ثـلاث قصـائد لـها
أحـمد
عـزَّاوي
بريدٌ ذهبيٌّ
تعومينَ في صفحاتِ الزمنِ
جناحَ أعشابٍ ولؤلؤٍ وبرتقال
وجمرةَ ضحكاتٍ لا تنضب
تقولينَ: غدًا أطيِّرُ الأوراقَ
وأدفنُ الصراخَ
أنتِ وريثةُ الأولى
السلَّمُ الذي يفضي إلى رهجِ الحياةِ
وشظايا الحبِّ
أيَّتها اللاأراها
يا لستِ في صلاةِ القرب
المجانينُ البيضُ وشموعُهم
رهنُ صبرٍ عجوزٍ
يقهقهُ، يتذرَّعُ بالأسفارِ المتآكلةِ
والحريرِ الكاذب
المجانينُ ينتظرونَ الإشارةَ –
فارفعي الثوبَ
وانثري المرجانَ
لعلَّ النداءات تقتلُ جليدَ التائهين
وتعيدُ البعداءَ كلَّهم:
السماءُ
الرياحُ
النجومُ المهشَّمة
الأشجارُ العاطلةُ عن الطيور
المنحنياتُ الخرساء
التماثيلُ المتخفِّيةُ في بيتِ النعامة
والناسُ –
الناسُ المصفَّدون بقطيفةِ الغيبِ
وطبولِ الموت –
ولعلِّي أنصتُ في خشوعٍ إلى قصائدِ الجنَّةِ
وهي تتطايرُ من حنايا جدَّتي...
عنها... وعن الأمنيَّة
تذهلينَ من غموضي
أرجوكِ، لا تعتقدي أنَّه أفق
باختصارٍ:
أنا مسروقُ الكلامِ
وليسَ عندي مرفأ
الحبُّ مازالَ أرضًا
لمَّا أنلْ قطارًا يأخذُني إليها
كلُّ ما ورثتُه من الشعرِ
وساوسُ لؤلؤيةٌ
وحبرٌ طيِّعٌ سرعانَ ما يتمرَّد
بينما تملكينَ كلَّ شيء:
الخطى البارقةَ
والجسدَ المسوَّرَ بالفتنةِ والناس
والقلبَ الذي تقسِّمينَه على أفئدة الزمان
أنت تسبقينني دائمًا
ولطالما اخترتُ جنتَكِ السرابيةَ
وركضتُ خلفَ برقكِ الخاطف
ساعديني
أنا قبضةُ همٍّ تتلاشى في مهبِّ التقاويم
لا تكونِي مضافًا إليهِم
لا تنتمي إلى عُبَّادِ الظنِّ
اقتربي نحتفل بالآن
وننفذ في ثدي الحياة
كلانا غرابةٌ
والدهشةُ تطفئ الدهشةَ
لنْ ننحتَ أطفالاً
ولنْ نطوفَ حولَ الثأر
سنكونُ بعيدينَ
بعيدينَ
بعيدينَ
معَ سربٍ من الرائعين...
دمعةٌ إلى خدٍّ بعيد
مَن
يبدأُ بالحنينِ أولاً
أنا أمِ الأقدامُ الحائرةُ
كفزَّاعةِ طيورْ
أيارُ يدبُّ ثقيلاً
يوزِّعُ بريدَهُ الفارغَ
ويلوِّنُ بالتعبْ
ليسَ لي ولا لأحدٍ يشبهُني
ما تبقَّى في محبرةِ السعادةْ
السطورُ التي تُكتَبُ بتأملٍ ساحرٍ
تطيرُ إلى رجلِ المسافةِ الممكنةِ
ساعةَ أجلسُ مموَّهًا بالتبغِ الرديء
مسوَّرًا بصداقةِ الظنِّ الأحدبِ
أقصُّ على مدمنينَ تفاصيلَ حبيباتٍ
لم يكنَّ
ليسَ لي ولا لأحدٍ يشبهُني
لوحةُ الرقصِ
والعناقُ الواخزُ كبسمةِ الجدةِ الموشومةْ
قد
تعومُ في شمعِ الهاجسِ
عاريةً كجاريةِ السلطانِ
ولكنَّها لن تمزِّقَ جبروتَ القميص
سيظلُّ خدُّها – أبدًا – وطنًا
للقاءٍ يسخرُ منِّي
وستمرُّ على بطنِها شعلةٌ
تحرقُني – أنا الأعمى القديمْ –
وسيكبرُ الطفلُ، يصبحُ عاشقًا
بينما أضيعُ في غرفةٍ
يهربُ منها الأفق...
***
*** ***