<LINK href="favicon.ico" rel="SHORTCUT ICON">

 ميثاق العبرمناهجية - Charter of Transdisciplinarity

هذا الشعار مستوحى من شعار المركز الدولي للأبحاث و الدراسات العبرمناهجية، عن رسم أصلي للفنان البرتغالي الراحل ليماده فريتاس

 إصدارات خاصّة

Special Issues

  المكتبة - The Book Shop

The Golden Register - السجل الذهبي

 مواقع هامّة

Useful Sites

أسئلة مكررة

F.A.Q.

الدليل

Index

 معابرنا

 Maaberuna

برعدة وخوف

 

رياض بيدس

 

رأسي المنفيَّ عن جسدي
يولول، يريد العودة إلى ما كان عليه ذات يوم
وساوس احتلته منذ سنتين
ولم يبق فيه إلا غربان عديدة تنعب لا تحلِّق عاليًا.

(10 آذار 2013)

***

عريشة كرمة خضراء
ختيار يقتعد تحتها وحيدًا
عصفور يزقزق.

(10 آذار 2013)

***

العائلة تجتمع لمشاهدة التلفزيون
أكثر من كمبيوتر مفتوح
ولد يحدق إلى آي باد
في الطبيعة الخضراء يمشي شخص ما.

(10 آذار 2013)

***

ما قبل الغروب
يحوم أبو زهور حول شجرة الحامض
يزقزق مسبِّحًا كل ما في الكون
يحط على غصن ثم ينام.

(10 آذار 2013)

***

في شهر شباط ينوِّر شجر اللوز
الأبيض يجذب كل الأنظار التائقة إليه
دمعتان تسقطان على خدين جافين.

(10 آذار 2013)

***

ورقة من رزمة أوراق تطير
تحط على شجرة
لا أحد يعرف ما خط عليها
سوى مؤرخ مغمور.

(10 آذار 2013)

***

لو سقطت التفاحة إلى أعلى
لقفز نيوتن إلى فوق
لم يكن نيوتن راقصًا ماهرًا.

(10 آذار 2013)

***

ليل طويل ينام هانئًا
على وجهي
وأنا لا أنام لحظة (مقدار سقوط دمعة واحدة)
ليلة واحدة.

(11 آذار 2013)

***

عواء يقصف صمت الليل
والغابة
طير يطير عن شجرة فزعا.
إلى من يلوذ؟

(11 آذار 2013)

***

شجرة الزيتون التي اقتلعتها
الجرافات الإسرائيلية
لم تجد جذورها ولا أوراقها الراحة في
البارك الذي زرعت فيه
تحكي حكاية اجتثاثها واغترابها بصمت.

(11 آذار 2013)

***

كل ما في المكان الفسيح
يثير الريبة والخوف
حمامة تلتقط أعشابًا يابسة لبناء عشها.

(11 آذار 2013)

***

الخوف يعوي في أعماقه المظلمة
يسند رأسه في الظل على حجر
لثوان يحلم أن الخوف صار وحشًا كبيرًا.

(11 آذار 2013)

***

أثرثر مع النهر
لا يرد إلا بخرير خشن
ضفدعة تتقافز على حافة النهر.

(11 آذار 2013)

***

كل الأقنعة التي رسموها له سقطت
لحاء شجر يابس يتساقط
القناع الوحيد الذي بقي
وجه حزين في غابة.

(11 آذار 2013)

***

لم تكن حواء هي التي أغوت آدم
ولا الحية لعبت برأس حواء
حبة تفاح شهية أوقعت الجميع في حبائلها.

(11 آذار 2013)

***

الشجرة السامقة التي اقتلعت
ربما بكت بصمت
لاشيء سيملأ الفراغ الذي تركته.

(11 آذار 2013)

***

في أرض البحيرة التي جفَّت
نمت طحالب
زخة مطر أيقظت حنين
البحيرة إلى ما كانت عليه.

(11 آذار 2013)

***

الكوخ المهجور في داخلي
يحلم بالاستيقاظ
أعشاش عصافير تتزايد في
ألواح خشبه المسوِّسة.

(11 آذار 2013)

***

أزور أمي كل أسبوعين مرة
العبق الذي يفوح هناك يروحن
أرى إلى أمي كومة من العظام
أحزن
ترفض أن أعد القهوة فتعدها هي بيدين مرتجفتين وهي على وشك السقوط
منذ خمسين عامًا حدبة كبيرة نبتت على ظهرها
ربما من شدة التعب والمصائب معًا
الأحفاد يزورونها يجلسون على مقربة منها ويربتون على حدبتها بحب
تبتسم
تصلي المسبحة ككتاب مقدس تحفظه على ظهر قلب
تكابر وتبتسم دائمًا: إنها تضع كل التعب جانبا
كل أسبوعين أزورها مرة لأكبر بابتسامتها وحبها لكل الناس.

(12 آذار 2013)

***

وديع سعادة

في بلاد نائية يعيش
يحلم بوطن مذبوح
يحفن من جمر كلمات قاموسه النادر حفنات الخبير
ينثرها على طاولته كالدرر
يختار القليل منها بعناية فائقة
يعيد الباقي منها إلى بخورها العابق الذي حمله معه من وطنه
على مهله يخط قصيدة تكون أحيانًا أشبه بشظية
أو تكون في كل الأحوال أشبه بأيقونة لا تشبه أية أيقونة أخرى
الشاعر لا يبكي لان الدموع جفت في مآقيه
فقط القصيدة تنزف باستمرار.

(12 آذار 2013)

***

في منطقة بيت جمال
أجلس وحيدًا تحت شجرة زيتون معمِّرة تشهد لي
جرافات اسرائيلية تعمل بلا كلل على جرف كل ما هو فلسطيني هناك
مستوطنات تمتد وتتمدد كسرطان في جسد الأرض الطيبة
لن يبقوا على تلك البقعة الفلسطينية الرائعة
طيور حجل تمشي باعتزاز غزلان تظهر وتختفي
زعتر بري في أوج نضوجه يمنع قطفه
فراشات جميلة تحوم حول رأسي.

(12 آذار 2013)

***

على سريسة يابسة
يزقزق عصفور
غيوم سوداء تجتاح السماء.

(12 آذار 2013)

***

بجسده الصغير احتمى بأبيه
الأب الأعزل احتمى في العراء
قنَّاص إسرائيلي يردي الطفل قتيلاً
الأب يتفجَّع على موت ابنه
كانا أعزلين ومسالمين حد الموت.

(12 آذار 2013)

***

الذين حفروا هوَّة كبيرة لي
ربما لم يدركوا أن السلطة بالمرصاد
تصطاد بالماء العكر
كلهم تآمروا عليَّ من دون أي ذنب
أما السلطة التي أثنت على إنجازاتهم العظيمة
قامت هي على نحو لا أعرفه حتى أنا
بمحاولة تدميري وجعل العالم كله مصيدة كبيرة لي
للتخلُّص مني
"بوركتم" يا من جعلتم حياتي
عذابًا وكابوسًا متواصلاً
كان التواطؤ ما بينكم وبين السلطة عظيمًا
ولربما حارت السلطة في أمر أكاذيبكم وتحريضاتكم
من أين لكم كل هذا الكم من الكراهية والحقد الدفين
على شباك بيتي يقف عصفور مزقزقًا
كما لو كان يقول لي لا تأبه لكل أكاذيبهم
الثعالب وكل الوحوش أقل أذى منهم ومن
السلطة الغاشمة التي تحاول الإيقاع بي بأي ثمن
أحيانًا أرى العالم من شباك غرفتي جميلاً
لا أجرؤ على الخروج من البيت غالبًا
أنتم "أبطال" فعلاً
تستحقون كل أكاليل الغار من السلطة "المحبوبة" التي
لا تني تزداد همجية "مهدَّد في كل مكان"
رأسي الذي بات عاريًا من الصحة لا يقوم كل يوم
إلا بتخمينات لا أول ولا آخر لها
أكداس من الوساوس
والحزن العميق
بوركتم جميعًا
في كل مكان تزداد المصيدة إحكامًا وكبرًا.
على شباك غرفتي ما يزال العصفور
يزقزق بحنان والسلطة تمعن في تعذيبها لي
رأسي المشوش بما لم يكن فيه
ينام قليلاً بلا أمل.

(12 آذار 2013)

***

مسكب ورد

مسكب ورد صغير كانت أمي تعنى به في صغرنا
تغضب (وهي التي لا تغضب) عندما ننتزع وردة
ما رأيناها تضع وردًا على الطاولة
بل كانت تضع القليل أمام تمثال العذراء
عندما كبرنا قليلاً أدركنا سر ذلك المسكب العزيز على قلب أمي
في اليوم السابق ليوم الجمعة الحزينة كانت أمي تقطف كل الورود
وباكرًا كانت تحملها كلها هي وأختي
إلى حيث يرقد أبي وشقيقيَّ الذين قضوا باكرًا قبل الأوان
أمي لم تحضر الأعراس
بل دأبت على حضور الجنازات فقط
كبرت أمي وأضناها التعب قبل الأوان
المسكب الذي عنت به خرب تمامًا
كانت تنظر إليه أحيانًا بأسى كبير كما لو أن موته كان شبيهًا بموت أولئك الذين تحبهم جدًا ورحلوا باكرًا
مسكب ورد من أجل الأموات فقط؟!
مع العمر تحوَّلت أمي إلى حديقة ورد أيضًا.

(13 آذار 2013)

***

كان الزوار القلائل الذين يزوروننا من حين لآخر يرحلون كما جاؤوا
دون أن يتركوا أثرًا
أما موتانا فكانوا دائمي الحضور وكان مكوثهم معنا محببًا علينا
أحبوا المكوث معنا بعد موتهم وأحببنا أن يكونوا معنا طيلة الوقت
كم زارونا في نومنا وصحونا واهتموا بكل كبيرة وصغيرة في حياتنا
مع الأموات عشنا أكثر مما عشنا مع الأحياء
في عمق كل واحد منا عشَّش موت كثيف
أمواتنا لا يرحلون بل يرحل الأحياء دون أن يتركوا أثرًا
ورد من أجل الأموات الرائعين الذين يزدادون حضورًا بيننا.

(14 آذار 2013)

***

حطام إنسان أنا
أشبه ببناية فلسطينية هدمها الإسرائيليون
لا أملك شروى نقير
لم أكن بطلاً طيلة حياتي
ولم أدَّع ذلك
ولم أكن جبانًا أيضًا
لكني مليء بخوف غزير
ينبع من أعماقي كما
لو كان نبعًا فيَّاضًا لا يجف
قبلت به على مضض
واكتسح حياتي وظل
دائم التفجُّر
اتكيء على ظلي
فينحني ظلي
وأكاد أقع
ألجأ إلى وحدتي التي صرت أكرهها
فيضج رأسي بوساوس لا أول ولا آخر لها
وأتمنى أحيانًا لو كنت بلا رأس
أحمل حالي بصعوبة
وأجرُّ حالي جرًّا
ولا أجد الأمان
الذي أنشده.
أيوب كان بطلاً حقيقيًا
أما أنا فأشبه ببناية فلسطينية
لا يزال الإسرائيليون يعملون على تدميرها تدميرًا شاملاً
وكل يوم يتضاءل ظلُّها.
هل أنا أنا أم صرت آخر؟
ليتني كنت أعرف.

(15 آذار 2013)

***

برعدة وخوف

أولئك الذين أرسلوني
إلى قاع الجحيم حيًا
من دون أي سبب
ربما فرحوا جدًا
أو ربما تنفسَّوا الصعداء
لأن أحقادهم وعدوانيتهم وجدت متنفسًا لها
للحظة قد يكون أحدهم ندم
بيد أنه في الحال تراجع عن ذلك
فالندم في عرف بعضهم قد يكون ضعفًا
عماليق بواسل يتكلمون العبرية فقط
يهاجمون شياطين قاع الجحيم بشراسة
لم يعهدها أولئك الشياطين من قبل
عندما أراهم أصاب برعب شديد
أما زالوا يطاردونني ويضطهدونني؟
أولئك العماليق ساموني كل أنواع العذاب
عندما كنت على الأرض
الشياطين يرتعدون فرقًا وخوفًا
العماليق يطالبونهم بحدة أن يرسلوا بي
إلى مزيد من أعماق قيعان جهنم
يصرخ أحد الشياطين أني في أعمق أعماق العمق
العماليق يصرخون ويطالبون أن يعنوا هم بي
رئيس الشياطين يرفض طلبهم بحزم
يهجم العماليق بقوة
تدور حرب لا رحمة فيها
أنين شياطين يعلو في توسل حار
لأن يرحمهم الله أو أحد ما من شر أولئك العماليق
الذين جاؤوا بسببي لاحتلال الجحيم
من أجل الإمعان في تعذيبي
كما فعلوا معي عندما كنت على الأرض
بعض الشياطين لا يستسلمون
استنجد بأمي العذراء التي
لا تخيِّب طلبًا لي
تأتي دامعة وتشفي كل جراحي في الحال
أتوسل إليها أن تنقلني من قاع الجحيم الذي
دفعني الأشرار إليه حيًّا من دون أي ذنب ارتكبته
تقول ستفعل في القريب
يرحل العماليق غاضبين
جثث شياطين مكدسة
وأنا أرتجف لا أصدق ما رأيت وما سمعت
أولئك الذين أرسلوني إلى الجحيم حيًّا
ربما فرحوا جدًا
كلهم تآمروا عليَّ
وفعلوا ما فعلوه لي ربما دون أن يطرف لهم جفن
لكني في أعماق الجحيم
لا أحقد عليهم
ولا أستطيع أن أسامحهم
ولا أتمنى لأي واحد منهم
أن يُرسل إلى أعماق الجحيم حيًّا
فحتى في أعماق جحيمي ثمة رحمة.

(16 آذار 2013)

*** *** ***

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود