|
قصائد هدى
حسين
نشيد
أنظر إلى الدخان يصعد ويطير كم هيئة يتخذ كم شكلاً يصنع كم روحًا تشرق وتنتشر. * عود بخور العنبر
كلُّ روح تصعد للسماء كلُّ جسم يهبط كالرماد الفاتحة على النزع الأخير والصلاة على السرِّ في الرائحة. الميت قِبلة. * إيقاع
قلبي الأحمر ينبض. بلا دم، قلبي بنفسجي لا ينبض. الإيقاع أزرق. * خِفَّة
في آنية زجاجية خضراء سكبتُ الرمل في خِفَّة كي لا ينزعج من اللون المضاد. الرمال معتادة حملَها في الريح باتجاه الريح و ربما بلا حنين إلى وطن. * خداع اللغة
كلُّ اللغات تؤنِّث الطبيعة مع ذلك بقيتْ أنوثةُ الطبيعة توجِد كائنًا وذكورتُها تحدِّد ماهيَّته. كلُّ اللغات تذكِّر الإنسان ذلك الذي – يا للغرابة! – أوْجَدَها. * راقب
القهوة التي أشربها كلَّ صباح تُدخِلُني في سرِّ الحقول التي
أنجبتْها في أمريكا اللاتينية. القهوة التي أشربها كلَّ صباح تُدخِلُني في سرِّ الجثث التي
دُفِنَتْ تحت الحقول التي أنجبتْها في أمريكا اللاتينية. القهوة التي أشربها كلَّ صباح تُدخِلُني في سرِّ الأيدي التي
دسَّتْها في حقول أمريكا اللاتينية. كلَّ صباح أشرب قطعةً من الأرض الغربية مرَّتْ عليها الشمسُ والماءُ
والريح. كلَّ صباح أشرب حضارة المايا فردًا فردًا كلَّ صباح أشرب حساباتِ الفلك
والزرعَ وآثارَ التفاصيل العائلية التي
دخلتْ مزاجَ الفلاحين قبل وأثناء الزرع والريِّ
والحصاد كلَّ صباح يدخلني صيفٌ وغناءٌ يخفِّف من قسوة العمل. غير أني أعتقد أن هذا البنَّ الحبة حاملة
السرِّ أُحرِقَتْ بنار مصرية قديمة
التحنيط وطُحِنَتْ برحًى صوفية عبر حركة الجسم الطاحن بين
النقطة والدائرة. كلَّ صباح مع صعود الشمس وانتشار الأشعة أضع مقدارًا من كلِّ هذا الخليط بملعقة من حديد مارس في كنكة من نحاس فينوس لها مقبض خشبي يحمل ذاكرة
الشجرة المحرَّمة أضيف ماءَ النيل الساري من عمق
الحبشة وأُنضِجُها على نار بروميثيوس ثم أصبُّها في فنجان ياباني صغير بلا مقبض وأشربُها في النهاية على الطريقة التركية أيْ بطبقة من البنِّ على السطح اسمها الوجه طبقة كثيفة تمامًا كالحائط الرابع الذي قرَّر بريخت أن يكسره. *** الاثنين، 5
أيار 2003 الطبيعة
عندما نموت تأخذنا الأرضُ كالبذرة كالسماد وتتبخر أرواحُنا نحو السماء كاحتمال مُقبِلٍ للمطر. عندما يسقط المطر تعود الروح إلى البذرة ونصبح أخيرًا كلُّنا أشجارًا محرَّمة تستعيد مكانتها في الجنة. *** الثلاثاء، 28 تشرين الأول 2003
|
|
|