سؤال:
ما الذي تعنيه بالحبّ؟
كريشنامورتي:
سنحاول استكشاف ما هو ليس حبًا، لأنه وبما أن الحبَّ هو الذي نجهل، فإنه يتوجب
علينا مقاربته من خلال استبعاد المعلوم. فالمجهول لا يمكن أن يستكشف من قبل
ذهنٍ مليءٍ
بالمعلوم. وما سنحاول فعله هو محاولة إيجاد تقييم
للمعلوم، هو التمعن في المعلوم، لأنه حين ننظر إليه بصفاء، بلا إدانة، وحين
يصبح الذهن متحررًا مما هو معلوم؛ عندئذ سنعرف ماهية الحبِّ. لهذا سنقارب
الحبَّ سلبيًا وليس إيجابيًا.
يعارض
إيمانويل ليفيناس الأولوية المعطاة لعلم الوجود (الأنطولوجيا) في التراث
الفلسفي الغربي. ينظر علم الوجود إلى الوجود على أنه استمرارية في الكيان: "أن
تكون، هو السعي لأن تكون والمثابرة في الكيان". آنذاك، يكتفي الكائن بتفكير في
الوجود يصبح انطواءً على الذات وأنانيَّة. فالكائن لا يهتم إلا بإشباع
احتياجاته، ويسعى لتأكيد ذاته في التمسُّك والسيطرة. يؤكِّد إيمانويل ليفيناس:
في
كل ما أجدُّ ساعيًا إليه هناك شيء من الانتقاص في مفهوم الكائن الذي في إصراره
بأن يكون، يخبىء عنفًا وشرًا وأنانية.
إنَّ حرِّية الإنسان الذي لا يأبه إلا لذاته تتوه في ما هو اعتباطيٌّ: حيث كل
شيء مسموح له به، حتى القتل. إنَّ مفهومًا كهذا للوجود يجعل الكائن مستمرًا في
الرضى بذاته وجهله الآخر. إنَّ علم الوجود المفهوم بهذا الشكل يصبح فلسفة القوة
والتسلُّط والاحتلال والعنف والحرب. فإذا كان الهمّ الوحيد للإنسان أن يستمر في
الوجود فإن ذلك يحمله حتمًا على مقاومة الإنسان الآخر الذي يبان له وكأنه عدوّ.