|
قصيدتان
رزان
عز الدين
سأم
"المياه
مقطوعة": كلمتان كُتِبَتا فوق صنبور
الماء الذي يسرِّب قطرة أو
قطرتين بين الفينة والأخرى مخلِّفًا
صدًى يبعث الكثير من
التوتر. أضواء متوقفة عن الإضاءة
وأعقاب السجائر شاردة
في كلِّ زاوية، وبين الأسرَّة
التي تنتظم بعبثية، يرتمي عليها شبانٌ
كثرٌ يتبادلون الخطابات عن
الوعي وعن مرتسمات المستقبل
وعن الغرب الأوروبي و الأمريكي
والكثير عن حقوق الإنسان.
اليأس ذاتُه للأسباب ذاتها
وضحكات مطعونة بزيف ثمل. * نَظَرَ
إلى الملامح الميتة في المرآة استدار
وفتح النافذة المُطِلَّة على العديد
من الأبنية المخرَّبة بخطوات
سريعة قطع الردهة متذكِّرًا
الشاي على النار. ربما هي
الآن مازالت نائمة. السابعة والنصف!
لقد تأخر. أخرَجَ قميصه
الممدَّد تحت فراش السرير ليحافظ
على تفاصيله مرتبةً ألقى
تحيةً باردةً على بضعة من الرجال
ملقين خلف مكاتب تعلوها
جبال من الأوراق التي صُبِغَتْ بصفرة
باهتة تبرِّر قِدَمَها. ألقى نفسه
في وضع مشابه أيضًا إلى أن يغادر
إليها بعد حين. * عيناها
الخضراوين مازالتا تداعبان
النوم. بنغمات متناسقة رنَّ
جرس المنبِّه. قامت بأداء طقوسها
الصباحية ووقفت تراقب
من وراء النافذة المطر المنهمر
بقسوة مثقِلاً أجنحة الطيور
فتراها تعرف من الزوايا دِفْأها رشفت
القليل من القهوة ثم ارتدت
ملابسها بسأم ظاهر علَّقتْ
ابتسامة على جانب من ثغرها
وخرجت كانت
الأرض مرصوفة بحجارة تبدِّدُ
أعشابٌ قليلةٌ انتظامَها. * جلس
على مقعد خشبي مُبعِدًا ما
بين قدميه وأراح رأسه على راحتيه عارٍ
إلا من التيه، مثخن باليأس وأحلام
كثيرة كاسدة، أغمض عينيه
وهو ينتظر وطراوة المصباح
تزيد المكان جمالاً. * طفولتُها
تجلس القرفصاء وألوان رجولتهم
تسيل على قدميها تنحَّتِ
الشمس من الاقتراب من حياتها
التي تضيق داخل أسلاك شائكة حتى
سأمتْ أحلامُها من حراستها
وفقدت ذاكرتُها الحب. * كان
دافئًا وفي عينيه مناغاة الأطفال.
اليوم ستبوح له و سيساعدها كان
قد جلب كتاب شعرهما المفضل
منتظرًا قدومها جميلة
كالعادة: "يطير
الحمام يحطُّ
الحمام أنا
وحبيبي صوتان في شفة واحدة أنا
لحبيبي وحبيبي لنجمته الشاردة وندخل
في الحلم، لكنه يتباطأ كي
لا نراه وحين
ينام حبيبي أصحو لكي أحرس
الحلم مما يراه وأطرد
عنه الليالي التي عَبَرَتْ قبل
أن نلتقي وأختار
أيامنا بيدي." * أوقدتْ
نيران ماضيها وأبعدتِ النسيان
فهو ينمو في داخلها التقتْه
ولكنه أخذ يفتش عن رغباته مسحتْ
دمعةً جديدة ترذُّ تبحث
عن ألم جديد. وقفت و أخذت
تبحث عن خطواتها في الطريق
المرصوفة باتت
حلمًا ماضيًا وألمًا تنبت فوق
جثة واحدة. ترتسم ألوانٌ من
الرجولة كثيرة على جسدها. *** سراب
فوق
كرسيٍّ متحرك تلتمع صورة مصلوبة
في غرفة تسجن أفكارها
الصاخبة وتضلِّل نظراتها
إلى الشجرة الراقدة على جانب
من نافذتها تهمس كلَّ ليلة
لها بما يجول في الخارج عن الالتفات،
عن الأرق والحزن أيضًا.
فكلُّ ما تبصره ولا تراه بسمة
وحضن للأمان مفقود ربما
لا تهمُّها الحياة في مكان واحد
وبدون ممثلين. ليلٌ معتم ونهار
هادئ فالوقت هنا لا يسرع
وهي ليست خضراء أو صفراء
لا تشبُّ ولا تهرم بل هي
ورقة ندية لا يعرفها أبوها أمها
تاهت قبل أن تصل إليها فهي
نافذة ترى أطفالاً يلعبون أيدي
تصنع حياة وترسم كرسيها
المتحرك. صدر يكبر ملتفًّا
مشكِّلاً سنين جديدة أثوابها
التي تضيق، ضفائر ترفض كونها
مجدولة، قلبها يخفق بفوضى،
وأنوثة لا تبصرها عيناها. * يعلو
ضجيج في الخارج خارج
الجدران وبعيدًا عن الكرسي.
صرختُها تعلَّقتْ بحافة النافذة.
ارتمى كرسيُّها بعيدًا و خيالات
الناس تزداد وضوحًا. * الناس
اليوم يسيرون متأنِّين. لم يجتمعوا
ولم يصرخوا. فورقة شجرة
خضراء على الأرض ربما...
لا تعني شيئًا. *** *** ***
|
|
|