساس وهي Camp Hood, siège du Nuclear Weapons Storage Site, et Killeen Base. ومن بين الـ 434 حالة مدروسة ومصنفة ضمن الحالات المجهولة أو غير المعروفة أخرج معهد باتل 12 حالة تحتوي على تفاصيل علمية مذهلة وكافة لتحقيق صورة بورتريه آلية portrait robot بواسطة الكومبيوتر عن الأجسام المعنية المجهولة الهوية وبالذات حول الشكل الدائري والبيضاوي للجسم المحلق حيث لم يكن الجيش الأمريكي آنذاك يمتلك أي آلة طائرة من هذا النوع. وفي كتابه الصادر سنة 2007 تحت عنوان اضطرابات في السماء Troubles dans le ciel أشار العالم الفرنسي جون جاك فيلاسكو Jean-Jacques Velasco إلى تقارب أو صلة ما بين تدخلات تلك الأجسام الفضائية المحلقة مجهولة الهوية واختراع القنبلة النووية بعد أن أطلع العلماء آنذاك على أسرار الذرة وتطور النظرية الذرية بسرعة هائلة كان يفترض أن تستغرق عشرات السنوات قبل وصولها إلى ما بلغته في النصف الأول من سنوات الأربعينات من القرن العشرين. والجدير بالذكر أن هناك العديد من الطيارين خلال الحرب العالمية الثانية قدموا شهاداتهم عن أجسام فضية اللون ساطعة محلقة كانت تحوم حولهم وكان كل طرف يعتقد أن عدوه يطور أسلحة سرية جوية، واتضح فيما بعد أنه لا ألمانيا وحلفائها ولا أمريكا وحلفائها هم من أطلق تلك الأجسام المحلقة مجهولة الهوية والغريبة الشكل التي أصطلح على تسميتها بـ OVNI.

في سنة 1949 ألقت وثيقة سرية للغاية نتجت عن مشروع الإشارة أو العلامة Project Sign (« Projet Signe »)، وهي أول لجنة تحقيق أمريكية عن الصحون أو الأطباق الطائرة soucoupes volantes، ألقت الضوء على وجود علاقة وفق منطق السبب والنتيجة أو العلة والمعلول بين المشاهدات المتعلقة بالأجسام المحلقة المجهولة الهوية والأبحاث النووية على حد قول الدكتور جورج ويلي docteur George E. Walley عضو المجلس العلمي في مكتب رئيس الأركان في القوات الجوية الأمريكية. وقد حصل اجتماع سري في 16 شباط فبراير 1949 حول موضوع الأطباق الطائرة في المختبر النووي في لوس آلاموس بحضور الدكتور إدوارد تيلر Edward Teller الأب الرسمي للقنبلة الهيدروجينية la bombe « H ». ثم أعقبه اجتماع سري آخر حول الموضوع نفسه في 27 و28 أبريل نيسان من العام نفسه بحضور الدكتور ثيودور فان كارمان docteur Theodore von Karman، مدير المجلس العلمي لقوات الجو الأمريكية والذي حثَّ الدكتور جوزيف كابلان Joseph Kaplan على الذهاب إلى قواعد كيرتلاند وسانديا Kirtland et Sandia بغية تقديم رأيه وتقويم الوضع المثير للتهديد من جراء ظهور تلك الأجسام الفضائية الغريبة.

أما جون جاك فيلاسكو Jean-Jacques Velasco الذي استشهدنا به وبكتابه أعلاه، فهو الرئيس السابق لهيئة الخبراء في الظواهر الجوية النادرة أو المجهولة Service d'expertise des phénomènes rares atmosphériques (SEPRA) الموجودة ضمن المركز الوطني للدراسات الفضائية Centre national d'études spatiales (CNES) والذي تلقى بحكم منصبه ومسؤوليته في هذا المجال، آلاف التقارير والشهادات الرسمية التي صنفها وحللها لمدة عشرين عامًا والتي جمعتها الجهات الرسمية كالبوليس والجندرمة والجيش في فرنسا والمتعلقة بالظواهر الجوية والمناخية غير المشخصة ومجهولة المصدر والهوية والطبيعة، حيث أكد أن الآثار الملموسة التي تركتها تلك الأجسام وأرصاد الرادارات المدنية والعسكرية ومشاهدات الطيارين المدنيين والعسكريين تشير كلها إلى حضور حقيقي لأجسام مجهولة الهوية تحلق بسرعات مذهلة لم يتوصل إليها البشر بعد. ومن مجموع 1600 حالة من المشاهدات المباشرة والصور الأصيلة غير المزورة المتيقن منها حرفيًا عن الظواهر الفضائية الغريبة المدنية والعسكرية، تبين أن 210 منها أصيلة وجادة منذ العام 1947، من بينها حالات لأجسام حلقت بسرعة تفوق 30000 كلم/ ساعة وتسريع يفوق الـ 20 ج 20 g بارتفاعات تزيد على 30 كلم، حسب الأخصائي دومنيك واينشتين Dominique Weinstein وهذه المعطيات كانت سنة 1947 وليس اليوم مما يعني أنها كانت بمثابة المعجزات العلمية في ذلك الوقت.

لقد لوحظ أن سلوك الأجسام المحلقة مجهولة الهوية OVNIs كان مسالمًا ومراقبًا فقط عن بعد في حالة الطائرات المدنية ونشط وحذر ودفاعي في حالة الطائرات العسكرية التي بادرت لمطاردتها وفي بعض الحالات الرد عليها بأسلحة إشعاعية فتاكة - ليزر أو بلازما إلخ... ولم تتجاوز نسبة الاشتباكات والمعارك الجوية 3% فقط. والخلاصة أن الأجسام المحلقة المجهولة الهوية OVNIs هي أجسام صناعية متطورة ومتقنة موجهة ومسيطر عليها عن بعد أو من داخلها وتتطور وتتنقل في الجو على نحو يتجاوز بكثير قدراتنا العلمية وتتحدى القوانين الفيزيائية المعروفة لدينا. وسنتطرق بالتفصيل إلى حالات الظهور في روسيا واليابان وأوروبا والبرازيل ودول أخرى كثيرة في مقال لاحق وهي حالات موثقة ومنها حديث جدًا أي سنة 2011. من المفيد الاستشهاد ببعض التصريحات الرسمية لعدد من الرؤساء الأمريكيين وللرئيس السوفيتي غورباتشوف.

فهناك تقارير سرية كشفت مؤخرًا على لسان أحد أكثر المقربين من مساعدي الرئيس آيزنهاور Dwight D. Eisenhower 1953-1961، وتصريحات عميل سابق في وكالة المخابرات الأمريكية تقول: أن الرئيس آيزنهاور التقى سرًا في إحدى القواعد الجوية الأمريكية السرية سنة 1954 بوفد من المخلوقات الفضائية الرمادية الصغيرة الحجم والمتقدمة جدًا علميًا وتم الاتفاق بين الجانبين بالسماح لهم دون أن يتعرض لهم أحد بأي سوء أو هجوم بإجراء تجاربهم العلمية على الأرض مقابل الاستفادة بما يجودون به من فتات من معلوماتهم العلمية والتكنولوجية.

هاري س. ترومان (8 مايو 1884 - 26 ديسمبر 1972) هو الرئيس الثالث والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية Harry S. Truman 1945-1953 ، وأصبح نائبًا للرئيس المنتخب في عام 1945 مع فرانكلين ديلانو روزفلت Franklin D. Roosevelt 1933-1945 عند وفاته في العام نفسه. وأعيد انتخابه لولاية ثانية حتى عام 1953. وكانت حياة الرئيس ترومان غنية جدًا في الأحداث من جميع الأنواع (منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مرورًا بالحرب الباردة، وولادة الأمم المتحدة، والحرب الكورية). وكان ترومان رئيسًا ذا شعبية كبيرة جدًا. في 4 نيسان أبريل سنة 1950 - وخلال مؤتمر صحافي في البيت الابيض، صرَّح الرئيس ترومان قائلًا: "يمكنني أن أؤكد لكم أن الصحون الطائرة، إذا كانت موجودة، فهي لم تصنع من قبل أي سلطة دنيوية أو أرضية I can assure you that flying saucers, given that they exist, are not constructed by any power on earth". في بيان صحفي نشر في ديسمبر 1952 قال: "إن سفراء الحضارات الفضائية أبلغونا بأن هذه التجارب غير مبررة للأسلحة النووية، أو الصاروخية أو أي نوع جديد من الاختبارات العسكرية وهي ليست سرية بالنسبة لهم".

جون فيتزجيرالد كينيدي John F. Kennedy 1961-1963، الأب (1917 - 1963) هو الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية. تسلم مهام منصبه في 20 يناير 1961، عن عمر يناهز الـ 43 عاما، واغتيل في 22 نوفمبر 1963 وهو في سن 46 عامًا، وفي مذكرة أرسلها إلى مدير وكالة المخابرات المركزية 12 نوفمبر 1963، كتب يقول: "الموضوع: استعراض تصنيف جميع ملفات الـ OVNI - UFO  المتعلقة بالأمن القومي": كما هو متفق عليه، لقد اتخذت إجراءات وأصدرت تعليمات لجيمس ويب James Webb لوضع برنامج للتنقيب بالتعاون المشترك مع الاتحاد السوفياتي في الفضاء والقمر. سيكون من المفيد جدًا لو تفحصتم الحالات الأكثر تهديدًا لتحديدها أو تشخصيها بحسن نية بدلاً من مصادر تأتي من وكالة المخابرات المركزية والقوات الجوية الأمريكية. من المهم أن نميز بوضوح بين المعروف والمجهول أو غير المعروفة في حال كان السوفيات سوف ينظرون لتعاوننا الموسع كغطاء لعملية جمع المعلومات الاستخبارية عن برامج الدفاع والفضاء لديهم. وبمجرد أن البيانات التي تتم مراجعتها تسمح بذلك، أتمنى أن تقوم بترتيب تبادل البيانات مع وكالة ناسا على ما هو لا يزال غير معروفًا. وهذا سوف يساعد مديري مهمة ناسا في مجال الدفاع. وأود أن تصدر تقريرًا أوليًا عن استعراض البيانات قبل 1 فبراير 1964.

الرئيس الأمريكي جيرالد فورد Gerald R. Ford 1974-1977 قال: "أقول بقناعة راسخة أن الشعب الأمريكي يستحق تفسيرًا أفضل مما قدمه له سلاح الجو الأمريكي حتى الآن، وأوصي بقوة بتشكيل لجنة تحقيق حول ظاهرة الأجسام المحلقة الغريبة مجهولة الهوية OVNIs فهذا واجبنا تجاه الشعب بغية تدعيم مصداقيتنا في مواجهة الـ OVNIs وإلقاء أكبر قدر من الضوء حول الموضوع".

رونالد ويلسون ريغان Ronald W. Reagan 1981-1989 (1911 - 2004)، هو الرئيس 40 للولايات المتحدة الأمريكية. انتخب لفترتين 1981-1989. قال: "في هوسنا وفي خضم العداوات السائدة في الوقت الحاضر، نحن كثيرًا ما ننسى الأمر الذي يوحد بين جميع أفراد البشر، ربما نحن بحاجة الى بعض التهديد العالمي الخارجي حتى نتمكن من أن نعي هذه الروابط. أعتقد أحيانًا أن خلافاتنا في هذا العالم سوف تختفي بسرعة إذا كان علينا أن نواجه تهديدًا خارجيًا على الأرض وأنا أطالب بذلك أليست هذه القوة الأجنبية موجودة بيننا؟".

أما الرئيس جيمي كارتر Jimmy Carter 1977-1981 فقد صرح إبان حملته الانتخابية: "لو أنتخبت رئيسًا فسوف أعمل على أن جميع المعلومات التي تمتلكها البلاد حول الأطباق الطائرة أو الأجسام الفضائية المحلقة مجهولة الهوية سوف تكون متوفرة للجمهور والعلماء فأنا مقتنع بوجود الـ ovni لأنني رأيت أنا بنفسي أحدها".

ميخائيل غورباتشوف M. Mikhaïl Gorbachev هو رئيس الاتحاد السوفياتي السابق، من مواليد 2 مارس 1931. قاد الاتحاد السوفياتي بين عامي 1985 و1991. في 16 فبراير 1987 خلال خطاب رسمي في الكرملين قال :"خلال اجتماعنا في جنيف، قال رئيس الولايات المتحدة لي إنه إذا واجه كوكبنا الأرض غزوًا من قبل كائنات فضائية، فإن الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سوف يجمعان ويوحدان قوتيهما لصده. لم أناقش هذا الافتراض، على الرغم من أنني أعتقد أنه من المبكر جدًا القلق بشأن تدخل من هذا القبيل". وأضاف أن ظاهرة الأجسام المحلقة مجهولة الهوية ovni موجودة وحقيقية وعلينا معالجتها أو التعامل معها بجدية". وقد نشر هذا التصريح في 4 مايو 1990 في صحيفة الشباب السوفيتي.

سأكتفي بهذا القدر من الاستشهادات ويليها في حلقات قادمة استشهادات علماء ومسؤولين كبار وشخصيات مهمة كرواد الفضاء والطيارين ورجال دين حول نفس الموضوع.

يتبع...

*** *** ***

مصادر:

http://www.ufologie.net/htm/quotesf.htm

http://www.ovni-infos.fr/Citations.php

 


 

horizontal rule

* إيميله: jawadbashara@yahoo.fr.

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني