صاحب "شمشاگهَتْ"[1]

 

ڤ. كاشين[2]

 

لا يوجد هندوسي واحد لا يحلم بالسير في دربه الأرضي ليصل إلى ضفة گنگا (الغانج) في مدينة ڤارانَسي الحَرام، حيث يحصل على الخلاص في هذه الحالة، وينعتق من دورة الولادات البالغ عددها 84 ألف ولادة في المستقبل.

عندما يموت الهندوسي، يوضَع رأسُه باتجاه الجنوب، حيث توجد حفرة في الخلف، ويصعد إله الموت إلى أعلى[3] على جاموس أسود برفقة كلبين شرسين لكلٍّ منهما أربعة عيون. وقرب الحفرة يوجد أمين سرٍّ (سكرتير) يُدعى جيتراغُپتا؛ وهو يقوم بحساب الأعمال الحسنة والسيئة للبشر، ويتلو سِيَر حياتهم. بعد ذلك، تتم عملية الحساب: فإن كانت النتيجة لصالح الإنسان، يتم إرسالُه إلى العوالم السماوية، وهناك تتمتع الأرواح الخيِّرة بالموسيقى والغناء الرخيم ومداعبات العذارى الحِسان ووفرة الرزِّ واللبن وشتى أنواع المأكولات؛ أما إنْ رجحت كفَّة الخطايا فإنَّ الكلاب تجر العاصي إلى الجحيم مباشرةً، وعلى ضفة نهر ڤيتارنا الدموي يقوم خدمٌ قساة بتعذيب الخطاة بالنار وبرماح حادة، وتمزِّقهم الوحوش بأسنانها وتلتهمهم الديدان، فيصرخ المعذَّبون بصوت عالٍ، حيث يتم تعذيبهم جوعًا وعطشًا، فيصيرون في منتهى النحول ويتلطَّخون بالقذارة والدم. هذا ما ترويه الكتب الهندوسية المقدَّسة: البهگڤدگيتا والراماينا والپورانا.

نهر الحياة/نهر الموت

من عادات الهندوس إحراق جثث موتاهم. وتجري عملية حرق جثمان المتوفَّى عند نهر أو بركة ماء أو أيِّ حوض مائي آخر. لكن هذه العملية تُعتبَر أكثر جلالاً عندما تتم على ضفة "الأم گنگا": النهر المقدَّس عند الهندوس؛ لذا تراهم مستعدين لجلب رماد أقربائهم إلى النهر من أماكن تبعد آلاف الكيلومترات.

يُعتبَر ملِك الجبال الثلجية هِماڤات أبَ النهر، وعذراء السماء مينَكا أمَّه. وفي قديم الزمان، بحسب رواية الميثولوجيا الهندية، كان النهر يجري عِبْرَ السماء ليغسل ضفاف الجنَّة. لكن في أحد الأيام، طلب منه حاكم مملكة الموتى الجبار بگهيرتا[4] الهبوط من السماء إلى الأرض ليغسل خطايا القتلى من الأسلاف حتى يُسمَح لهم بالصعود إلى الجنَّة، فاستجاب النهر لتوسلاته، ووجَّه مياهه إلى الأرض، وكان يمكن له، بلا شك، أن يدمِّر صلابة الأرض، لولا أنَّ الإله شيڤا حمل ثِقَلَ الماء المنهمر على رأسه، فتعثَّر النهر بشعره الطويل، وراح يجري في الأرض عبر سبعة مسايل، ثم تبع الآلهة والحكماء العُلويون والحكَّام الأرضيون والنسَّاك الزهَّاد النهر، فوصل الجميع معًا إلى المحيط. ومنذ ذلك الحين أصبح النهر يجري على الأرض.

مغارة گموكها في الهماليا حيث تنبع الأم گنگا.

ينبع النهر من جبال هماليا الكبرى، على ارتفاع يبلغ 4140 م فوق مستوى سطح البحر، من مغارة جبلية صغيرة تُدعى گموكها ("وجه البقرة") تقع على سفح جبل گنگوترا الجليدي، حيث يندفع النهر في صخب عبر الصخور الغرانيتية في تيارٍ كريستاليٍّ جبلي، حافرًا فيها شعابًا ضيقة. تفترق گنگا عن الهماليا بالقرب من مدينة هردڤارا، ويجري النهر العظيم، ذو اللون الرمادي الغامق، في استواء، ثم ينعطف في اتجاه الشرق ليصبَّ في خليج البنغال. وتصب فيه، في أثناء جريانه المستوي، روافد كثيرة، منها الكبيرة ومنها الصغيرة جدًّا، أهمها من جهة اليسار: رامگنگا وگُگرا وگندك وكوشي؛ ومن جهة اليمين: جمُنا وسون. ويبلغ طول گنگا 2510 كم، وهي تجري في أكثر الأماكن كثافةً بالسكان في الكرة الأرضية، ولها أهمية بالغة في حياة الناس. وحسبنا القول إنها تروي نصف سكان الهند وتُطعمهم، وهذا يساوي حوالى نصف مليار نسمة.

الأم گنگا نهرٌ طاهر في نظر الهندوس؛ فهو يرمز للنقاء والقداسة: إذ يُعدُّ الاغتسالُ في مياهه، أو النظر إليه، أو تكرار اسمه، كافيًا للتطهُّر من الذنوب والآثام كافة، بما يسمو بالإنسان في عيون الآلهة في الآن ذاته؛ وهو، كذلك، يطهِّر رماد الموتى، مما يسمح لهم ببلوغ الغبطة الأبدية. ويعتقد الهندوس أن گنگا تسكب مياهها في جميع الأنهار والجداول والسواقي مرَّة في السنة، وهي، بذلك، تكتسب قدسية گنگا.

مدينة مقدَّسة على نهر مقدَّس

توجد الكثير من الأماكن المقدَّسة على امتداد النهر العظيم، بدءًا من الهماليا وصولاً إلى جزيرة سَگر. وتُعتبَر مدينة ڤارانسي (بِنارَس، واسمها القديم كاشي، أي "المتألقة أبدًا بالنور الإلهي") أكثرها قدسية. إنها مدينة الـ1500 معبد. وتُعدُّ زيارة ڤارانسي من أعظم الأعمال عند الهندوس.

وبحسب اللنگاپورانا، فقد جرى جدال بين ثلاثة آلهة عُلويين من المَجْمَع الإلهي (الپانثيون) الهندوسي هم: برهما وڤشنو وشيڤا، في موقع المدينة، في زمنٍ ما. حدث ذلك عندما عجز برهما وڤشنو عن تحديد أيهما ولد أولاً. وفي أكثر لحظات هذه المماحكة حدة، انبثق عامودٌ ناريٌّ هائل الحجم، لا تُرى له بداية أو نهاية. عندئذٍ، لكي يعثر على نهايته، حوَّل ڤشنو نفسه إلى خنزير بري، وراح يحفر الأرض بأنيابه مدة ألف عام، وعلى الرغم من ذلك لم يبلغ أساس النار العظيمة؛ أما برهما فقد تحوَّل إلى بجعةٍ بيضاء، وطار إلى الأعلى ألف عام، بيد أنه، كذلك، لم يبلغ قمتها. وعندما التقى المتجادلون من جديد، شرح لهما شيڤا أنَّ عامود النار هذا غير قابل للقياس لأنه "قضيبه"[5]، أي رمز القوة الحيوية وقدرة الخلق الإلهية.

يَفِدُ الحجاجُ إلى ڤارانسي من أرجاء الهند كلِّها، ويتَّجه تيار البشر إلى النهر منذ الصباح الباكر. وتجد بين الحشد هناك مَن يرتدي ملابس أنيقة، كما يوجد كذلك نسَّاك يرتدون الخرق البالية؛ أما النساء فيرتدين الساري[6]، وترى الأولاد الخائفين يلتصقون بآبائهم. يجلب كل حاجٍّ معه شيئًا ما حتمًا، وهو عبارة عن سلَّة أزهار مضفورة من الصفصاف، و"صينية" عليها لوازم العبادة، وملاءة، إلخ. وتكون وجوه الجميع مشدودة بالمقدار نفسه: ففي هذه الساعة تتجه أنظارهم وأفكارهم إلى الآلهة والنهر.

الحجاج في ڤارانسي عند أحد الگهت (المدرجات الحجرية).

وإنِ استأجرتَ قاربًا وطُفْتَ به على امتداد ضفة النهر داخل المدينة ستكتشف صفوفًا من المدرَّجات الحجرية على امتداد عدة كيلومترات. هذه هي الگهت ghats الشهيرة التي ينزل الحجَّاج عليها إلى الماء. هناك يستسلمون للتأمل، ويمارسون التمارين الرياضية (اليوگا)، أو يسترخون، في بساطة، تحت المظلات التي تذكِّر بقبعات الفطر الكبيرة.

سادهو (ناسك "فقير") من أتباع شيڤا يؤدي تمرينًا من تمارين اليوگا وقد دهن جسمه بالرماد.

بالقرب من كلِّ گهت يوجد معبد، ومعظم المعابد مكرَّسة لعبادة شيڤا. وقد قدَّم المهاراجا ڤيجيانگرا الأموال كقربان لتشييد كدرگهت؛ وبنى حاكم أجميرا مگنديرگهت؛ أما لاليتاگهت، فقد شيَّده ملك النيپال؛ وأقام خبَّاز غني جَوكيگهت.

يزور الحجَّاج الگهت وفق ترتيبٍ محدد، ابتداءً من دشاشڤامدهاگهت والمعبد الأشهر في المدينة، معبد ڤشڤانتا المكرَّس لعبادة شيڤا، الذي أقامتْه حاكمة إمارة إِندور في العام 1776، حيث تسطع المسلَّة الذهبية للمعبد عندما تنعكس عليها أشعةُ الشمس فتُرى من بعيد.

معبد ڤشڤانتا الشهير في ڤارانسي.

ينزل الناس إلى النهر واحدًا تلو الآخر، لكنهم لا يبقون في الماء طويلاً بسبب برودة مياه گنگا التي يغتسل فيها الناس وهم في ملابسهم؛ وفي هذه الأثناء، يسلك كلُّ واحد منهم سلوكًا مختلفًا، فيعمد بعضهم إلى ترتيل الأدعية (منترا) همسًا، ويغرفون الماء ويرشُّونه في اتجاه الشمس المشرقة؛ ويملأ آخرون أكفَّهم بالماء في حذر، ثم يسكبونه من بين الإبهام والسبابة، الأمر الذي يرمز إلى التضرع إلى الإله؛ وبعضهم يبلِّل رأسه بالماء؛ وآخرون يضغطون على أنوفهم ويغطسون في الماء البارد في عزم؛ وغيرهم يأخذون حفنات من الماء فيتمضمضون به ثم يشربونه؛ ويكون كل شخص مشغولاً بنفسه، ولا يلاحظ المحيطين به. وكذلك يغسل الرجال والنساء البيَّاضات هنا.

الحجاج في ڤارانسي يستحمون في الأم گنگا مؤدين مناسكهم.

بين حشد البشر هناك الكثير من المرضى والعُرج والقُطع والعُمي والبُرص إلخ. وهم يأتون إلى هنا لا لكي يتطَّهروا من الذنوب فحسب، بل وللحصول على الشفاء من الأمراض والعاهات كلِّها.

فقط في شمشاگهت، لا يغتسل الناس، ولا يمارسون الپوجا[7]، لأنَّ الهندوس يحرقون الموتى من أقربائهم فيه، حيث يُعتَقون من حدود الزمان والمكان، ويتحدون مع الحقيقة الخالدة، متحرِّرين من دورة الولادة والموت في المدينة المقدَّسة الواقعة على النهر المقدَّس.

في گهت الموت

تنزل المدرَّجات الحجرية للگهت، المصقولة بسبب سير عشرات الألوف من الأقدام عليها عبر الزمن، والمسودَّة بطبقة من السخام وفحم الخشب، إلى الماء الرصاصي اللون في تعاقُب. وهنا يلقي أنبوب الصرف الصحي بنفايات المدينة في النهر، فتمتزج الرائحة الكريهة للنفايات العفنة مع رائحة التوابل والأغصان العطرية التي تفوح من البيوت المجاورة ومع تيار الهواء الساخن المندفع من النيران الجنائزية التي تُضرَم في الساحات الصغيرة بين المدرَّجات، حيث يتم إشعال النار في عدة أماكن معًا.

جثمان يحمله العتالون إلى الگهت.

حمل العتَّالون المتجهِّمون جثمان الميت الذي حان دورُه على نقَّالة من الخيزران. كان الميت مكفنًا بقماش أبيض سميك، ومربوطًا بحبال. وقد تمَّ جلب الجثمان من المدينة في مركبة خاصة لنقل الموتى، حيث وُضِعَتْ أعلى الكفن عدةُ أكاليل من حِزَم الزعفران.

جثمان يحف به الحطب على وشك أن يُحرَق عند شمشاگهت.

كان أقرباء الميت يمرون من تحت السقيفة المُقامة في إحدى الساحات، وبينما كانوا يتَّفقون مع دوم راجا حول أجر الفناء وثمن النار المقدَّسة التي سيتم إضرام النار الجنائزية بواسطتها، ظهر كبشٌ كثيف الصوف من تحت السقيفة. كان الكبش كبيرًا جدًّا، إلى درجة أنه يضاهي الياق[8] من حيث الحجم. وكان الحيوان يحرِّك رأسه المتوَّج بقرنين ثقيلين، والناس ينشقُّون لإفساح الطريق له في صمت. وبعد أن قضى الكبش على أكاليل الأزهار، الواحد تلو الآخر، ابتعد في وقار.

وأخيرًا تمَّت معالجة المسائل كلِّها، فرُشَّ الجثمان بماء النهر، وسُكِبَ عليه السَّمْن (گهي)، وأشعل أحد مساعدي دوم راجا النار مستخدمًا حزمة من القش، حيث راحت حبَّات جوز الهند تتطاير في النار. وبينما كان لهيب النار لا يزال مستعرًا، بدأ الأقارب يغادرون مكان حرق الجثمان؛ وما إن اختفى آخرهم خلف المنعطف حتى انقضَّت زمرةٌ من الطائشين على النار لالتقاط حبات جوز الهند الشهيَّة من بين ألسنة النار، مستخدمين العيدان في مهارة، فكسَّروها على الدَّرج، وراحوا يأكلون اللبَّ في تلذذ.

أجهزت النار على أحد الجثامين، فيما جثمان آخر ينتظر دوره يُعِده أحد مساعدي دوم راجا للمحرقة.

وجرت، كذلك، منذ مدة قريبة عملية حرق جثمان. وكان العجائز المحلِّيون ينزلون الدرج غير عابئين بكلِّ ما يجري، وبدءوا بخلع ملابسهم المبتلَّة ووضعها على الحجارة. ولمدة ساعة كاملة تقريبًا، كان عمَّال دوم راجا يرمون نفايات المبنى الكئيب في النهر متسلِّحين بعصي طويلة. كانوا يرمون الفحم الملتهب وعظام الميت المحترقة إلى الماء فتغوص إلى القاع في نشيش[9]. وفي اليوم التالي، يأتي الناس إلى المكان نفسه مرة أخرى، ويفتِّشون الدرج بانتباه؛ فإن حالف الحظُّ أحدَهم فقد يعثر على قطعة من الذهب أو الفضة؛ لكن أحدًا منهم لن يلتقط الأقراط النسائية، مهما عظم إغراءُ الثروة!

هكذا تجري الأمور هنا، وهكذا كانت منذ مئة عام، بل مائتي عام. وإنْ حدَّق المرءُ طويلاً إلى الگهت فإنه يبدأ بالاختفاء في الضباب... وإذ لا وجود للملوك والبرهمنا (البراهمة) والشودرا[10]؛ ولا وجود للأغنياء والفقراء، أو للهرمين والشباب، أو للأخيار والأشرار؛ بل حتى الحدود الفاصلة بين عالمَي الأحياء والأموات تزول تدريجيًّا، وتضيع الملامح الواضحة لعقارات دوم راجا.

"عملي سجني"!

يبدو صاحب شمشاگهت في حوالى الأربعين من العمر، واسمه رانجيت جُوودهري. إنه يمضي سحابة وقته في الگهت، وينام ثلاث ساعات في اليوم، كما يقول. يساعده في عمله 45 مستخدمًا، وهم يحرقون 200-220 جثمانًا كل يوم.

دوم راجا شخص ثري، ويعيش في منزلٍ خاص له درج من الرخام، فيه نمور من الجص، ويقع على ضفة النهر. وفيما عدا ثمن الحطب، فهو لا يطلب مالاً مقابل عمله لأن إحراق الموتى يُعَدُّ الدهرما dharma الخاص به، أي "واجبه الديني". إلا أنَّ الناس، على الرغم من ذلك، يقدِّمون له مكافآت مالية. وعند نار الجنازة لا يقدِّم الناس مبالغ طائلة فحسب، بل يتخلُّون، عن طيب خاطر، عن سندات الأمانة التي تخصُّهم، وكذلك عن قِطَع من الأرض. فعلى سبيل المثال، أهدى أحدهم، منذ فترة وجيزة، دوم راجا سيارة "جيپ" جديدة؛ وأعطى تاجر ميسور الحال لحارس الگهت حفنةً من قطع الماس الكبيرة الحجم؛ ويُشاع أنَّ دخل دوم راجا السنوي يزيد عن مليون روپية.

تروي الأساطير أنَّ الـ"دومي"[11] كانوا، في زمنٍ ما، ينتمون إلى طائفة البراهمة العُلويين، إلا أنهم استجلبوا غضب الآلهة على أنفسهم. يكمن جوهر الأمر في أنه بعد موت ساتي، حليلة شيڤا، قطَّع ڤشنو جسمها إلى 108 أجزاء، وألقى بها إلى الأرض؛ وفي المكان الذي يوجد فيه الآن شمشاگهت سقط أحد قرطَي ساتي، فالتقطه أحد الدومي وخبَّأه عن أعين الفضوليين، فعلم شيڤا بهذا الأمر، وقرَّر معاقبة الدومي، فأعلنهم أنجاسًا[12]، ينحصر واجبهم في إحراق الموتى. فيما بعد، هدأ قاطن السماء الرهيب قليلاً، فأعطى للدومي الگهت والنار المقدَّسة التي تحرِّر البشر من دورة الولادات. يحفظ الدومي هذه النار كحدقات أعينهم، ويحافظون على وقيدها منذ آلاف السنين، بيد أنهم يظلون "منبوذين" في عيون أبناء الطوائف الهندوسية، عرضةً للتمييز discrimination، فلا يُسمَح لهم بدخول المعابد أو بيوت الهندوس من الطبقات العليا، أو الجلوس في حضرتهم، أو الشرب من مصدر ماء عمومي. ويذكر رانجيت جيدًا كيف كان والده كيلاش جوودهري يتجول في شوارع المدينة حاملاً جرسًا ذهبيًّا لتحذير المارَّة من ملامسته!

إن أكثر ما يتمنَّاه رانجيت هو أن يحرِّروه من واجباته، ولو لفترة قصيرة. لديه 18 بزَّة جديدة، لكنه لا يستطيع الذهاب إلى أيِّ مكان في المدينة، وذلك لأن أحدًا لن يخالطه قرب المنازل. يقول رانجيت: «عملي سجني! هذا هو قدري! فما الذي يمكن لي فعله؟ لنفترض أنني أرغب في فتح متجر، فمن سيأتي إلى متجري ويشتري من دوم؟!» ويقول رانجيت إنه شخصيًّا لا يخاف الموت، فقد اعتاد عليه، بل إنه حتى في نومه يحلم بالجثث!

الأم گنگا، نهر الهند الخالد، عند مغيب الشمس.

*** *** ***

الترجمة عن الروسية: هڤال يوسف


[1] نُشِرَ المقال في مجلة آسيا وأفريقيا اليوم التي تصدر عن أكاديمية العلوم الروسية، العدد 6، 2004.

[2] مستشرق، عضو أكاديمية العلوم الروسية في موسكو، مرشَّح للدكتوراه في العلوم التاريخية.

[3] أي أنه يصعد من القدمين إلى الرأس. (المترجم)

[4] يقابله عند الإغريق پلوتون: رب العالم السفلي ومملكة الموتى Hadès التي تقع في أعمق أعماق الجحيم. (المترجم)

[5] بالسنسكريتية: lingam، وهو رمز هندوسي يشير إلى مبدأ خصوبة شيڤا على شكل عامود حجري يمثِّل العضو التناسلي الذكري. (المترجم)

[6] ساري: قطعة قماش طولها حوالى 59 م، توضع على الرأس أو الكتف، وتُلف على الجسم؛ يُعتبَر الزي التقليدي للنساء في الهند. (المترجم)

[7] بالسنسكريتية: pūja، هو طقس العبادة الذي تقدَّم فيه الزهور والفاكهة للنهر قرابين. (المترجم)

[8] الياق yak: الثور التيبتي. (المترجم)

[9] النشيش: صوت انطفاء النار في الماء. (المترجم)

[10] برهمنا: مفردها برهمني brahmin، وهو رجل الدين الذي ينتسب إلى أعلى فئة في المجتمع، فئة الكهنة، بحسب نظام الطبقات الهندوسي. أما الشودرا shūdra فهي طبقة الفلاحين والمنتمين، وهي الطبقة الرابعة والأدنى في هذا النظام؛ يليهم "المنبوذون" الذين لا يُعتبرون طبقة. (المترجم)

[11] دومي: مفردها "دوم" dom، أعضاء الطائفة التي تمارس عملية حرق الموتى cremation.

[12] حرفيًّا: الذين يُحرَّم لمسُهم. (المترجم)

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود