|
أجزاء 2 11 قشرة
داخل قشرة داخل قشرة، داخل...
داخل... ثم
لا شيء. * هذي
الزنبقة الزرقاء حاملة
أريج تكرار الفصول – من
أين أشرقت؟ * في
بال كلِّ فراشات الأرض زنبقة
زرقاء ضاحكة نبتت
من قلب اللاشيء. 12 تحبس
البحر في زجاجة، تحملها، فيهرب
الأزرق إلى أفق أراه
لا كما تراه أنت. * وحده
المالح يبقى نكهة لماء كان بحرًا. * وأنت
القطرة الحائرة، الدائرة هنا وهناك، لاعبًا
هنا وهناك، دامع
الشوق إلى... ولا
تدري! تحبس
البحر في زجاجة، واهمًا
أنك قد وصلت! 13 ...
وما تبقَّى سأهديه
للعصافير. * طاقة
لحياة متناغمة مع إيقاع
الكون تحملها
حبوب أرز غير مقشور أختار
منها الأنقى ولا
أقابلها، ولو بكلمة شكر. * والفائض،
وما ضُرِبَ بنقاط سوداء فلعصافير
صديقتي – وهي
كذلك لن تشكر. * نتبادل
ما يجعلنا نستمر في
ظلِّ خير توأمه
شر. 14 للأماكن
مفاتيح وللبيوت، أما
الدروب... * على
رنين مفتاح يخترق سكونك، تستفيق ليستقرَّ
في يدك اليسرى، وتسمع
نداء درب لن
تتجاهله، لن
تستطيع. * وتعرف
أن أول خطوة لا تختصر
الطريق، وأنك
كثيرًا ستتعثَّر، وكثيرًا
ستستمر، ومثل
الأطفال ستدرك أن
لكلِّ درب مجذافها. 15 كُثُر
نحن، وبعض
من خلايا الكون. * إلى
حقل وعي شاسع أتينا، يرويه
نهر واحد بأسماء عديدة، ينساب
فوق كلِّ مساحات ما
يحمل الفضاء. * آلاف
المرات جئنا، وعرفنا
السطحي والأساسي، ومن
قلب الصمت أدركنا أنهما
واحد. * كُثُر
نحن – إلا
أننا واحد متوغِّل في
النماء. 16 في
البدء ماج الصوت مهيئًا
للنغم أجنحته، فكانت
الموسيقى ابنة الكواكب، وجاءت
مسافاتُها السبع توائم
لألوان قوس قزح. * تشرق
ترددات الـ"دو" بلونها
الأحمر، والـ"سي"
بلون صدى البنفسج الفاتح، ومن
البنفسجي عائدًا إلى الأحمر يفاجئك
أزرقُ نغمات الـ"سول" وأصفر
الـ"مي" وبرتقالي
الـ"ري". * أمّا
الـ"فا" فلونها أخضر بلون مقام
القلب – والكلُّ
في دوران ينتهي ليبدأ من
جديد... * ترقص
الدراويش، ونقطة
الانطلاق واحدة. 18 الغافل
غافل عن التوازن، يتكلَّم
عن عدل بلا ظلم عن
خير بلا شر عن
محبة بلا بغض رافضًا
وجه الوجود الآخر. * يحاكم
ويدين ناسيًا
أن لا يدين كي
لا يُدان. * ومَن
تفتَّح قلبُه يشاهد
المسرحيةَ حدثًا، ويلعب،
فاتحًا قلبه لأنشودة الحياة
المتكاملة. 20 من
مصر، من غرب الأقصر من
معبد أوكيرون، جدار
يحمل رسمًا لزهرة الحياة. * تسع
عشرة دائرة في عناق راقص رقصة
الروح الجامعة الكلَّ في قالب
زهرة: روح
الأرض – فلجسد
الأرض روح كما
لأجسادنا. * على
جدار مصري قديم زهرة
تختصر رقصة الوجود الواحدة. هي
ذاتها، من أصغر خلية، من
أصغر ذرة، إلى
كلِّ الكون الشاسع الشاسع: الرقصة
نفسها تبثُّها
زهرة الحياة. 21 فجرًا،
وأزرق الليل يذوب داخل
هواء بارد سينقلب
دافئًا مع نشيد الشمس، قلتُ:
لأنني ساحرة كياسمين المساء لن
أنساه. * مساءً،
وأزرق الليل غامق يهيِّئ
لشتاء في ليلة صيف، تسلَّل
صوتُك كضيعة غريبة لا
تذكر حتى صوتي. * ...وكم
وددت لو أن صوتك لا
يحمل روحك، لو
أن روحك لا تناديني، لا
تناشدني أن أحملها إليك لتتعارفا. 22 ذات
زمن جئتُ غجرية، لا
وطن لي لأحبَّه وأخاف عليه. * في
الليل وطني السماء والكواكب
والقمر – وكانت
تنبئني، وفي
النهار وطني الأرض والأشجار
والأنهار – وكانت
تحبني. * وأحببت
أنا. أحببت
النهار وزهرة الصباح، وأحببت
الليل وزهرة المساء، وأحببت
رجلاً عيناه مفتاحان، علَّمني
أننا واحد – أنا
وهو وكلُّ ما تبقَّى من
الأرض والسماء. ***
|
|
|