|
متطوِّعون
ألمان من "أصدقاء
تربية رودولف شتاينر" يعملون
مع ذوي الحاجات الخاصة لتخطِّي آثار الحرب و.ق. ثمانية
متطوعين من جمعية "أصدقاء تربية رودولف
شتاينر" [التقوا] صباح [08/11/2006] وزيرَ
التربية والتعليم العالي [...] لعرض ملخَّص عن
عملهم في لبنان الذي [انتهى] في 18 [تشرين
الثاني] عندما [غادر] الوفد لبنان. والجمعية
ألمانية المنشأ، تأسست في العام 1976 بهدف
العمل مع الأولاد الذين يمرون بأزمات نتيجة
الأعمال الحربية بغية التخفيف من تأثيراتها
السلبية على تفكيرهم وسلوكهم. تدعم المنظمة مشاريع
الطفولة المبكرة، وتدريب المربين، ومساعدة
المدارس، بالارتكاز على مبادئ "أنثروپوصوفيا"
Anthroposophy
[النمساوي] رودولف شتاينر[1]
التي تعتمد النظرة الشمولية استنادًا إلى
التطور المرحلي للطفل. وهي تدير بصفة رسمية
العلاقاتِ بين المدارس والمراكز المنتشرة
حول العالم بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
وهناك في العالم حاليًّا أكثر من ألف مدرسة
أنثروپوصوفية و1800 حضانة للأطفال وعدد كبير من
المراكز التربوية–العلاجية لذوي الحاجات
الخاصة، بما فيها مراكز التدخل الاجتماعي
والمهني وتدريب المربين. وتتعاون المنظمة في لبنان
مع جمعية "فيستا" التي تترأسها الدكتورة
فالي مرهج، وخصوصًا مع فرع "مدرسة شتاينر"
في جل الديب بإدارة ريم معوض. وقد بدأت
المنظمة عملها اللبناني في شهر آب [2006] عندما
ساعدت مجموعةً من تلامذة جمعية "فيستا"
من ذوي الحاجات الخاصة في أثناء وجودهم في
مدينة شتوتغارت الألمانية بدعوة من منظمة
اليونسكو، وذلك نتيجة عدم قدرتهم على السفر
إلى بيروت بسبب الحرب وإغلاق المطار، فمدتْ
إليهم يد المساعدة وأجرت الاتصالاتِ
اللازمةَ لتمكينهم من العودة إلى مطار دمشق،
ومنه برًّا إلى لبنان. وقد رافقهم لتأمين
سلامتهم كلٌّ من برنارد روف والدكتور كوفن. رئيسة
الوفد بربارة شيلر وعضو الوفد برنارد روف
ورئيسة جمعية "فيستا" د. فالي مرهج. (ت: وسام موسى) لاحقًا، لبَّتْ المنظمةُ
دعوةَ جمعية "فيستا"، فحَضَرَ وفدٌ
منها، وبدأ أعضاؤه العمل انطلاقًا من ضاحية
بيروت الجنوبية، فقدموا العون والمساعدة
لعدد من الأولاد في بعض مدارس الضاحية و"المركز
الوطني للرعاية الاجتماعية" و"مدرسة
شتاينر" في جل الديب. وقد تحدثتْ رئيسةُ الوفد
بربارة شيلر إلى النهار عن برنامج عمل
المنظمة مع الأطفال الذي تُستعمَل فيه فلسفةُ
شتاينر التي تعتمد على استخدام الفنون،
كالرسم والنحت والتلوين والشعر والتعبير
الجسدي، بهدف تنمية النفس وصقلها والتخفيف
من تأثير الأزمات والحروب التي تسبب جمود روح
الطفل وعدم الانتظام في إيقاع حركته. وهذه
الطريقة تستخدم الفن والإيقاع لتحريك جسم
الطفل كي يصبح لديه تناغم روحي–جسمي، مما
يخلق عنده ارتياحًا نفسيًّا يجعله يتخطَّى
المرحلة التي يعاني منها. وقد أبدت شيلر
ارتياحها إلى العمل مع أولاد لبنان الذين "بدا
الفرح في عيونهم"، واعتبرت أن [...]
الأولاد في حاجة إلى هذا النوع من التربية
الذي يعمل على النفس والإحساس، لا على الذهن
فحسب. وكذلك الأساتذة والمربون الذين يعيشون
تحت وطأة الضغوط اليومية؛ إذ يساعدهم هذا
العمل على تجاوز تلك الضغوط. مجسَّم
المركز الجديد للأولاد ذوي الحاجات الخاصة
الذي تعمل جمعية "فيستا" على تأسيسه في
بلدة الديشونية–المنصورية. أما مديرة "مدرسة شتاينر"
في لبنان ريم معوض، فتحدثت عن بناء مركز علاجي
لذوي الحاجات الخاصة، وتمنَّتْ على المعنيين
وعلى الإعلام إعطاء حيِّز من الاهتمام لهذا
الموضوع الحيوي الهام. ***
*** *** عن
النهار، الأربعاء 8 تشرين الثاني 2006 [1]
رودولف شتاينر Rudolf Steiner
(كراليفتش، كرواتيا، 1861 – بازل، سويسرا،
1925) هو مؤسِّس الأنثروپوصوفيا ("الحكمة
الإنسانية"). درس العلوم الطبيعية في
جامعة فيينا، ثم توفر سنوات طويلة (1889-1897)
على دراسة كتابات غوته العلمية، معتمدًا في
ذلك طبعة فايمار. عمل منذ العام 1897 محررًا
مساعدًا في صحيفة أدبية، ثم اشتغل مدة
قصيرة في تعليم العمال، حتى انتُخِبَ
أمينًا عامًّا للشعبة الألمانية للجمعية
الثيوصوفية. وفي العام 1912، انفصل عنها
ليؤسس الجمعية الأنثروپوصوفية Anthroposophical
Society، ومقرها في دروناخ (سويسرا)،
حيث بُنِيَ في العام 1913 ما عُرِفَ لاحقًا
باسم "هيكل غوته" Goetheanum
باعتماد مبادئ شتاينر في العمارة. أراد
شتاينر للأنثروپوصوفيا أن تكون نظريةً
شاملة، تضم، إلى العلوم الروحية التي
استقاها من التأليف الذي نهض له بين مدارس
الأسرار القديمة (مصرية، إغريقية، بوذية،
إلخ) وبين الغنوص (العرفان) المسيحي،
تطبيقاتٍ عمليةً في مجالات معرفية عديدة،
منها الطب والزراعة والفنون (عمارة، نحت،
موسيقى، رقص، إلخ) والتربية. وتقوم "تربيته"
على مبدأ أساسي مُفاده أن على البُعد
الروحي في الإنسان أن يُنمَّى حتى يبلغ
إدراكَ البُعد الروحي للوجود الكلِّي.
والعالم، في نظره، مكوَّن من مراتب من
الفيوض المادية والعقلية والروحية؛
والتطور هو التجسد المتدرج للروح في
المادة، ثم عودتها من جديد إلى عالم الروح
بعد استنفادها الخبرة المكتسبة من عالم
المادة. ويتمثل دور المسيح في هذا المخطط
الكوني في مساعدة البشر على التحرر من
عماهم الروحي وعلى تفتيح ملَكاتهم الروحية
الكامنة. أثَّرتْ مؤلفاتُ شتاينر في عدد من
الكتاب والفنانين (منهم كاندينسكي في "رؤياه").
لكن تأثيره الحاسم تواصَل عِبْرَ "مدارسه"
في مختلف البلدان، التي تشدد على تنمية الإبداع
كوسيلة إلى تطوير الإدراك الروحي، ولاسيما
في تعليم غير المتكيفين وذوي الحاجات
الخاصة. من كتبه الهامة علم الغيب
وسلسلة محاضراته في فلسفة الحرية (1894). (المحرِّر)
|
|
|