|
تَشَاكُل: لقطات قصصية
(1) رآني أفتح علبة تونة بـ "الفتَّاحة" فاستخدمها في فتح التلفزيون، واستخدمها أخوه المراهق في فتح "المواقع المحجوبة" على النت، واستعارتها إحدى الجارات لفتح "حساب في البنك"؛ فضاعت منها. التقطها ناشط سياسي، وفتح بها حوارات متعددة مع كافة القوى والأحزاب والحركات. لم يعرف أحد ملابسات وصولها إلى برنامج "التوك شو" الشهير، حيث تُستخدم في فتح "خطوط الهواتف"، بينما استخدم أنا الآن سكينًا لفتح علب التونة.
(2) أدرت وجهي عنه تحاشيًا لرؤية جرحه النازف، وأنا أدعو له: "مأجور"... "مأجور". رد "عصام غازي المحامي" متعجبًا: "حرام عليك. أسكت. أنت بتبلغ عنه؟!! "مأجور" إيه بس؟! دا ولد محترم وأنا شايفه هنا في الميدان من أول يوم... مين اللي مأجره؟!".
(3) قالت لها ناصحةً: "لو أنكِ لم تنشغلي بي سيكون أفضل لي ولكِ...". ردت بثقة: "أنتِ أولى بهذا التوجيه".
(4) بملامحه المنحوتة، وجلبابه الذي أصبح بلون الرصيف، وشال صوفي مطرز – كان سمني اللون وهو نظيف – يتدلى طرفاه على كتفيه، والسيجارة – غير المشتعلة – بين شفتيه... واقفٌ "نجاح الملط" أيامًا، رافعًا لافتة ورقية بين يديه مكتوب عليها: "من أجل الفلاح المصري... من أجل القمح والقطن". في أول مرة فاجأته بإشعال سيجارته، فاعتذر للجموع التي كانت تلتقط صوره عندما انتبه لي، وقال: "الواد قلت له اكتب من أجل المشمش ما رضيش... وقالي القمح والقطن أهم" رددت: "عنده حق" وانصرفت. كل مرة أجده واقفًا في المكان نفسه، والهيئة نفسها... (ما يتغير فقط هو ارتفاعه عن الأرض) أشعل له سيجارته وأنصرف... آخر مرة، استعصى ارتفاعه على مهمتي المعتادة؛ فقد رأيته في موازاة تمثال الشهيد "عبد المنعم رياض". *** *** *** الرياض، 26 أكتوبر 2011 م.
|
|
|