|
تطورٌ
مؤسف في قضية حجازي وسالم في
تطور مؤسف يؤكد ظلاميةَ
العصر الذي نحياه، واختناق صوت الفكر
والإبداع تحت مقاصل السلفية والوصاية
الدينية المتزمتة التي تفشَّت مؤخرًا في
أرجاء العالم العربي، تحركت قضية مجلة إبداع،
بضحيتيها حجازي وسالم، خطوةً إلى الوراء. وكانت أن
استمعت النيابةُ إلى أقول يوسف البدري الذي
كان تقدم ببلاغ ضد الشاعرين المصريين أحمد
عبد المعطي حجازي، وحلمي سالم: حجازي بصفته
رئيس تحرير مجلة إبداع التي نشرت القصيدة
التي كتبها سالم، وزُعِمَ أنها تمس بالإساءة
الذاتَ الإلهية. استمع أيمن رخا، رئيس نيابة
وسط القاهرة، إلى أقول يوسف البدري وبعض رهط
من المبلغين معه الذين أجمعوا أن مجلة إبداع
التي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية نشرت
قصيدة للشاعر حلمي سالم تحت عنوان "شرفة
ليلى مراد" تحوي إساءة وتطاولاً على الذات
الإلهية. ويُنتظَر أن تستدعي النيابةُ [...]
الشاعرين حجازي وسالم لسماع أقوالهما. وحيال هذا
التطور المؤسف، يهيب المثقفون المصريون
بزملائهم المثقفين العرب أن يتضامنوا
ويتضاموا معا يدًا واحدة من أجل رفع حجب
الظلامية الكثيفة التي تتربص بالمبدعين،
وتربض فوق كاهل الفكر والإبداع العربيين، وأن
يطالبوا الكيانات الإسلامية المتربصة أن
ترفع أياديها الغليظة الطولى عن حناجر وعقول
المبدعين والمفكرين، أسوةً بعصور الاستنارة
الإسلامية القديمة، بل أسوة بجيل لا يفصلنا
عنه سوى عقود معدودة في أوائل القرن الماضي،
حين كان الفكرُ لا يقارعه إلا الفكرُ، وليس
المحاكم والترويع وقانون الحِسبة. ***
*** *** ملحق شرفة
ليلى مراد[1] أسمهان نظرية البكارة رومانسية نقاوم الشجنَ
بعصر ما بعد الصناعة البلياتشو تعبنا من توالي
الامتحانات الأزبكية يقسو على نفسه
موبخًا: يا لطخ، الجميلات لا يصح أن يصعدن
السلالم وهن معلَّقات على ذكرى الأب الذي
يظهر خفيفًا في القصص. ظلت دعوةُ
الشاي مؤجلةً حتى ماتت التي في مقام الأم
أثناء حمَّى الطوائف. وقبل موتها بربع قرن،
اعتزلتْ دمية تياترو الأزبكية ليصير لديها
وقتٌ لتناول الينسون كطيف من زمان السلطنة. لعلَّني أنا
الذي في الحديقة، أمزج الشحاذة بالغرام،
مصطنعًا الاعرجاج في ساقي، والعكاز تحت الإبط.
فهل أنتِ الواقفة في شرفة ليلى مراد؟ طائرات البيوت تأكلها
الرطوبة حراسة ليس من حلٍّ
أمامي طاغور تنام متخففةً
من شدادة الصدر الأندلس أنت خائفةٌ الأحرار الرب ليس
شرطيًّا الطائر الرب ليس عسكري
مرور ***
*** *** [1]
قصيدة الشاعر المصري حلمي سالم التي قيل إن
فيها "تطاولاً على الذات الإلهية"،
وهي من ديوانه الثناء على الضعف. |
|
|