|
هل
أنا هذا الوطن؟ تلوكني الشكوك من عيون
عابرة: هل هجرت الشعر؟ هل خذلت المتعبين في
بحار بات يعلوها الصدأ؟ هل تبوأت السهولة كالذين
نسوا دفاترهم على الباب الخطأ؟ يجتاحني الفحيح: من أنا؟ وما هذا الذي ينهار فيَّ؟ ... ...! ... ... ... ...! يا مَن بحاضره انتهى نزقًا
تماهى في شرايين الورق! هل تخطَّتْك المدائن واشتفى
منك الغبارْ؟ هل أردتَ النفي مختارًا إلى
جزر الكآبة؟ ثم... ثم أسدلتَ الستارْ؟ * صحوت من صحوي تأمَّلتُ الوجوه وكسرة
العشق الوحيدةْ يا صديقي... يبرأ الصعلوك من دمه ولا
ينسى القصيدةْ! يا صديقي... أرسلت قبطان الحوادث
للشواطئ كي
يدلَّ على أمان الذائقةْ جعلت من حزني القوارب وجراحي
نجمة الصبح وهمس
العاشقةْ! يا صديقي... جئت للسيَّاب عند الفجر بين حروفه الحيرى جلست رجوت زادًا من عراق لا يموت ندمتُ هزَّني ما فات من شططي تُبْتُ من نزق الخليقة اكتحلت بوجه غزة... شُدَّني للعشق أكثر يا صديقي... ليتني ما عدت من شجني التقيت ألف صوفي وشاعرْ استقمتُ فأعيتْني
الدوائرْ * علَّقتْني من ضفائرها
الغواني انتظرتُ موعد
القصص البهية دون
جدوى فتَّشت ذاكرتي: لم أجد نصًّا يفيد بأن
إرث الشعر يُحفَظ في
حقيبة غانية * الآن تنسحب البكورة في
دفاتر لا تطيرْ الآن يمسي الهاجس البدوي
ملعونًا وممنوعًا
من النَّفَس الأخيرْ الآن ينذهل اندحاري من
قناعات الكتابة من
وجوه تحمل الضدَّين في لغة وتمضي من
شوارع من
أصابع لم
تعد تهوى سوى لمس
الحريرْ * يا صديقي... ها أنا وحدي أغادر انتمائي
للزمانْ صمتك الفضي يغمرني ويسلبني
من اللغة المكانْ ها أنا وحدي... الدقائق لم تعد تجري الملامح فجَّة كتراب
صحراء تمزَّق سَمْتُها وحدي هناك... هنا... لا فرق! أشرقت فيَّ القصيدةْ عطشًا تراغيلَ عتابا
الأقحوان استيقظت فيَّ التفاعيل
الرتيبةْ نهر
شوق أصبحت زيتونًا وأرضًا
لا تسافرْ أصبحت لوزًا أصبحت طفلاً يخربش
في براءته ويسأل حين
تخنقه المقابرْ: هل
أنا هذا الوطن؟! هل أنا هذا الوطن؟! ***
*** *** *
شاعر من فلسطين.
|
|
|