التربيـة اللاعنفية
(ورشة عمل تفاعلية - معابر 2015)
ماجدة قربان خوري
مقدمة:
عندما نتحدث عن اللاعنف في التربية علينا أن ندرك أن تصرفات الطفل هي
مرآة لسلوكنا كبالغين، فالبالغين لديهم معتقدات عن مفهوم التربية
والطفل بمقدار ما لديهم من تجارب وخبرات، تكون مسؤولة عن شكل السلوك
المتبع للتواصل مع الأطفال، والذي بدوره يؤثر على شكل ردة فعل الطفل،
فبقدر ما تكون هذه المعتقدات إيجابية يكون السلوك إيجابي، وبالتالي
تكون ردة فعل الطفل إيجابية، وبالعكس.
المحاور الرئيسية للورشة:
1.
مفهوم التربية:
·
الرؤية العامة للعملية التربوية (المشكلات).
·
من هو الطفل الذي نريد.
·
تعريف التربية.
·
أدوارنا كمربين.
2.
مفهوم العنف:
·
تعريف العنف.
·
أنواع العنف.
·
أسباب العنف.
·
نتائج العنف.
3.
الحلول المتبعة للوصول إلى تربية لاعنفية:
·
مقدمة.
·
معرفة حقوق الطفل في المراحل العمرية من 0 حتى 12 عام.
·
إدارة الغضب.
·
بدائل العقاب.
مفهوم التربيـة
الرؤيا العامة للعملية التربوية (المشكلات):
إن العملية التربوية المتبعة في مجتمعنا تعتمد على الأم غالبًا، وليس
على المشاركة بين الأم والأب من جهة وبين العائلة والمدرسة من جهة
أخرى.
وإذا بدأنا من اللحظة الأولى التي تقرر فيها العائلة (الأم والأب) أن
يكون في بيتهم طفل، فهذه الحالة غالبًا ما تكون اعتباطية وغير مدروسة
وبالصدفة، دون أن يكونوا قد حضروا أنفسهم مسبقًا لهذه المهمة شديدة
الأهمية.
ومن جهة أخرى، إن معايير وزارة التربية لاختيار المدرسين تقتصر على
الشهادة الأكاديمية، دون طلب وجود معايير خاصة لامتلاك مدرِّس أو
مدرِّسة لمهارات التواصل مع الأطفال في المرحلة العمرية المرتبطة
بالروضات والتعليم الأساسي.
كما أن الممارسات المتبعة في التعامل مع الطفل لا تخلو من العنف، نتيجة
فقدان المهارات التي تمكن المعني بالطفل من فهم الطفل... واعتباره
إنسان له خصوصيته وتفرده وشخصيته المستقلة، مع اختلاف نوعه وشدته،
وبالتالي فإن العنف (النفسي والجسدي) هو الوسيلة الوحيدة المتبعة
للتعامل مع الطفل.
إن وعي الكبار بحاجة الطفل وقدرته على تحقيق الأهداف النمائية التي
تعزز من استقلاليته واعتماده على نفسه يمكنهم من اغتنام الفرص المتوفرة
في الحياة اليومية من أجل مساندة الطفل في تحقيق إمكاناته الدفينة.
إن اعتراف الكبار بوجود الميزات الداخلية للطفل وتعاملهم معه على نحو
يشعره بأنهم:
·
يثقون به.
·
يتوقعون منه أن يتصرف على نحو يؤكد على أنه قادر (وليس قاصر).
·
يقدرون مبادراته ويشعرونه بأن هذه المبادرات جديرة بالاهتمام.
عندها يشعر الطفل بقيمته، ويستنتج بأن الكبار يحترمون حريته ويتوقعون
منه أن يكون مسؤولاً وقادرًا على اكتساب ما يلزمه من مهارات ومعارف
وتوجهات تعده للعيش المستقل.
على الكبار الذي يعيشون ويعملون مع كل الأطفال أن يحترموا الشخصية
الفردية لكل طفل.
قد تضم العائلة أطفالاً من فئات عمرية مختلفة... وفي هذه الحالة يلزم
الكبار الكثير من الحساسية في التعامل مع حاجات كل الأطفال، سواء تلك
المميزة لمرحلة نمو الطفل أو حاجات أخرى.
نظرة الكبار للطفل:
لدى الكبار فرضيات عن الطفل تؤثر على علاقتهم به. فقد تعكس أفكار
الكبار عن الأطفال معتقدات شائعة عن الطفل، لكن الناس غالبًا ما
يختلفون في تفسير هذه المعتقدات. فيؤثر الكبار بذلك على كيفية إدراك
الطفل لذاته. وترتبط نظرة الطفل للكبار إلى حد بعيد بعوامل عديدة منها:
1.
معتقدات الكبار عن الطفل، وطرق تعاملهم معه.
2.
حاجة الطفل إلى حب البالغ وإقراره بوجوده.
قد يبالغ الكبار في الاعتقاد بأهمية توفير المحفزات في عمر مبكر،
فيدفعون الطفل دفعًا إلى التعلم، وعلى الأرجح حينها وفي ظل تجاهل الوضع
العاطفي للطفل والتغاضي عن اهتماماته ومستوى قدراته، أن تنشأ لدى الطفل
مشاعر متضاربة تجاه البالغ أو تجاه نفسه. وأيضًا رفض التعلم، ورغبة
مقاومته. الحاجة إلى التواطؤ مع البالغ، حتى يكسب الطفل حنان البالغ
وحبه ورضاه.
هذه كلها حاجات ذات تأثير بالغ على الطفل، ومن ناحية أخرى إذا آمن
البالغ بأن توفير المحفزات في عمر مبكر هو أمر مهم، وأنه من الضروري أن
تلائم هذه المحفزات الوضع العاطفي للطفل، ومستوى قدراته واهتماماته،
فعلى الأرجح حينها أن يطوِّر الطفل توجهًا إيجابيًا نحو البالغ، وأن
يجد التعليم ممتعًا.
إن المعتقدات الشائعة والنزعات السائدة في الثقافة الاجتماعية هي
بمثابة مؤشرات جيدة عن نظرة الكبار إلى الطفل، وكيفية إدراك الطفل
للكبار.
من هو الطفل الذي نريد:
ماذا يخطر ببالنا حين نفكر في "كل الأطفال"؟ هل ندرك أنهم ليسوا كلهم
متشابهين؟ هل ندرك أن حالة الطفل وظروفه المعيشية قد تؤدي في كثير من
الأحيان إلى دمغه بصفات مميزة أخرى (مثل الصفات النمطية التي تتجاهل
الصفات الفردية للطفل، أو النعوت والألقاب، أو الاستهانة بقدراته، أو
التحيز ضده) قد يحدث ذلك بناءً على:
·
حاجاته الخاصة.
·
ظروفه الاجتماعية والاقتصادية.
·
ظروفه المعيشية (العيش في فقر مدقع، أو في منطقة نائية يصعب الوصول
إليها، أو في منزل لا يصلح للسكن).
·
وضعه الاجتماعي (لاجئ، يتيم، منبوذ اجتماعيًا).
·
الظروف الصعبة المحيطة به (طفل الشوارع، الطفل المحروم عاطفيًا، الطفل
المعرض للتنكيل أو سوء المعاملة).
·
انتمائه الثقافي أو الديني (ينتمي إلى أقلية، أو إلى مجموعة قومية، أو
إثنية).
·
جنسه (وما يتبع ذلك من قضايا ترتبط بالجندر "النوع الاجتماعي").
وهنا نصل إلى: النهج الشمولي التكاملي لتنمية وتربية الطفولة وخاصة
المبكرة منها (من 0 إلى 3 سنوات).
الطفل والطفولة:
الطفولة هي مرحلة عمرية قائمة ومتكاملة في حد ذاتها، ومن حق الطفل
وحاجته أن يحياها بكاملها.
الطفل كيان واحد موحد مهم بكافة جوانبه حيث يتأثر كل جانب بالجوانب
الأخرى، ويؤثر فيها.
يحدث النمو في خطوات "متسلسلة" يمكن التنبؤ بها، تتخللها فترات تكون
فيها جاهزية الطفل للتعلم في أوجها.
الطفل والبيئة:
تفاعل الطفل مع الأشخاص (كبارًا وصغارًا) يحفر عملية التعلم عند الطفل
وينشطها ويشجعها ويدعمها.
تربية الطفل هي تفاعل ما بين الطفل وبيئته، بما في ذلك وبشكل خاص
الأشخاص الآخرين والمعرفة.
تنمية هوية الطفل الثقافية ولغته الأم وقيمه الخاصة (المحلية) مهمة
لنموه السوي والمتكامل.
الطفل والبرامج:
هناك "حياة داخلية" للطفل تظهر وتزدهر في الظروف المناسبة.
الاعتراف بأهمية "الدافعية الداخلية" للطفل التي تقوده إلى المبادرة
للقيام بأنشطة يوجهها بنفسه، وتشجيعها أمر مهم في تحقيق مختلف جوانب
شخصيته.
من المهم تثمين الفروق الفردية بين الأطفال والاحتفاء بها.
تنشئة الطفل على "الضبط الذاتي" لضمان وتأمين حريته الشخصية، والتصرف
بمسؤولية في السياق الاجتماعي والثقافي.
يحتاج الطفل الذي يعيش في ظروف صعبة إلى دعم نفسي ومجتمعي كاف، من أجل
تطوير المهارات والقدرات الكامنة لديه التي تساعده على البقاء والتغلب
على الصعوبات والصدمات.
تربية الطفل تنطلق مما يقدر الطفل على القيام به، وليس مما يتوقع
الكبار ما يستطيع فعله.
نظرة الطفل شمولية وهو لا يميز بين فروع المعرفة المختلفة، بل يتعلم
بشكل متكامل.
تقدير واحترام دور الوالدين، دور أعضاء الأسرة الموسعة، أو الجماعة
الراعية أو الكافلة في منظور العرف المحلي. (من كتاب الكبار والصغار
يتعلمون)
تعريف التربية:
من هنا نصل إلى أن التربية تنطلق من معرفة التطور الجسدي والنفسي للطفل
وليس من معتقداتنا الخاطئة تجاهه. فالتربية هي تسهيل مرور الطفل في
مراحل طفولته دون التعرض للأذى وبسلام ودعم تطوره ونمائه جسديًا
ونفسيًا.
تعريفات ذات صلة:
علم التربية: هو علم يهدف إلى تكوين الفرد من أجل ذاته، لتوقظ فيه
ميوله الكثيرة.
يرى
John Dewey
أن التربية هي مجموعة العمليات التي يستطيع بها مجتمع أو زمرة اجتماعية
أن ينقلا سلطاتهما وأهدافهما المكتسبة بغية تأمين وجودها الخاص ونموها
المستمر، فهي باختصار تنظيم مستمر للخبرة.
أدوار المربين في العملية التربوية:
1.
مراعاة وفهم الخصائص النمائية للطفل.
2.
التعامل مع الطفل ككل موحد من كل الجوانب.
3.
الاهتمام بجميع الأطفال وبالبيئة التي يعيش فيها الطفل.
4.
مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال.
5.
تهيئة بيئة داعمة نفسيًا واجتماعيًا وصحيًا تنمي قدرات الطفل
واستعداداته وتطور إمكانياته.
6.
توفير بيئة آمنة للطفل.
7.
معرفة احتياجات الطفل وتلبيتها.
8.
العمل على بناء شخصية متوازنة عند الطفل.
9.
استخدام مهارات التواصل الفعال مع الطفل.
10.
تنمية قدرات ومهارات الطفل.
11.
تعليم الأطفال السلوك السليم.
***
مفهوم العنف
تعريف العنف:
العنف هو سلوك عمدي موجه نحو الهدف، سواء كان لفظي أو غير لفظي، ويتضمن
مواجهة الآخرين ماديًا أو معنويًا، ومصحوبًا بتعبيرات تهديدية وله أساس
غريزي.
ويعتبر العنف ضد الأطفال أحد أبرز مظاهر إهمال الأطفال.
كما أن لدينا معتقدات خاطئة تجاه الأطفال، كذلك لدينا سلوكيات خاطئة
تصل إلى حد انتهاك طفولتهم أحيانًا، وتتجسد بالعنف المطبق على الأطفال
بكل أشكاله الجسدي والنفسي.
أنواع العنف:
ينقسم العنف إلى نوعين أساسيين:
1- العنف الجسدي (الإيذاء البدني): وهو الأذى الفعلي المحتمل وقوعه على
الطفل، أو هو أي نوع من أنواع السلوك المتعمد الذي ينتج عنه إحداث
الضرر والأذى على جسم الطفل، والممارس من قبل أحد الوالدين، أو كليهما،
أو الآخرين المحيطين بالطفل، أو من غرباء عن الطفل، والموجه نحو أحد
الأطفال في الأسرة أو جميعهم، سواء كان في صورة عمل يتسبب في إحداث ألم
للطفل (كالضرب أو الربط أو الحبس) أو أية أعمال أخرى غير مباشرة، من
الممكن أن تسبب حدوث ضرر للطفل (كعدم توفير العلاج له، أو إيقافه عنه،
أو عدم إعطاء الطفل الغذاء الكافي).
ويندرج العنف الجنسي تحت بند العنف الجسدي، فهو أي اتصال جنسي قسري مع
طفل من قبل شخص أكبر منه سنًا بغرض تحقيق الإشباع الجنسي للشخص البالغ،
كما يعرف بأنه الاستغلال الجنسي الفعلي أو المحتمل للطفل أو المراهق.
2- العنف النفسي: اختلفت التسميات حول مفهوم هذا النوع من الإيذاء،
فهناك من يطلق عليه "العنف النفسي" أو "الإيذاء العاطفي" ويتضمن
التهديد - التخويف - أو الإساءة اللفظية - أو مطالبة الطفل بالقيام
بأشياء ليست ضمن إمكانياته الجسدية والنفسية.
ويعرف العنف النفسي بأنه أي سلوك أو عمل متعمد يصدر من قبل أحد
الوالدين، أو كليهما، أو الآخرين المحيطين بالطفل، أو من غرباء عنه،
ويتسبب في إحداث نوع من أنواع الضرر والأذى للطفل، وذلك باتباع
الأساليب التي تسبب ألمًا نفسيًا للطفل كالسخرية منه، أو إهماله، أو
نبذه، أو تهديده، أو تخويفه، أو توجيه العبارات الجارحة له، أو معاملته
معاملة سيئة، أو التفرقة بينه وبين إخوته، أو حرمانه من العطف والمحبة
والحنان... الخ، إلى غير ذلك من الأعمال التي تتسبب بالأذى النفسي
للطفل كنتيجة لها.
من الممكن أن يكون العنف النفسي أسري أو مدرسي حسب المكان الذي يمارس
فيه على الطفل (مدرسة أو بيت)، وحسب الأشخاص الذين يطبقون العنف عليه
(أهله، أقاربه، أو من الكادر التدريسي).
أسباب العنف:
كيف تولد العنف في التاريخ؟
أطروحة ماركس: هي أن تاريخ المجتمعات هو تاريخ صراع بين الطبقات، بين
من يملك وسائل الإنتاج والخبرات، وبين من لا يملك، وهذا يؤدي إلى عنف
سياسي واقتصادي.
أطروحة هوبز: يعتبر أن مصادر العنف توجد في الطبيعة الإنسانية وهي ثلاث
(التنافس والحذر والكبرياء).
أطروحة غاندي: يرى من منظور إنساني أخلاقي أن السمة الأساسية للعنف
سواء في الفكر أو الكلام أو الفعل هي وجود نية عنيفة تضمر حقدًا أو
رغبة في إلحاق الأذى بالآخر.
فالعنف شيء سلبي وهدام، ورذيلة ولا مشروعية له.
أسباب العنف تتمحور في:
1.
العنف الأسري: فقد يكون هناك عنف داخل الأسرة، من ضرب وشتم وتحقير،
سواء أكان له أو لغيره من العائلة، مما يؤثر سلبًا على الطفل نفسه الذي
يتولد عنده شعور بالغضب يؤدي به للبحث عن مكان خارج البيت لينفس فيه
عما يجول في خاطره وفكره، أو ضمن العائلة ضد أفراد الأسرة الآخرين، أو
ضد أولاده وزوجته بالمستقبل.
2.
الشعور بالنقص والدونية: بسبب قلة الإمكانات المادية والاجتماعية، مما
يسبب أيضًا شعورًا بالغضب لدى الطفل ويبدأ بالمقارنة بينه وبين الآخرين
باحثًا عن طريقة للظهور ولفت النظر.
3.
عدم معرفة مراحل التطور النفسي والجسدي للطفل، وبالتالي الوصول إلى
مرحلة تطبيق العقاب على الطفل، والذي هو أحد أشكال العنف المطبق على
الأطفال.
4.
عدم الإلمام أو معرفة مهارات التواصل مع الأطفال وضعف قنوات التواصل
بين الأطفال والمعنيين بهم، الذي من شأنه أن يدفع البالغ لاتباع أساليب
عنيفة في تربية وتعليم الأطفال، ظنًا منه أن ما يفعله هو لمصلحة الطفل
لأن معظمهم قد تربى بهذه الطريقة.
5.
وسائل الإعلام (بكل أشكالها) بحالتين: البث العنفي من جهة (بث برامج
أطفال عنيفة). وعدم كفاية برامج التوعية للمعنيين بالطفل من جهة أخرى.
6.
العصبية أو الغضب.
نتائج العنف:
نظرًا لما سبق من تعريف للعنف وأنواعه وبحث أسبابه نصل للسؤال: ما هي
نتائج العنف المطبق على الأطفال؟ "يتعلم الأطفال ما يعيشونه":
إذا انتقدنا الطفل باستمرار
¬ يتعلم أن
يلوم الآخرين.
إذا تعاملنا مع الأطفال بعدائية
¬ يتعلم أن
يشهر العنف سلاحًا.
إذا أشعرنا الطفل بالخزي
¬ يتعلم أن
يشعر بالذنب دائمًا.
إذا تسامحنا مع الطفل
¬ يتعلم أن
يصبر.
إذا شجعنا الطفل
¬
يتعلم أن يثق بنفسه.
إذا أثنينا على الطفل
¬ يتعلم أن
يثمن ما يعيشه.
إذا أنصفنا الطفل
¬
يتعلم أن يعدل.
إذا أحطنا الطفل بالأمان
¬ يتعلم أن
يؤمن بنفسه وبالحياة.
إذا عبرنا للطفل عن استحساننا
¬ يتعلم أن
يحب ذاته.
إذا تقبلنا الطفل وصادقناه
¬
يتعلم أن يكشف كنوز الحب في هذا العالم.
(دوروثي لونانيت)
من هو الطفل المُعنَّف:
عندما نتحدث عن الإساءة للطفل فإننا نعني ما هو أكثر من الكدمات
والرضوض والكسور، لأن هذه العلامات تظهر للعيان، ولكن ماذا عن علامات
العنف التي لا تظهر بشكل جلي وواضح في مرحلة الطفولة، فتظهر نتائجها من
خلال مسيرة حياة هذا الطفل إلى أن يصبح بالغًا؟
فهي تترك ندوبًا عميقة ودائمة تصعب إزالتها، ولا تظهر للعيان، وتتسبب
في أذية الطفل عاطفيًا منها الإساءة اللفظية - إهمال الطفل (إهمال
احتياجاته) - تعريضه للخطر (تركه بلا رقابة) يجعله يشعر بأنه بلا قيمة
أو أنه أحمق.
إن استعمال العنف المفرط ضد الطفل في مراحل الطفولة الأولى يمكن أن
يؤدي إلى اعتلاله جسديًا ونفسيًا، وقد يصبح غير سوي وممزقًا، إلى حد
مواجهة صعوبات في إقامة علاقات طبيعية، وفي تحقيق تطور طبيعي.
مظاهر العنف:
كما يؤدي إلى الافتقار للثقة بالنفس، فالطفل الذي لا يثق به أهله هو
أيضًا يفقد الثقة بهم وبكل من حوله وبنفسه أيضًا، إذ إنه من المفروض أن
يجد الطفل الأمان الجسدي والعاطفي عند أقرب الناس إليه، ومن دون هذه
القاعدة من الصعب جدًا أن يتعلم الطفل الثقة بالآخرين، أو أن يعرف من
هو الشخص الجدير بالثقة، وقد يقود هذا الشعور إلى صعوبة في المحافظة
على الصداقات نتيجة الخوف من أن يتحكم به الطرف الآخر أو أن يسيء إليه.
مثال: إذا ذكرت الأم على مسامع طفلها أنه "أحمق" أو "غبي" فإنه من
الصعب عليه التغلب على شعوره بالإهانة نتيجة وصمه بمثل تلك الصفات، فقد
يعتقد أنها حقيقة فيثنيه ذلك عن متابعة دراسته اعتقادًا منه أنه عاجز
عن تحقيق أي نجاح.
الشعور بالحرج: لا يستطيع الطفل المعنف التعبير عن مشاعره بثقة دون
الشعور بالحرج أو الخوف، ونتيجة بذلك يحتفظ لمشاعره لنفسه، وإذا حاول
إخراجها للعلن فإن ذلك يتم بطرق غير متوقعة، وعندما يصل الطفل إلى
مرحلة المراهقة فإنه يجاهد للتغلب على اضطراباته أو شعوره بالإحباط أو
الغضب، وقد يلجأ إلى الكحول أو المخدرات للتخلص من هذه المشاعر
المؤلمة.
إن كمية الهرمونات الكبيرة التي يتم إفرازها في حالات الغضب الشديد
تقلل من كفاءة جهاز المناعة لدى الطفل، وبالتالي تزيد سهولة تعرضه
للأمراض وإصابته بها، كما تؤثر على الذاكرة وقدرته على التعلم.
***
الحلول المتبعة للوصول إلى تربية لاعنفية
مقدمة:
حتى يتمكن كل المعنيين بالطفل من حماية أطفالهم من آثار العنف، فعليهم
الإلمام بكل أنواع العنف ومعرفة ما هو مطلوب منهم، وكلما أسرعوا بتقديم
المساعدة للطفل المعنف زادت فرص شفائه وتخليصه من الآثار التي قد تدوم
في ذاكرته لمراحل عمرية لاحقة.
ما هي حقوق الطفل؟
كيف يمكن للمربين مساعدة الطفل المعنف؟
كيف يمكن للأهل وكل المعنيين بالطفل الوقاية من الدخول في دائرة العنف
خلال العملية التربوية؟
حقوق الطفل في المراحل العمرية المختلفة:
الأطفال الصغار (من الولادة حتى 3 سنوات):
·
الحماية من الخطر الجسدي.
·
التغذية والرعاية الصحية.
·
التحصين المناسب.
·
وجود أشخاص بالغين يقيمون معه رابطة عاطفية.
·
شخص بالغ بوسعه فهمهم والاستجابة لإشاراتهم.
·
أشياء ينظرون إليها ويلمسونها ويشمونها ويسمعونها ويتذوقونها.
·
فرص لاستكشاف العالم المحيط.
·
التحفيز اللغوي المناسب لهم.
·
الدعم في اكتساب مهارات حركية ولغوية وتفكيرية جيدة.
·
فرصة لتطوير بعض الاستقلالية.
·
المساعدة بتعليمهم كيفية الاعتناء بأنفسهم.
·
\فرص يومية للعب بمجموعة من الأشياء.
الأطفال في سن ما قبل المدرسة (من 4 إلى 5 سنوات):
·
فرص لتطوير مهاراتهم الحركية الدقيقة.
·
تشجيع تطوير اللغة لديهم من خلال الحديث معهم والقراءة لهم والغناء.
·
نشاطات من شأنها تطوير حسهم بالإتقان والتمكن.
·
فرص لتعلم التعاون ومساعدة الآخرين والمشاركة.
·
تجريب مهارات ما قبل القراءة وما قبل الكتابة.
·
الاستكشاف الحسي المباشر عن طريق (التعلم النشط).
·
فرص لتحمل المسؤولية وانتقاء الخيارات.
·
تشجيعهم على تطوير ضبط النفس والتعاون والمثابرة في إتمام المشاريع.
·
دعم إحساسهم بقيمة الذات.
·
تشجيع الإبداع لديهم.
الأطفال في الصفوف الابتدائية الأولى:
·
الدعم لاكتساب المزيد من المهارات الحركية واللغوية والتفكيرية.
·
فرص إضافية لتطوير الاستقلالية.
·
فرص ليصبح الطفل معتمدًا على نفسه في شؤون رعايته الشخصية.
·
فرص لتطوير مجموعة عريضة من المهارات.
·
الدعم من أجل المزيد من التطور اللغوي من خلال الحديث والقراءة.
·
نشاطات من شأنها توفير المزيد من تطوير الإحساس بإتقان مجموعة متنوعة
من المهارات والمفاهيم.
·
فرص لتعلم التعاون ومساعدة الآخرين.
·
التعامل الحسي المباشر مع الأشياء التي تدعم التعليم (التعليم النشط).
·
دعمهم في تطوير مهارات ضبط النفس، والمثابرة في إتمام المشاريع.
·
دعم إحساسهم بالاعتزاز بإنجازاتهم.
·
حفز وتعزيز الإنجاز الأكاديمي.
إدارة الغضب:
تعريف الغضب: هو ردة فعل عاطفية نتيجة لإحساس الشخص بالمساس بكرامته
مما يؤدي إلى حدوث خلاف أو نزاع. أيضًا هو أحد أكثر مشاعر الإنسان
وضوحاً في تصرفاته وتعابير وجهه، تعكس عدم رضا الإنسان عن موقف ما تعرض
له. وهو حالة تجتاح الإنسان عند حدوث شيء غير متوقع، ومن المحتمل أن
تكون النتيجة هي رد فعل عنيف تجاه الشخص الآخر أو تجاه نفسه.
ربط العنف بالغضب:
الشعور بالغضب هو أحد أسباب ممارسة العنف، بالإضافة إلى أنه ذكرى
لألمك.
إن غضبك هو مجرد دليل على أنك لم تنهِ التعبير عن ألمك عندما ظهر في
المرة الأولى.
إنك مسؤول عن الغضب دائمًا، فالتعبير عن الغضب دائمًا هو المشكلة، من
الصعب أن تعبر عن غضبك دون أن تجرح شخصًا آخر، وبإسقاط هذه المفاهيم
على علاقة البالغ بالطفل وممارسة البالغ للعنف على الطفل نتيجة "حصاره"
في حالة الغضب، نجد أنه من واجبه أن يسعى لامتلاك مهارة من شأنها
تمكينه من إدارة غضبه والسيطرة عليه حتى لا يكون الطرف الآخر "الطفل"
هو الضحية.
فن إدارة الغضب:
كيف تتدرب على إدارة الغضب؟
1- الحدث: قم بتقييم الحدث ومعرفة الأسباب التي جعلتك تشعر بالغضب،
لتتحكم فيها وتسيطر عليها.
مثال : كنت جالسًا في مقهى، وفجأة نهض شخص كان يجلس على الطاولة
المجاورة، وبدون قصد أسقط فنجان القهوة على سروالك.
2- السلوك: كل حدث تتعرض له يصدر عنه سلوكًا معينًا كردة فعل هو عبارة
عن استجابة، تعرَّف على ذلك السلوك وتحكَّم به.
مثال: مباشرةً بعد أن سقط فنجان القهوة على سروالك، بدأت تصرخ وتتلفظ
بعبارات محفِّزة لغضب الشخص الآخر رغم أنه اعتذر لك.
النتيجة: بعد قيامك بسلوك ما فإنك تحصل على نتيجة معينة ستكون إيجابية
أم سلبية اعتمادًا على نوعية السلوك الذي صدر منك.
مثال: نتيجة ذلك السلوك أن ذلك الشخص أحس بالإهانة أمام الأشخاص الذين
يراقبون الموقف، ورد عليك ثم رددت عليه أنت أيضًا، وتطور الموقف إلى
شجار.
لو أنك استحضرت وعيك في اللحظة الأولى، لعلمت أن ذلك السلوك لن يفيدك
في شيء.
ولو قمت بتقييم حالتين:
1. الحالة الأولى: أن تسامح ذلك الشخص بابتسامة عريضة على وجهك، فيبتسم
في وجهك هو بالمقابل، وسرعان ما يمر الحدث وتشعر أنت بالرضا.
2. الحالة الثانية: هي ردة فعلك السلبية التي أدت إلى الشجار.
لو اخترت الحالة الأولى فستكون فائزًا في جميع الأحوال، أما في الحالة
الثانية فسيكون كلاكما خاسرًا.
لو تعلمنا التفكير بهذه الطريقة في استحضار العقل التحليلي وليس العقل
العاطفي لتخلصنا من كثير من المشاكل التي تنغص علينا حياتنا نتيجة
الغضب.
تقنيات إدارة الغضب، والتغلب عليه:
1.
اقطع الاتصال: الغضب هو عبارة عن موجة تأتي لمدة معينة ثم تنصرف، ولكي
تقطع الاتصال تعلم أن تعد للعشرة وأنت تقوم بعملية تنفس استرخائي،
وخلال هذا الوقت حاول تغيير شعورك تجاه الشخص الذي سبب لك الغضب.
2.
عندما تهدأ تماماً عبر عن غضبك، فالغضب هو شحنة سلبية، ولإخراج تلك
الشحنة هناك طريقتين: الطريقة الأولى أن تذهب إلى مكان مفتوح، وتصرخ
بأعلى صوتك. الطريقة الثانية أن تقوم بتمارين استرخاء وتأمل.
3.
مارس الرياضة: فالرياضة تقلل بشكل كبير من حالة الغضب، فالجسم يفرز
أثناء ممارسة الرياضة ما يسمى بهرمون السعادة، فتصبح بمزاج أفضل.
4.
فكر قبل أن تتصرف: أي العقل التحليلي قبل العقل العاطفي، حيث أنه من
السهل التلفظ بأي نوع من الكلام، ولكن من الصعب التخلص من آثاره بعد
التلفظ به.
5.
ركز على الحلول: بدلاً من أن تركز طاقتك على ماذا تشعر ركز طاقتك على
ماذا أفعل حتى لا أشعر بذلك مستقبلاً.
6.
احتفظ في ذهنك بعبارات إيجابية: ردد تلك العبارات عندما تشعر بالغضب مع
نفسك. مثال: "يجب أن أتمالك نفسي" أو "وعدت نفسي ألا أضرب".
7.
حاول أن تسامح: فالتسامح هو أقوى تقنية، لأنها تحرر قلبك من شعور الحقد
والكراهية والرغبة في الانتقام.
8.
اطلب المساعدة: إذا كنت غالبًا لا تستطيع التحكم في غضبك، ولم تنجح معك
أيٌّ من التقنيات السابقة، لا تتردد بطلب المساعدة من أخصائي.
***
بدائل العقاب
مقدمة: يشمل العنف الذي يمارس في المدارس العقاب البدني وأشكال أخرى من
العقوبة النفسية القاسية والمهينة، والعنف الجنسي أحيانًا، ويعتبر
العقاب البدني كالضرب بالسياط أو العصي وسيلة متبعة في المدارس في عدد
كبير من البلدان، وكذلك من قبل الأهل في البيت، مع اختلاف طرق العقاب.
لذلك كان لا بد من اقتراح بدائل إيجابية فعالة للعقاب وطرق التأديب.
تعريف العقاب: هو اتباع سلوك ما بهدف إضعاف احتمالية حدوث سلوك معين.
قيل في العقاب:
·
العقاب يحرم الطفل من عملية داخلية مهمة، وهي مواجهة سوء سلوكه واختبار
نتائج تصرفاته.
·
العقاب يعلم الطفل أن يتصرف بشكل مخالف ومناقض تمامًا للسلوك الذي
نريده أن يتعلمه!
·
لسبب هو أن الطفل يتعلم كيف يتجنب مشاعر الذنب عن طريق إنشاء حلقة
يعتبر بموجبها أن العقاب ألغى "الجريمة"، ويظن أنه دفع ثمن سوء تصرفه
لأنه نال العقاب، ومن هنا بات حرًا في تكرار السلوك ذاته دون الشعور
بالذنب.
·
يتطلب العقاب ضبطًا خارجيًا لشخص ما بالقوة أو الإجبار أو القسر،
ووسائل العقاب نادرًا ما تحترم الشخص المعاقب أو تثق به.
·
العقاب يحاصر الطفل ويقدم له نموذجًا يقلده ويتعلم منه (يعاقب إخوته أو
أصدقاءه في المدرسة).
·
استعمال العقاب يساعد الطفل على تنمية قوة أعظم للمقاومة والرفض.
الوقاية "خطوات احترازية" لتجنب الوصول للعقاب:
يجب أن يعرف الطفل الخطوط الحمراء التي لا يجوز له تجاوزها، حتى إن
أظهر امتعاضه وكرهه لها. يمكن الاتفاق سلفاً على قوانين المنزل.
مثال: طريقة التحدث في هذا البيت هي الكلام، وليس الصراخ.
"أستطيع أن أسمع وأفهم من يتحدث بالكلام فقط، ولكنني لا أفهم الصراخ"
وسائل للاتفاق مع الأعمار الصغيرة:
يمكن أن نرسم صورة لطفل يبكي، وأخرى لطفل هادئ، ومن ثم نضع إشارة (صح)
تحت صورة الطفل الذي يتحدث وإشارة (خطأ) تحت صورة الطفل الذي يبكي.
عندما يبدأ الطفل بالبكاء، نقدم له الصورتين، ونطلب منه أن يقرر من
سيكون اليوم، ونذكره بالنتائج المترتبة على خياره.
مثال: إن اخترت أن تكون الطفل الذي يبكي، فأنت تختار ألا تسمعك ماما،
وإن اخترت الطفل الذي يتحدث فهذا يعني أن ماما سوف تسمع وتفهم ما تريد
أن تقول.
"تحذير": انتبه من خطر الانزلاق نحو جملة "الماما ستلبي طلبك".
بدائل العقاب
مهارة حل المشاكل المستعصية:
المرحلة الأولى: نتكلم عن مشاعر الولد وحاجاته.
المرحلة الثانية: نتكلم عن مشاعرنا وحاجاتنا.
المرحلة الثالثة: نفكر معًا لنجد حلاً مشتركًا ومقبولاً وفعالاً.
المرحلة الرابعة: ندون جميع الأفكار دون الحكم عليها (لا تقييم).
المرحلة الخامسة: نقرر بالتوافق للوصول إلى صيغة مرضية للطرفين.
المرحلة السادسة: اكتبا جملتين في عقد يتضمن ما يتوجب على البالغ فعله
وما يتوجب على الولد فعله + التوقيع.
التحضير النفسي لاستخدام بدائل العقاب:
1- تأكد من مزاجك وحالتك الجسدية.
2- جهز نفسك لتقبل مشاعر الطفل السلبية وقرر أن تمتنع عن التعليقات
والأحكام والمواعظ (الأمر قد يكون صعبًا..!!).
3- تفحص مزاج الطفل، وتأكد من جاهزيته لسماعك.
4- حدد ما أعجبك من الأفكار التي تم تسجيلها، مع مراعاة استعمال مفردات
مناسبة لعمر الطفل.
5- لا تتحمل مسؤولية التنفيذ وحدك، وإنما كل طرف يتحمل مسؤولية
اقتراحاته (الطفل والبالغ).
6- لا تيأس أبدًا، إذ إن مقياس النجاح لا يكمن بإيجاد الحل دائمًا،
وإنما التواصل الإيجابي هو نجاح أكيد لبناء علاقة متينة.
خطوات تطبيق بدائل العقاب:
1- أشر إلى طريقة نافعة (مساعدة) يقوم بها الطفل بدلاً من التأنيب
والتهديد: "تستطيع أن تساعدني إن انتقيت لي 7 ليمونات كبيرات" بدلاً من
"سأريك ما سأفعله بك عندما سنعود إلى البيت، إن لم تتوقف عن الركض!".
2- عبر عن شعور قوي بعدم التأييد (دون التهجم على الصفات): بدلاً من
الإهانة عبر عن شعور قوي بعدم الرضا، أي أن فصل السلوك عن شخصية الطفل
سيساعده على فهم سبب غضب الأهل. "أنا لا أحب ما يجري! إن انتقاء
الأغراض من السوبر ماركت يصبح مزعجًا عندما يركض الأولاد" بدلاً من
"أنت تتصرف كالحيوانات، أنت لا تفهم، لن أشتري لك الحلوى".
3- صف توقعاتك: بعد أن تعبر عن شعورك القوي بالانزعاج (دون صراخ)، صف
كيف تتوقع من الطفل أن يتصرف في المستقبل. "أنا غاضبة جداً لأن الوسائد
مرمية على الأرض، أتوقع منكم أن تحافظوا على غرفة الضيوف مرتبة في
غيابي".
4- علم الطفل كيف يقدم تعويضات: يخطئ الأهل حين يتحملون نتائج تصرفات
أولادهم، مما يزيد من غضب الأهل ويحرم الأولاد من دفع تعويض. "الأرض
بحاجة إلى تنظيف الآن، تحتاج إلى التقاط فتات البسكويت، ثم تمسح الأرض
بخرقة مبلَّلة، كي تزيل أثر الحلوى الدبقة".
5- أعط خيار: إن إعطاء الخيار يحفظ للطفل كرامته، ويحثه على التعاون.
"طارق، لا يسمح بالركض في السوبر ماركت، ولديك خياران: إما أن تمشي، أو
أن تركب في العربة، ماذا تقرر..؟" بدلاً من "إن رأيتك تركض مرة أخرى
سأضربك بشدة".
6- افعل أمرًا حاسمًا: عندما تستنفذ الخيارات، يجب القيام بتصرف حازم
شرط الهدوء، وشرح سبب التصرف. "أرى أنك ستختار الجلوس في العربة" بدلاً
من "تحملتك بما فيه الكفاية، أنت جلبت العقاب لنفسك... طرررررررراخ!".
في الحالات التي يتصرف فيها الطفل بشكل سيء جدًا، ولا يفيد معه أي شيء،
نستطيع أن نتركه يعاني نتيجة سوء تصرفه، دون محاضرات ولا دروس أخلاقية.
"ماما لا أجد الحلوى ...!!!" "صحيح لأنني لا أرغب أن يأكلها أحد قبل
الغداء".
7- دع الطفل يعاني نتائج سوء تصرفه: من المهم ألا نتغاضى عن تنفيذ ما
توعدنا به، حتى لو كان موعد التنفيذ متأخرًا، ولكن في الوقت ذاته لا
نعطي رسالة مفادها "لقد تذكرت أن أذيقك الألم". المطلوب أن يشعر الطفل
أنه ما زال محبوبًا، وأننا نلتزم بما اتفقنا عليه.
الطفل: ماما أريد أن أذهب معك للتسوق.
الأم: ليس اليوم.
الطفل: لماذا؟
الأم: أنت قل لي.
الطفل: لأنني ركضت في المرة السابقة.
الأم: لقد حزرت.
الطفل: خذيني اليوم، ولن أركض، أعدك.
الأم: ستنال فرصة في المرة القادمة، أما اليوم فسوف أذهب وحدي.
ملاحظة: من المهم ألا نتراجع أبدًا (حتى ولو رق قلبنا على أولادنا).
*** *** ***