|
|
|
خواطر
حول العلم والمعرفة
وفي الوقت نفسه، من
الحمق أن ننكر قيمة الموقف العلمي الموضوعي
في التربية العقلية التي هي من أسس البحث عن
الحقيقة. ولنا أن نأمل صادقين في ألا يتشوف
التكنوقراطيون إلى المزيد من المعرفة لمجرد
اكتشاف مصدر لا ينضب للطاقة ييسِّر لهم إرسال
المزيد من المركبات إلى الفضاء، أو تطوير
السياحة الفضائية، أو استخدام الرؤية عن بعد
للمزيد من التجسُّس على الآخرين، أو جعل
القنابل "الذكية" أذكى! لنا أن نأمل أنهم
سيجدون "مصلحة" أكبر في إلقاء نظرة
إنسانية على المشكلات الأخلاقية والاجتماعية
للمجتمع الحديث وفي توسيع نطاق أبحاثهم
للدنوِّ من ثورة نفسية وأخلاقية. إذ ذاك فقط
يمكننا الكلام على تكامل بين العلم
والمعرفة.
المعرفة الحقيقية هي ما يدعوه
حكماء أسفار الأوبنشاد الهندية بـبارافديا
paravidya، أي "المعرفة العليا" –
المعرفة التي تنتج عن تحول داخلي يقود الفرد
طوعًا في اتجاه المحبة الخالصة والأخوة
الشاملة، المعرفة المنبجسة من وعي الحضور
القدسي للحقيقة في قلب كلِّ مظهر من مظاهر
الوجود والحياة. ووحده هذا الإدراك المجدِّد
يساهم في إنشاء مؤسَّسات جديدة تجسِّد أخوة
الإنسانية، الحقيقية، العملية، حيث تتضافر
جهود الجميع في الاتجاه الذي رسمتْه الطبيعة
من أجل خير الجنس البشري.
*** *** ***