ظبيٌ
دَنَا
ثناء
درويش
هو
الله العليِّ
يا
نور كلِّ شيء وهُداه ومبدأه ومنتهاه
ظبيٌ
دنا
لــم أهْـــوَ
إلاهُ
|
ظبـيٌ
دنـا مـنِّـي
|
حـلـوٌ محـيَّــاهُ
|
يميـس
كالغـصـنِ
|
كـلُّ الورى تـاهوا
|
باللَّحْـظِ
والجـفـنِ
|
اللهُ أعـطــــاهُ
|
وزهـوةَ
الحُســنِ
|
وقـبِّـلـي فــاهُ
|
قال
الهـوى غنِّـي
|
ويـحـيـي قتـلاهُ
|
رضـابُـه
يُـفنـي
|
والقـلـبُ نــاداهُ
|
ثـمَّ
نـأى عنِّــي
|
تـلـهـو بِـيَ
الآهُ
|
وحدي
مـع الحـزنِ
|
مـا كـنـتُ لـولاهُ
|
أمــا
درى أنِّــي
|
إن عـزَّ
مَـلْـقـاهُ
|
يـا
خيـبة الظـنِّ
|
مـن وجدي ويـلاهُ
|
أهـواه
لكـنِّــي
|
نشوة
لمَّـا سَــنا
الحُسْـنِ بـدا
|
غـنَّـى
الفــؤادُ وغـرَّدا
|
مَـن بالجَّـمـالِ
تـفـرَّدا
|
وتـــلألأتْ
أنـــوارُه
|
إلا كـنجـمٍ فـي
مــدى
|
ما
حُسْـنُ يوسُـفَ عنـده
|
أمشـي علـى غيرِ
هُـدى
|
أمضـيتُ
عمـري قبـلـه
|
راحـتْ أمـانـيـه
سُـدى
|
وكُـلُّ
يـومٍ مــرَّ بــي
|
فـكـان لـيَ أن
أســعدا
|
حـتَّـى
أطـلَّتْ شـمسُـه
|
وجعلـتُ قلبـي
معـبـدا
|
أوقـدتُ
روحـي شـمعةًًً
|
بِمَـن لـه النفـسُ
فـدى
|
وقـلـت
أهـلاً مرحـبًا
|
ودُمْ عـزيـزًا
ســيِّـدا
|
أُحـكُـمْ
فحكـمكَ نـافِذٌ
|
من
أنت؟
من
أنت؟ – قُلْ لي
من
تكون؟
ومن
أنا؟
إذا
تلاشى رسمُنا
ومضتْ
سريعًا للفنا
أسماؤنا،
وطباعنا، وميولنا
ماذا
سيبقى من تفاصيل الهويَّة
غير
ظلال عابرةْ
وبقايا
وَهْمٍ في ثنايا الذاكرةْ
تقول
كنَّا هاهنا
*
أنت
أنا، يا صاحبي
وكلانا
من روح الأحدْ!
حجبتْني
عنك يا أخي
لغةُ
التعدد والجسدْ
فظننتُ
أنَّا في اختلافِ
لما
امتنعتَ عن الطوافِ
خلف
الحقيقة في جَلَدْ
وتركتَ
قلبك ثمَّ عقلك في اغتراب
جاران
لا يتزاوران
أو
يتواصلان محبةً
كلٌّ
تناءى وابتعدْ
*
اخلع
نقابك والأماني
وادخل
لِذاتكَ كي تراني
واقرأ
على روحي السَّلامَ
تقر
عينُك في الجِّنانِ
شهرزاد
حدِّثينا،
شهرزاد
قبل
أن تبدوَ في الأفق تباشيرُ الصباحْ
يعلن
الصمتُ عن السرِّ المباحْ
حدِّثينا،
حدِّثينا، فأنتِ
مُذْ
جعلتِ
الحبَّ
دفقًا في الدماءْ
وتلاشٍ...
وغيابًا... وفناءْ
صار
للروح جناحْ
*
أنت،
يا قدِّيسة بيضاء، يا زهرَ الخزامى
افتحي
الحانَ ونادي على الندامى
وأديري
الكأس تترى
أيقظي
مَن كان ناما
ودعينا
نرشف
الخمرةَ طُهرًا
تهدي
للنفس السَّلاما
تنتشي
الروح... غراما
*
حدِّثينا...
ألف ليلة... ثمَّ ليلة
وافتحي
من كلِّ بابٍ... ألف بابْ
زلزلي
عرشَ الأماني اللاهثاتِ
خلف
أشلاء السرابْ
وانثري
في الصمت أصداءَ السؤال
باقيًا
دون جوابْ
ثمَّ،
في لهفة أمٍّ، هَدْهِدي عذْبَ العَذابْ
*
حدِّثينا،
شهرزاد
ليس
للبوح نهايةْ
كلُّ
يومٍ، تزهو في القلب حكايةْ
ثمَّ
بعد الألْف... للروح بدايةْ
*
حدِّثينا،
وانعشينا
نحن
جئناك خطاةً، آثمينا
فاغسلي
عنَّا الخطايا، وارحمينا
وإذا
شئتِ ارجمينا، والعنينا
إنما
الأبدالَ أصواتُ الإلهْ
ليس
تخلو الأرضُ منهم
صمتُهم
نَبْضُ الشِّفاهْ
يُبدل
الشكَّ يقينا
*
شهرزادُ،
الليل ولَّى
وضِيا
الصُّبح تجلَّى
وحديثُ
الحبِّ باقٍ
من
سُلاف الخمر أحلى
فاجمعي
بعض شتاتي
علَّني
أُرْحَم علَّ
قلب
رهيـنُ جـوانحـي
تَـعِـبُ
|
أنا
لـي فـي الهـوى قـلـبُ
|
ودمـعُ العـيـنِ
مـنسـكـبُ
|
قـريـحُ
الجَّـفـنِ مُسـهَـدُهُ
|
كـثيـرُ اللـجِّ
مـضـطـربُ
|
سـقيـمُ
الجسـمِ مـحـمـومٌ
|
بهـا الأحشـاءُ
تـلـتـهـبُ
|
كـلَـفْـحِ
الـنَّـارِ زفـرتُـه
|
وأنَّـتُـهُ
لـهـــا لَـجَـبُ
|
وكـالإعـصـارِ
خَفْـقَـتُـهُ
|
وأزجـرهُ
فـيـنـتـحـبُ
|
أعـنِّـفـه
يـعــانـدنـي
|
بـأوَّلِ عـمـرهِ
يـحـبـو
|
أداريـه
كـمـا الطِّـفــلُ
|
ولا بـاللِّـيـنِ
يـنـجـذبُ
|
فلا
التَّـعـنيـفُ يـردعُـهُ
|
أهـكـذا يـفـعـلُ
الحـبُّ
|
أسـيـرُ
الحـبِّ يا قلـبـي
|
أمـورُك كـلُّـها
عـجـبُ
|
غريـبُ
الحـالِ والشَّــانِ
|
علـى الأعقـابِ
تنـقـلـبُ
|
تُعـاهدنـي
بـأن تـنسـى
|
إلـى لقـيـاهُـمُ
تصـبـو
|
وكـم
تهـفـو إلى وَصْـلٍ
|
تـنـادي أحـبَّـةً
ذهَـبـوا
|
تـنـاجـي
طـيـفَ آمـالٍ
|
تمـهَّـلْ قد سَـرى
الرَّكْـبُ
|
يجـيء
الـردُّ كالسَّـيـفِ
|
حَـذارِ مـا الهـوى
لَـعِبُ
|
نـصـحتُك
بـادئَ الأمـرِ
|
ودونـه منـهـجٌ
صـعْـبُ
|
ودربُ
الحــبِّ أشــواكٌ
|
وخضْـتَ المـوجَ لم
تكْـبُ
|
ركبـتَ
غمـارَ لُـجَّـتِـهِ
|
"ذريـنـي ليس لـي
ذنـبُ
|
وقلـتَ
وقولُـك الفصْـلُ:
|
ولا يـروي الظَّـما
عَـتَـبُ
|
وكُـفِّي
اللـومُ لا يشـفـي
|
وعنـدي المنـهـلُ
العـذبُ
|
أأشــربُ
من كــدوراتٍ
|
وعنـدي التِّـبْـرُ
والذهـبُ
|
أأرضـى
العـارضَ البـالي
|
قد اخـتـارتْـنـيَ
الـدَّربُ
|
ومـا
اختـرتُ أنـا الدربَ
|
فهُـمُ لـي في
الهـوى نَسَبُ"
|
بـلا
لـقـبٍ ولا نـسـبٍ
|
ذَهَبَ
العمر
بـيـن لـيت
ولـعـلَّ
|
ذَهَـبَ
العـمرُ وولَّـى
|
بنـا راحـتْ
تتسـلَّـى
|
وأمــانٍ
كـاذبــاتٍ
|
وحَسِـبْنـا
الجـزءَ كُلاَّ
|
كـم
عَدَوْنـا خلف وَهْمٍ
|
كـم تغـنَّـينـا
بليلـى
|
كم
تبعنـا خَطْـوَ حُـلْمٍ
|
غيَّـبتْ حسـًّا
وعـقـلا
|
كـم
شربنـا صَفْوَ كأسٍ
|
بِتْنـا صـرعى منه
قتلى
|
كم
رمـانا الحـبُّ سهمًا
|
شتَّـتتْ جمعـًا
وشـملا
|
كـم
أمِـنَّـا لـحـياةٍ
|
بـدَّلـتْ
بـالـعِـزِّ ذُلاَّ
|
أوحشـتْ
من بعد أنـسٍ
|
***
|
وظــلالٌ لـيــس
إلاَّ
|
عمرُنـا
محـضُ خيـالٍ
|
وَكِـلِ الأمـرَ
لمـولـى
|
فـاتـركِ
الآمال تغـفـو
|
بـالنـفـوس اللهُ
أوْلـى
|
واصبرِ
الصَّـبرَ الجمـيلَ
|
باقيـًا هيهـات
يبـلـى
|
وتـخـيَّــرْ
لـكَ زادًا
|
من سُلاف الخمر
أحلـى
|
خيـرَ
زادٍ هو تـقـوى
|
وهمـومُ القلـب
تُجلـى
|
بـه
تلقـى كـلَّ سـعدٍ
|
ربمـا تحـرز
وَصْـلا
|
وامضِ
في درب الصُّـعودِ
|
لسَـنـاه الكونُ
صلَّـى
|
وتـرى
الحـقَّ عيـانـًا
|
"أنا
الحق..."
قال فرعون: أنا ربُّكُمُ
الأعلى!
وقال الحلاج: أنا الحق!
وشتَّان ما بين القولين، مع
أنهما باللفظ واحد
إنه كالفرق بين النفي
والإثبات
وكالفرق بين الكفر والإيمان
ذلك أن قول فرعون من زور
وقول الحلاج من نور
قالها فرعون لمَّا طغى
وبغى، واستكبر وعلا
لمَّا امتلك من القوَّة
المادية ما ظنَّ أنه وحده القاهر القادر
فظلم نفسه بوضعها في مقام
الربوبية
وقالها الحلاج لمَّا أحسَّ
بعظمة الساكن فيه
لمَّا توحَّد مع الله،
فانتفتِ الغيرية
حيث هو موجود، والباقي عدم
حيث هو حقيقي، وكلُّ ما عداه
خيال
فيا مَن تعلَّقتم بأذيال
الكلمة، وجرَّدتموها من محتواها
ويا مَن قتلتم الحلاج،
وساويتموه بفرعون
حين قََصُر فهمُكم أن يصلَ
لفكرة التوحيد
عاديتُمْ كلَّ ما جهلتموه
وكفَّرتم كلَّ مالا يناسب
تقليدكم وإرثكم
وساويتم بين الموحِّد
والملحد
أجلسْتُمُ الشياطينَ
مجالسَ الأولياء
وأنزلتُمُ الأولياءَ عن
مقاماتهم
تُرى غدًا، لمَّا على
ربِّكم تُعرَضون
ويُكشَف عنكم الغطاءُ
فتبصرون
أية حسرة وندم ستعيشون؟!
فلا رحمة تنتظرون
ولا عودة ترجون
ذلك ما استحققتموه عن جدارة
فذوقوا جزاء ما كسبتْ
أيديكم
فكلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة
والعاقبة للمتَّقين...
***
*** ***