رقصة أولى في بحر
من الدخان
ونيس المنتصر
وحيدًا أقضم أظافري وأفكِّرُ بطعم القبلة
أسعى إليك صارخًا ثم أصمت في وجهك
إشارة باللسان كي تعرف حرَّ العطش المختبئ تحت ضلعي
اشتعال شمعة في الشفتين وانطفاء جمرة في الدموع
رسالة قصيرة أخفقت في طريقها إليك وأخرى أخفقت في قلبي
ليس هناك وقت كافي لمعاشرة الضوء
لا تبقى صامتًا كي يغادرون الشباك، لن يغادر من سمع ضحكتك الأخيرة
اضحك واجعل الفرح يسيل من النافذة
وردة عالقة في عنقي رائحتها في وجهه
إذن عليك الآن إن تبلل الحزن المغروس في ظلي
لتعيد شيئًا إلى العيون التي سرق منها الفرح. أريد ليلة وحسب أصبغ ظلي/
ألونه
وحيدًا أريد أن أبكي لمرة أخيرة وأودع دموعي
أفصل كل ظلٍّ عالق بي وأنسى الأضواء التي تنفذ من الشصوص الصغيرة
هكذا أريد ببساطة أن أكون حرًا مثل عصفور يسابق الرياح ويعيش الهدوء
بإمكانك الآن أن تبلل مخدتي بعرقك المتلف لخلايا الروح
تصغي لي حين أهمس بإذنيك وترقص لي حين أغني
المتلصصون عندما عرفوا إن الصيف أتى
ينتظرون العرق في ضفاف نهر والضحك في عزاء
وفي المقابر يزفون الدموع وبين ركام الأغاني ينتظرون جسدي
حتى يغرق في رائحة البخور التي تخرج من رئتك
كنت ترتدي "البيجامة" وتخفيني تحت الرماد تستدير وتنفرط الأضلاع
على موقدك كنت دخانًا أتصارع مع اللهب كي أراك أولاً
التحديق في الوهم يهوي بأحلامنا إلى الغرق
لأن الأقدام مرتعشة المسافات ستظل بعيدة
لا الرسائل ولا الاتصالات، القلوب وحدها بإمكانها أن تجعل المسافات
قريبة مثل ظلينا
حزينًا كالغصن الذي دبست أحلامه بالصمغ
يغار من الحطب/ يخاصم المطر/ يحقد للفأس
ينتظر الدفء بالطقس البارد الذي يجمد السكر في القصب ويينع
لهذا فقدنا طعم المر واحتسينا الشاي معًا
ستفرح الأغصان حين يأتي الخريف
لكن النحل سيغادر قريبًا
لمَ لا تفهم أننا بحاجةٍ إلى عسل
البذور التي تزرع تحت الأرض
لانعرف جيدًا ما إذا ستنمو؟!
*** *** ***
|
| |
|