|
رحيل المفكر محمد عابد الجابري
محمد عابد الجابري: الفكر في لوائح الكتب الأكثر مبيعًا - إبراهيم العريس كان محمد عابد الجابري، المفكر المغربي الراحل عن عمر ناهز الخامسة والسبعين، واحدًا من أشهر المفكرين النهضويين العرب خلال العقود الأخيرة. بل لعله كان المفكر العربي الوحيد الذي صارت كتبه كلها، ومنذ بدايات نشر سلسلته الفكرية نقد العقل العربي، الأكثر مبيعًا في أي لائحة من هذا النوع. في هذا الإطار كان ظاهرة يصعب تفسيرها: لماذا يقبل القراء العرب، وربما بعشرات الألوف، على قراءة أعماله؟ ولماذا يشتري نسخًا من هذه الأعمال قراء من الصعب القول إنهم، كلهم، يقرأون ما يشترون. في الوقت نفسه عرف بكونه الأكثر مشرقية بين كتَّاب المغرب العربي، في فترة ازدهرت فيها الكتابات الفكرية المغربية متغلبة على المشرقية، لاسيما بعد هزيمة حزيران (يونيو)، وفي سياق النجاح الكبير الذي افتتحه مواطنه عبدالله العروي بكتابه الأيديولوجية العربية المعاصرة. وربما اعتبر كثيرون من القراء المشارقة أن اليقين الفكري والمنهجي الذي جاء به الجابري في كتاباته، هو تعويض عن الارتجاج الذي أحدثه العروي. ففي كتابات العروي كان السؤال يطغى، أما لدى الجابري فاليقين لمن يحب أن يطمئن إلى تاريخه. من هنا كان الجابري المولود عام 1935 والدارس، خصوصًا في دمشق والرباط، مثيرًا للسجال، لاسيما في المغرب، حيث يؤدي الرواج إلى شتى ضروب الشك. وهكذا في وقت راحت كتبه الكثيرة، بدءًا من العصبية والدولة أطروحته للدكتوراه حول ابن خلدون (1971) وحتى أعماله الأخيرة، لاسيما منها ما دار حول فلسفة العلوم ومعرفة القرآن الكريم، مرورًا برباعيته حول نقد الفكر العربي، تفتن قراء المشرق، لاسيما أنصاف المثقفين منهم، فيما راح السجال يكبر حول صوابية آرائه في المغرب. وأخيرًا حين بدأ انتقاده في المشرق، تمحور أول الأمر حول عصبيته المغربية وتأكيداته بأن الفكر العقلاني العربي انتهى في المشرق مع الغزالي وابن سينا ليتواصل فقط في المغرب بعد الأندلس. كان ثمة الكثير مما يمكن الموافقة عليه في المتن الجابري، ولكن، كان ثمة الكثير مما يمكن مخالفته، أو اعتباره من قبيل البديهيات التي لا تطرب سوى أنصاف العارفين. وفي هذا السياق لم يكن غريبًا أن يساجله جورج طرابيشي في سلسلة كتب حملت عنوانًا رئيسًا هو نقد نقد الفكر العربي، وفيها تناول طرابيشي بالبحث الدقيق عددًا من يقينيات الجابري، لاسيما قسمة العقل إلى عقل عربي وآخر غربي، وامتدادية الفكر اليوناني وما إلى ذلك. والغريب في الأمر هنا هو أن الجابري الذي كثيرًا ما أنفق وقتًا لمساجلة مناوئيه، المغاربة والمشارقة (ومنهم فتحي التريكي وعلي حرب)، تصرف دائمًا كأن أجزاء كتاب طرابيشي غير موجودة، وكان حادًا في تجاهله إلى درجة أنه ذات يوم فيما كان كاتب هذه السطور يحاوره في مقابلة نشرت لاحقًا في إحدى الصحف اللبنانية، نظر باستغراب إلى محاوره حين سأله عن رأيه في سجال جورج طرابيشي له ولأعماله. بدا عليه أنه لم يسمع بهذا الاسم! كان الجابري تنويريًا ونهضويًا وغزير الإنتاج، كما كان – حتمًا – قوميًا عربيًا من النمط الشعبي. لكنه لم يكن مساجلاً جيدًا بالتأكيد. غير أن هذا كله سينسى وتبقى منه كتب شيقة ممتعة حاملة كل أنواع اليقين والمواعظ. أهمها على الإطلاق كتابه الأول عن ابن خلدون. ترى من قال يومًا إن العرب هم دائمًا أهل البدايات الجيدة؟ الحياة، 4-5-2010 * * * بين العلمانية والسلفية - ياسين تملالي رحل محمد عابد الجابري بعد رحلة طويلة نجح خلالها في خلع هالة القدسية عن الموروث الفلسفي واللاهوتي العربي ووضعه في دائرة الضوء النقدي. لم يبتدع الجابري الدراسة النقدية للتراث. هي من مكوِّنات الفكر العربي منذ مطلع القرن العشرين، مع أعمال مثل في الشعر الجاهلي لطه حسين والإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق. لكن هذا التوجُّه النقدي أخذ منحىً مختلفًا في السبعينيات والثمانينيات، بفضل أعمال الجابري ومنجزات باحثين آخرين. زاوج المنحى الجديد بين الحس النقدي والرغبة في اكتشاف «خصوصيات الفكر العربي»، نائيًا عن وهم تمثيل الحركات الفلسفية الأوروبية الحديثة. يمكن تلخيصُ مشروع الجابري في هذه الكلمات التي نقرأها في التراث والحداثة: ما لم نمارس العقلانية في تراثنا، وما لم نفضح أصول الاستبداد ومظاهره في هذا التراث، لن ننجح في تأسيس حداثة خاصة بنا، حداثة ننخرط بها ومن خلالها في الحداثة المعاصرة «العالمية» كفاعلين لا كمجرد منفعلين. هنا، يدافع الراحل عن ضرورة «حداثة عربية» خاصة، منتقدًا المشاريع السلفية والليبرالية والماركسية التقليدية للاندماج في العالم المعاصر. تبدو «وسطية» الجابري محاولةً للتموضع بمعزل عن الصراعات الدائرة بين التيارات العلمانية والتيار الديني بعد انحسار المد «التقدمي» في العالم العربي. محاولةٌ جاءت تؤدي دور الحَكَم بين اليسار الماركسي المتراجع واليمين الإسلامي الصاعد. وتجلَّت هذه الوسطية في جرأة دراسته للنص القرآني من ناحية، وفي رفض العلمنة من ناحية أخرى. ويلاحظ أن الجابري برر استحالة تطبيق نظام علماني في العالم العربي بنفس تبريرات الإسلاميين. فهو مثلهم كان يرى «العلمانية بمعنى فصل الدين عن الدولة غير ذات موضوع في الإسلام، لأنه ليس فيه كنيسة حتى تفصل عن الدولة». وقد عدَّ كثيرٌ من العلمانيين العرب هذا الموقف تنازلاً إراديًا للحركة الإسلامية. ورغم أن مشروع الجابري لرصد تكوين العقل العربي كان قطيعة نسبية مع ماضي الفكر الليبرالي في المنطقة العربية، فإنه بقي مطبوعًا بطابعه المثالي ذاته. قلما كان هذا الفكر يعد التراث نتاج ظروف تاريخية أدى فيها الاقتصاد دورًا حيويًا. وهو حتى إن ألقى عليه هذه النظرة المادية، فإنه كان يعدُّ «النهضة» أساسًا عملية «تراكم فكري» سيقدَّرُ لها يومًا أن تغيِّر الواقع السياسي والاقتصادي. صحيح أن في استخدام مصطلح «العقل المستقيل» لوصف جزء من الإنتاج الفكري واللاهوتي العربي تنويهًا بتباين هذا الإنتاج وتنوعه، لكن ألا تشير عبارةُ «العقل العربي» في حدِّ ذاتها إلى أن موضوعها معطى ثابت عبر العصور؟ ألا يعني ذلك افتراض تمايز جوهري بين «عقل عربي» وعقل آخر «غربي» يختلف عنه جذريًا؟ أما الدعوة إلى بناء «حداثة عربية فعَّالة لا منفعلة»، فتحمل في طياتها الإيمان بأنَّ بلورة فكر حداثي هي أولى مراحل الحدثنة العربية، وهو ما يفترض للفكر استقلاليةً كبيرةً عن سياقه التاريخي ودورًا جوهريًا في تغييره. الأخبار، 4-5-2010 * * * الجابري... مشروع بحجم دولة - عباس بيضون توفي أمس عن 75 عامًا المفكر المغربي محمد عابد الجابري. طار صيت الجابري في المشرق والمغرب العربيين، فقد استطاع الرجل العصامي، الذي نشأ في أسرة مدمرة وزاول في فتوته مهنًا كالخياطة ودرس للشهادة الثانوية على نفسه، أن يؤثر بعمق. صار له في كل جامعة وبلد مريدون بقدر ما صار له من خصوم ومخالفين. كثرة هؤلاء وأولئك تشي بدوران النقاش حوله وبقوة حضوره وانتشاره. لا نبالغ إذا قلنا إن فكره ساد على حقبة كاملة وإن كلاً من مثقفي الثمانينيات كانت له حقبة جابرية، وإن الرجل غدا منذ ذلك الحين أحد معلمي الفكر العربي وسلطة فكرية وثقافية راسخة. يرجع جزء من ذلك إلى أن الجابري انبرى لتشييد مشروع فكري عربي متكامل أجاب ذلك الحين عن جملة الأسئلة المعلقة: أين نحن من الغرب، وما هي هويتنا الفكرية، ومن أين نبدأ. أسئلة هي أيضًا عطش معرفي ووجداني وقلق جارف، ولم يكن في الحساب أن أحدًا قادر على التصدي لها. كان للجابري من الجرأة والمجازفة ان بكَّر إلى اكتشاف هذه الحاجة المتأزمة وتلبيتها. حين كان الجابري ينقد العقل العربي كان يؤسس هذا العقل ويشعر بوجوده، يجد حجر البداية ويضع الأساس. لا أعرف ما هي صلة مؤلَّف الجابري الذي بدأ في السـبعينيات بقلق ورعف ما بعد هزيمة الـ67، إلا أن الجابري، في عز المناظرة الخاسرة مع الغرب والشعور المر بالقصور والضياع الفكري والقطيعة المتمادية مع التراث والقلق على الهوية والذات، بدا مشروعه منقذًا من الظلال وجوابًا عن بحث رائد عن نقطة الابتداء التي وجدها في ابن رشد وابن خلدون وفي عقلانية عربية اعتبرها نظيرًا للتنوير الغربي. لم يقطع الجابري مع الغرب ولم يستغرق الثمل بالهوية، لكنه وجد بدون حرج صرحًا عقلانيًا عربيًا إزاء العقلانية الغربية التي ظلت مرجعه ومعياره. هذا الصرح العقلاني كان لا بد في نظره من إعادة بنائه، من رصه من جديد لبنة لبنة ومن موضعته وتحديده. ظلت النهضة الغربية مثالاً يستنهض مقابلاً عربيًا لا يقل تكاملاً. لقد وجدنا هكذا الحجر الأساس الفلسفي والفكري وليس علينا إلا أن نبني عليه. مشروع الجابري الفكري كان تقريبًا النظير الأيديولوجي للدولة القومية. لقد امتلك تقريبًا تكاملها وأرضيتها التاريخية والمستقبلية، وهو بالتأكيد كان مصالحة كبرى بين الغرب والعرب وبين التراث والحاضر وبين الواقع والتاريخ. كان الجابري سيد مشروعه واستعمله في الحقيقة كسلطة غير محدودة. كان معلم فكر. وبوصفه كذلك أخذ يحدد ويرسم ويقطع ويحسم بصرامة وجزم. كان لا بد من تطهير التراث ليغدو هذا الصرح العقلاني ولو أدى ذلك إلى تجزئته وقطع أواصره وجذوره. هكذا قامت عملية فرز وتخليص داخلية. كان لا بد من عزل النواة العقلانية عن القشور التهويمية والصوفية والتخريفية. لا بد من تخليص القمح العقلاني من الزوان الإشراقي. وجد الجابري أن التفاعل الإغريقي العربي كان منارة هذه العقلانية فيما كانت الرواسب الفارسية واليهودية وسواها هي منبت التخريف والشطح. في النهاية كانت هناك قسمتان: العقلانية وغير العقلانية، المغرب الغربي العقلاني والمشرق الإشراقي الصوفي. تجزئة مضعفة وبناء قائم على كثير من البتر والتجزئة. كان مشروع الجابري وعدًا لكنه بدا لكثيرين قلعة غيلان. بعضهم وجدوا أنه يجمد التراث في ناديه، بل يجمد الغرب نفسه في حقبة، أنه جزَّأ التراث واجتثه من جذوره. لم يجعله اثنين فحسب، بل قطع منه بعض منابعه الأخصب روحًا ومخيلة وشعرية. بعضهم لم يجد في هذه العقلانية نفسها سوى خيال عقيم. كل ذلك لم يؤخر الجابري عن أن يوطد مشروعه وأن يمارس في سبيله سياسات مثيرة للجدل. كان الجانب الأيديولوجي منه يظهر مع الزمن ويتأثر بالزمن. لم يكن الجابري وحده صاحب مشروع، والأرجح أن كثيرين وضعوا حجارة بداية أخرى، إلا أن الجابري كان أقلهم احتراسًا وأكثرهم جموحًا للتكامل، ولو بقدر أكبر من الاجتثاث. تزايد مع الزمن خصوم الجابري وقل مريدوه. إلا أن غيابه قد يكون أيضًا غياب المشاريع الكبرى وبروز خطابات أكثر جزئية، بل غالبًا بلا مشاريع. الأرجح أن مشروعًا بحجم دولة لا يبقى في غياب الدول. السفير، 4-5-2010 * * * رحيل صاحب نقد العقل العربي - عبد السلام بنعبد العالي أمر واحد ربما كان المرحوم محمد عابد الجابري يأسف عليه وهو يرحل عنا، هو أنه لم يستطع أن يكمل مشروعه. مشروعه هذا لم يكن من السهل، ولا من الممكن، إكماله. لأنه لم يكن مشروع فرد بعينه، بل كان مشروع جيلين، مشروعـ"نا". ذلك أنَّ السي محمد لم يكن ليميِّز خلال حياته الفكرية، بين ما يخصه وما يخصـ"نا". هذا هو الانطباع الذي كان يتركه لديَّ كلما سنحت لي فرص اللقاء به. كان يشعرني دومًا أنه يحمل على كتفيه أثقالاً أكبر من أن يتحمَّلها فرد بعينه. لعل ذلك ما كان يدفعه نحو العمل، لا أقول المتواصل، وإنما اللامحدود. لا يمكنك أن تصادف السي محمد إلا منشغلاً مشتغلاً، وسرعان ما تجد نفسك متورِّطًا في العمل معه وإلى جانبه. عرفت السي محمد أستاذًا منذ أواسط الستينات. الميزة الكبرى التي كانت تميِّزه هو أنه لم يكن ليشعرك على الإطلاق أن لديه علمًا يريد أن ينقله اليك، وإنما أنه على استعداد دائم لأن يتعلَّم معك. كان يشعرنا أن الأرض ما زالت خلاء، وأن علينا أن نؤسِّس الأمور من جذورها. بهذا المعنى يمكن أن نقول إنَّ الفلسفة وتدريسها وتعريبها في المغرب أمور قامت على أكتافه. كان يعلم أنَّ الأمور لن تكون أول الأمر على ما يرام. لكنه كان يدرك أتمَّ الادراك أنَّ التأسيس لا يمكن الا أن يتَّصف بالنقص وعدم الاكتمال، وأنَّ طريق التأسيس شاقة وعسيرة. لذا كنت تجده ينقضُّ على الفرص كلما سنحت ليستثمرها من أجل ذلك التأسيس. في هذا الاطارعمل كلَّ جهده لأن ينتزع تدريس الفلسفة من الأساتذة والمفتشين الفرنسيين، فقام بتهيىء أولى الكتب المدرسية لتدريسها. هذا الأسلوب نفسه هو ما اتبعه في تدريسه الجامعي وإشرافه على الرسائل والأبحاث. لم ينفك الأستاذ الجابري يشعرنا خلال حياتنا الطلابية أننا بصدد تأسيس جامعة مغربية، وأن الطريق ليست يسيرة، وأن علينا أن نحمل الجامعة، وشعبة الفلسفة بصفة خاصة، على أكتافنا. لذا وجدته متطوِّعًا لتدريس مواد متنوعة ربما لا رابطة تربط بينها، اللهم الروح النضالية لذلك الأستاذ الذي يعرف أن عليه أن يتعلَّم وهو يعلم، وأن مفاهيم التخصص والتبحر آتية فيما بعد. وأن الوقت هو وقت زرع البذور. إلا أن زرع البذور لا يمكن البتة أن يتمَّ من غير جذور ووعي تاريخي. لذا وجب علينا أن ننفتح على التراث، على تراثين: التراث العربي الإسلامي وكذا على التراث الإنساني، إلا أن كلَّ تملُّك لما يسمَّى تراثًا إنسانيًا لابدَّ أن يتمَّ عبر خصوصية هي خصوصيتـ"نا". الأوان * * * سيرة ذاتية الاثنين 3 أيار 2010 توفي المفكر محمد عابد الجابري بعد رحلة طويلة في عالم الفكر والفلسفة والإبداع. نقدم هنا أهم المحطات الرئيسية في حياته، وكذلك قائمة بمؤلفاته باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية. ولد محمد عابد الجابري يوم 27 ديسمبر 1935 في فجيج (وجدة، المغرب). الشهادات الجامعية: - دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة. كلية الآداب. جامعة محمد الخامس. الرباط 1967. - دكتوراه الدولة في الفلسفة. كلية الآداب. جامعة محمد الخامس. الرباط 1970. المهام العلمية: - مراقب وموجه تربوي لأساتذة الفلسفة بالتعليم، 1962-1967. - أستاذ الفلسفة والفكر الإسلامي بكلية الآداب، جامعة محمد الخامس الرباط، 1967-2002. أهم محطات مسار حياته: - اكتوبر 1953، بعد إغلاق السلك الثانوي بالمدرسة المحمدية بالدار البيضاء، على إثر نفي محمد الخامس، التحق بنفس المدرسة معلمًا في القسم التحضيري ثم في أقسام الشهادة الابتدائية. - 1956 حصل على الشهادة الثانوية (البروفي)، كما حصل على شهادة الكفاءة في التعليم الابتدائي، ما خوله الالتحاق بسلك التعليم بوازرة التربية الوطنية كمعلم رسمي ابتداء من أول أكتوبر 1957، وقد عين في نفس المدرسة معلمًا رسميًا معارًا للتعليم الحر. - 1956 حصل على الشهادة الأولى للترجمة (مترشح حر). - يونيه 1957 حصل على شهادة البكالوريا كمترشح حر، وكان هذا بداية اتصاله بالشهيد المهدي. - قضى صيف سنة 1957 في جريدة "العلم". - اكتوبر 1957 - يونيه 1958 أخذ تفرغًا للتعليم وقضى السنة الجامعية الأولى في دمشق. وحصل على شهادة "الثقافة العامة". - التحق بجريدة "العلم" من جديد صيف 1958. - اكتوبر 1958 التحق بكلية الآداب بالرباط قسم الفلسفة، حيث تابع دراسته الجامعية. - اكتوبر 1958 التحق بمعهد ليرميطاج بالدار البيضاء كقائم مقام مدير منذ إنشائه في نفس التاريخ إلى يونيه 1959. - ساهم في انتفاضة 25 يناير 1959، والتحق بجريدة "التحرير" منذ تأسيسها يوم 2 أبريل 1959 كسكرتير تحرير متطوع، في الوقت نفسه الذي واصل مهمته كمشرف على معهد ليرميطاج. وفي يونيه 1959 توقف عن العمل في هذا المعهد بسبب ظروف انتفاضة 25 يناير، متخليًا عن راتبه فيه، مواصلاً العمل في "التحرير" براتب شهري متواضع. - يونيه 1961 حصل على الإجازة في الفلسفة. وفي يونيه من العام التالي حصل على شهادة السنة الرابعة (الإضافية). - في صيف 1962 عاد إلى التعليم ومتابعة دراسته العليا وطلب إعفاءه من الارتباط بالجريدة كموظف مداوم يتقاضى أجرًا، وواصل التزامه بنفس مهماته فيها متطوعًا. - انتخب عضوًا في المجلس الوطني للاتحاد الوطني للقوات الشعبية في المؤتمر الثاني مايو 1962. - في اكتوبر 1962 أنشأ المجلس البلدي في الدار البيضاء (وكان اتحاديًا) معهدين ثانويين أحدهما للبنين أسندت إدارته للمرحوم عبد القادر الصحراوي، والآخر للبنات أسندت إدارته للجابري. - يوليو 1963 اعتقل مع باقي المسؤولين والأطر الاتحادية في مؤامرة تصفية الاتحاد ومكث رهن الاعتقال في زنزانة بالدار البيضاء أكثر من شهرين ثم أطلق سراحه لفراغ الملف. في السنة نفسها (1963) قررت وزارة التعليم "تأميم" المعهدين البلديين وإدماج العاملين فيهما في سلك موظفي وزارة التعليم، فعين أستاذًا للسلك الثاني ثانوي. - في مارس 1964 ساهم في إصدار مجلة "أقلام" وظل مشاركًا في تحريرها إلى أن توقفت سنة 1983 بسبب انفصال مديرها بنعمرو مع آخرين عن الاتحاد الاشتراكي. - في مارس 1964 صدرت أسبوعية "الأهداف" التي اهتمت بالجانب الثقافي مع تغطية نشاط الفريق البرلماني الاتحادي وأخبار الاعتقالات والمحاكمات... الخ. - في ديسمبر 1974، وفي إطار الاستعداد للمؤتمر الاستثنائي، استأنفت المحرر الصدور وواظب الجابري على كتابة ركن يومي في "التحرير" بعنوان صباح النور منذ يوم صدورها في 2 أبريل 1959 إلى 16 يوليوز 1963 حين تعرضه للإعتقال، واستمر في كتابة ركن يومي في "المحرر" بعنوان بصراحة منذ 1965 إلى أن قدم استقالته من المسؤوليات الحزبية في أبريل 1981. - في أكتوبر 1964 عين أستاذًا للسلك الثاني ثانوي في ليسي مولاي عبد الله بالدار البيضاء. - في يناير 1965 تم بناء وتجهيز ثانوية المقاطعة السادسة بالدار البيضاء فانتدب إليها بصفته قائم مقام مدير، ثم شارك في الحركة الانتقالية فحصل على منصب مدير لها بصفة رسمية. - على إثر حوادث مارس 1965 اعتقل ضمن مجموعة من رجال التعليم ثم أطلق سراحه لفراغ الملف. - 1965-1966 ساهم في الإعداد لتأسيس النقابة الوطنية للتعليم واستعادة التضامن الجامعي المغربي. - في نوفمبر سنة 1966 قام الجابري مع أحمد السطاتي ومصطفى العمري بتأليف كتاب دروس الفلسفة لطلاب البكالوريا في جزأين: الجزء الأول في الأخلاق والميتافيزيقا، والثاني في مناهج العلوم وعلم الاجتماع وعلم النفس. ثم تلاه في يناير 1967 كتاب الفكر الإسلامي ودراسة المؤلفات حسب برنامج البكالوريا. - في يونيه 1967 حصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة، فالتحق في أكتوبر بكلية الآداب في الرباط كأستاذ مساعد. - في اغسطس 1967 كان من بين الذين انخرطوا في تجربة "الوحدة" التي عمل لها المرحوم عبد الرحيم بعد اعتقال المحجوب بن الصديق. - في 11 اكتوبر 1968 صدرت جريدة أسبوعية باسم "فلسطين"، وكان الجابري من ضمن المساهمين فيها. - في سنة 1968 تولى، مع أحد أساتذة الجامعة، مهمة مفتش الفلسفة في التعليم الثانوي المعرب بالمغرب كله. ورقي في السنة التالية 1969 إلى درجة أستاذ محاضر في نفس الكلية على أساس دبلوم الدراسات العليا الذي حصل عليه في السنة السابقة. - في سنة 1970 حصل على شهادة دكتوراه الدولة في الفلسفة، وكانت لجنة المناقشة مزدوجة، مغربية فرنسية. وهي أول دكتوراه دولة بالمغرب في مادة الفلسفة. أطروحته الدكتوراه العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي. - عين في أكتوبر 1971 أستاذًا للتعليم العالي. - في سنة 1972 كان ممن ساهموا في الإعداد لانتفاضة 30 يوليوز 1972. - في سنة 1973 صدر له كتاب بعنوان أضواء على مشكل التعليم. وهو في الأصل جملة مقالات كتبها في مجلة "أقلام" المغربية بين يونيه 1972 ومارس 1973. - في سنة 1976 صدر له كتاب مدخل إلى فلسفة العلوم، وهو جزآن: الأول بعنوان تطور الفكر الرياضي والعقلانية المعاصرة، والثاني بعنوان المنهاج التجريبي وتطور الفكر العلمي. - في 1977 صدر له كتاب بعنوان من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية. - في سنة 1980 صدر له كتاب نحن والتراث. - في 5 أبريل 1981 قدم استقالته من المكتب السياسي وانصرف انصرافًا شبه كلي إلى العمل الثقافي محتفظًا في نفس الوقت في مساهمته كما من قبل بكتابة مقالات من حين إلى آخر في جريدة الحزب. - في سبتمبر 1997 أصدر مع محمد إبراهيم بوعلو وعبد السلام بن عبد العالي مجلة "فكر ونقد" التي تولى فيها مهمة رئيس التحرير. - اعتبارًا من اكتوبر 2002 أحيل على التقاعد، بعد أن أمضى في سلك التعليم خمسة وأربعين سنة بصفته رجل تعليم رسمي (أي من فاتح أكتوبر 1957 إلى 30 سبتمبر 2002). الجوائز التي وافق على استلامها - جائزة بغداد للثقافة العربية التي تمنحها اليونسكو. يونيو 1988. - الجائزة المغاربية للثقافة. تونس، مايو 1999. - جائزة الدراسات الفكرية في العالم العربي التي تمنحها MBI Foundation تحت رعاية اليونسكو. 14-11-2005. - جائزة الرواد. مؤسسة الفكر العربي، بيروت، 07-12-2005. - ميدالية ابن سينا من اليونسكو في حفل تكريم شاركت فيه الحكومة المغربية بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة الرباط، الصخيرات، 16 نوفمبر 2006. الجوائز التي اعتذر عنها - اعتذر، في أواخر الثمانينات، عن الترشيح لجائزة الرئيس صدام حسين (100 ألف دولار). - اعتذر عن جائزة المغرب مرارًا. - اعتذر في عام 2001 عن جائزة الشارقة التي تمنحها اليونسكو (25 ألف دولار). - اعتذر في سنة 2002 عن جائزة العقيد القذافي لحقوق الإنسان (32 ألف دولار). - اعتذر عن العضوية في أكاديمية المملكة المغربية مرتين مع تأكيده في المرة الأولى على تفضيله البقاء ضمن موقعه في المعارضة، وككاتب بهذه الصفة. المؤلفات - العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي، 1971 . وهو نص أطروحة لدكتوراه الدولة في الفلسفة والفكر الإسلامي، كلية الآداب، جامعة محمد الخامس، الرباط، 1970، وكانت بعنوان علم العمران الخلدوني: معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي. - أضواء على مشكل التعليم بالمغرب، 1973.
-
مدخل إلى فلسفة العلوم: جزآن،
1976. - من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية، 1977. - نحن والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي، 1980. (ترجم إلى الإسبانية). طبعة جديدة (العاشرة) مع إضافة 2006. - الخطاب العربي المعاصر: دراسة تحليلية نقدية، 1982. (ترجم إلى التركية). - تكوين العقل العربي، 1984. (ترجم إلى التركية والفرنسية). - بنية العقل العربي، 1986. (ترجم إلى التركية والفرنسية). - السياسات التعليمية في المغرب العربي، 1988. - إشكاليات الفكر العربي المعاصر، 1988. - المغرب المعاصر: الخصوصية والهوية... الحداثة والتنمية، 1988. - العقل السياسي العربي، 1990. (ترجم إلى التركية والفرنسية والإندونيسية). - حوار المغرب والمشرق: حوار مع د. حسن حنفي، 1990. - التراث والحداثة: دراسات ومناقشات، 1991.
-
مقدمة لنقد العقل العربي:
نصوص مترجمة إلى اللغة الفرنسية تحت عنوان: - المسألة الثقافية، 1994. - المثقفون في الحضارة العربية الإسلامية، محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد، 1995. - مسألة الهوية: العروبة والإسلام ... والغرب، 1995. - الدين والدولة وتطبيق الشريعة، 1996. (ترجم إلى الكردية، كردستان العراق. الترجمة الإنجليزية تحت الطبع). - المشروع النهضوي العربي، 1996. - الديمقراطية وحقوق الإنسان، 1997. - قضايا في الفكر المعاصر: (العولمة، صراع الحضارات، العودة إلى الأخلاق، التسامح، الديمقراطية ونظام القيم، الفلسفة والمدينة)، 1997. - التنمية البشرية والخصوصية السوسيوثقافية: العالم العربي نموذجًا، 1997 (نشر الأمم المتحدة، الإيسكوا، ترجم إلى الإنجليزية). - وجهة نظر: نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر، 1997. - حفريات في الذاكرة، من بعيد (سيرة ذاتية من الصبا إلى سن العشرين)، 1997.
-
الإشراف على نشر جديد لأعمال ابن رشد الأصيلة مع مداخل ومقدمات تحليلية وشروح الخ،
1997-1998. - ابن رشد: سيرة وفكر، 1998. - العقل الأخلاقي العربي: دراسة تحليلية نقدية لنظم القيم في الثقافة العربية، 2001. - سلسلة مواقف (سلسلة كتب في حجم كتاب الجيب: انظر الصفحة الأولى). - في نقد الحاجة إلى الإصلاح، 2005. - مدخل إلى القرآن، 2006. - فهم القرآن: التفسير الواضح حسب ترتيب النزول، 2008. French - L'Islam et l’Occident - La globalisation dans la pensée arabe contemporaine - Peut-on libérer l’avenir du passé - Extrémisme et attitude rationaliste - Ibn Rushd et dialogue des cultures - choc des civilisations ou conflit des intérêts - Introduction à la critique de la raison arabe (présentation) English - Contemporary Arab views 0n globalization - What Role for Non-Governmental Organization - Can modern rationality shape a new religiosity? - Arab-Islamic Philosophy *** *** *** |
|
|