|
الوجهُ
والمنافَسةُ إلى
هڤال يوسف وهوزان عكو كل
تشبيه قويٍّ هو تأويل ضمني
عميق، وكل تأويل واسع هو بالضرورة تشبيه باهر.
وإذا كان التشبيه أساس الصورة، والصورة مرآة
المجاز، فإن قدرة الوجه على الحضور – كصورة
ندِّية وغريبة – هي من قدرته على تضمين مجازه
كاملاً في التشبيه، وتشبيهه كاملاً في
الصورة، وصورته كاملة في ظاهر حر، وما يظهر
منه كاملاً في تأويل يتجاوز الظاهر المكرر
إلى نداء خفي. الغموض – محل الجاذبية ومحل
السؤال – يشكل روح المنافسة الجمالية على
الوجه. والوجه – مرآة قلق ومرآة تأثير – هو
أصل كلِّ منافسة حية قادمة. إن الوجه هو
المجاز الذي تتم المنافسةُ عليه. مثله كمثل
ظلٍّ منعش لا يقوى، على الرغم من عذوبته
الرقيقة، على غمر وجه وردة واحدة. الوجه هو
هذا الضجر الفتان المنبعث من الوردة، التي هي
إحدى صور النار، إلى بشرة الوجه، الذي هو إحدى
حالات الوردة. الوجه: إنه هذا التواضع الرفيع
أمام كلِّ ضوعٍ سافر. وأيضًا الوجه: إنه
الجوهر الذي لا يجيد التورية التامة. التورية
بوصفها قدرة مضاعفة للمجاز. المجاز لكونه سمة
عبور ضليل لا يدرك الكمال المرجو. الكمال الذي
يظل محبوسًا بالحاجة العصية إلى إدراكه. والكمال، على
هذه الحال، معشوقًا ومباحًا، يظل مرهونًا
بالتنافس الكامن في الوجه. فالكمال – في
الوجه ومنه وبه – هو الشعاع–القناع الأنضج
والأكثر احتضانًا لكلِّ منافسة ممكنة، لكلِّ
تجاوُز موعود. وإننا بذلك – من جديد – على وعد
نضارة مشرقة، نؤوِّل أحد أوجه قول النفَّري
مجزوءًا من "موقف التقرير": "وقال لي:
الواقف لا يعرف المجاز، وإذا لم يكن بيني
ويبنك مجاز لم يكن بيني وبينك حجاب." *
* * لكن
الوجه لا يمكن له الانفعال
إلا بالمجاز. وإذا لم يكن بين الوجه واللغة
مسافة – هي ضوء وإغراء المنافسة ذات المسعى
المستمر – لم يكن بين الوجه والشعر صلة. الشعر:
إنه عبير المنافسة. المنافسة: إنها المجال
الذي تتحقق فيه شعريةُ الوجه. المسافة: إنها
المجاز الذي تتكامل فيه منافسةُ الوجه لنفسه،
مثل صوت من عشب يغالب كلمات من حجر! وفي حبور
هذه الدوائر المرحة وغبطتها – حيث تمحو
الصورُ الكلماتِ لتؤلِّفها على هيئات راقصة
– تصفو عينُ الشاعر التي لا تشيح بنظرها عن
الوجه قط. الوجه: إنه الاستقبال المنفعل.
الضيافة المسافرة التي تستودع فيها النار
نضجها المتألق، مغذيةً ومطهرةً اللغة من كلِّ
قناع، مانحةً الوجهَ صفاءه المتجدد مذاقًا
لكلِّ هيام وكلِّ سحر. *
* * إنَّ
الاحتفال بالمنافسة يمنح
الوجه – إن لم يجبره بإغواء ماكر – التعرُّفَ
على وجه آخر. والتعرف، عبر المنافسة المتقدة
كوعي صارم، يتجلَّى بحيازة ندٍّ وغريم داخل
الوجه نفسه. إنها لبراءة مزدوجة! إنه لانتقام
ذهبي! الندِّية
المتأرجحة، هنا، بين الوجه وتوأمه الغريم
تلبي نداء الحذر وقلق الخسارة. هكذا يتعرض
الوجه – تحت ضغط النداء المنذر وشبح الخسارة
المرتقَبة – لتبادلية حميمة وخطرة، ليحفز
ويحرض كلَّ ما هو كامن وسرِّي وأسير في بيت
الوجه المهدد من نظير عاشق. من هنا، في أرض
التنافس والهوى، ينطلق الوجه في ارتحال
مُضْنٍ، داخل البيت وخارجه، بحثًا عن أمان
مفتقَد، أمان هو الفوز على الغريم المنافس
وتجاوُز شبحيَّته المهيمنة! *
* * إنَّ
ضرورة المنافسة ضرورةٌ
جمالية أكثر منها معرض إزاحة وغلبة. والوجه –
مكان التعاقب المتقدم – لا يبحث عن نصر بقدر
ما يتوق إلى لذة إصغاء عميق لطبقات الوجه
الصامتة، ولا يبتغي خاتمةً باتَّة بقدر ما
يصبو إلى سكينة طيِّعة وانسجام حصين. انسجام
تتعزز فيه فرصُ المنافسة وتشرق وحدةُ الوجه
الناصعة من ثراء وحدة الفعل التنافسي والقران
المشتعل بين ندَّين مخمورين لا تزيدهما
المنافسة إلا ولهًا مسرفًا وتعالقًا وارفًا! المنافسة،
بظلالها الجاذبة، تدفع الوجه إلى كلِّ انفعال
ممكن. وباندفاع الوجه هذا، حماسًا غير متسرع،
صوب إمكانية جديدة، غير مُحازة سابقًا، يبني
الوجه، لصق ندِّه الكامن فيه، بيتًا أمتن
وأكثر أمنًا. وبهذه الانعكاسات المتوالية بين
الوجه والمنافسة تتحول المنافسة إلى أكثر
أعمال الوجه قربًا وحرارة، ويرتفع وجه الندِّ
المضطرب إلى مصاف قلب معشوق. *
* * إنَّ
المنافسة تُغرِقُ الوجه في
ندِّية ملتهبة. ومن هذا التوهج المختلط
يجمِّع الوجهُ قراباتِه الداعمة دفاعًا عن
ذاتية قلقة حذرة ومتوحدة. إنها لعبة النفس
بقدر ما هي لعبة أسلوب. تقوِّي المنافسة من
جوهر الوجه، لكنْ مسنودًا بقوته على ابتكار
نفسه جوهرًا غير ممتلك. نغمات، نغمات، نغمات.
ضربات، ضربات، ضربات. كلها تقذف الوجه صوب
الامتلاء والارتواء، صوب تألق فيه يتجادل
التخوف من الخسارة مع تلذذ البقاء يانعًا
ومكسوًّا بعبير منفرد! وهذا العبير الصعب
بستان إحساس خلاب، جوهرًا تشرَّب، بعد أن
تماهى وتوازى مع عبارة برنار نويل الخلاقة
إثر تقليصها من الجسد كثمرة إلى الوجه كبذرة:
"خالدٌ هو الانفعال/ إنه في الوجه يطوف، وما
يبنيه/ يتجه نحو المستقبل." ما هو المستقبل
إن لم يكن الصفاء ذا البتلات القاسية؟ ما هو
المستقبل إن لم يكن الخير في هيئة غياب أكيد؟
ما هو الغياب إن لم يكن الوردة الكامنة في ماء
دفين؟ وما هو الماء إن لم يكن الحياة كلها؟
وما هي الحياة إن لم يطاردها الوجه في كلِّ
قبلة مستحيلة؟ وما هو المستحيل إن لم يكن قلب
الرغبة الأبدي؟ هذه هي فضائل المنافسة على
الوجه، وهذا هو الوجه محددًا ومهددًا ومبددًا
بقبلات المنافسة الساخنة. إنها لنضارة مشجعة–ضدية
ثملة، متوثبة أبدًا، صوب كل بهاء نقيٍّ، على
العكس تمامًا من بيت المعرِّي الجميل المؤلم:
"كأنما الخيرُ ماءٌ كان واردَهُ أهلُ
العصورِ فما أبقوا سوى العَكَر". *
* * المنافسة،
وما ينجم عنها، تخص فاعلين يملكون قدرات
متوازنة. إنها مقيدة بقواعد تشبه قواعد اللعب.
نظر اليونان – ولهم مجازات رائعة، من بينها
حائط الموت الشفاف الذي يفصل الأحياء عن
الأحياء – إلى الرياضة نظرة تنافُسية شديدة
الخصوصية. فهي، أي الرياضة، جلاء روحي. ينبغي للروح أن
تظهر من خلال أفعال البدن. ولكي يحوز البدن
روحه، عليه أن "يتمتع" ببنية بدنية
متناغمة ومنسجمة، أي جميلة في الأساس. بنية
جسدية قادرة على حمل الروح من خلالها. الروح
مبثوثة في الجسد كاملاً، وعلى الجسد أن يسمو
على مقام الوجه، مظهرًا ماهية الجسد كله. لذلك
ربما رؤوا أن: "التألق هو الماهية." هذا
وجهٌ نبعٌ لا ينضب. إن أفضل الوجوه
هي الوجوه الغائبة. وإن أجمل الوجوه هي الوجوه
المحبوبة. ولكي تحب، كما لو على لهب يتنافس
على النور، يجب أن تتألق. ولكي تتألق ينبغي أن
تتنافس. ولكي تتنافس ينبغي أن تلعب. إن
الوجوه، لكي تتنافس، ينبغي أن تحظى بتناغم
يرفع التنافس من قيمته المتعاكسة إلى بيانه
المنسجم. إن الابتعاد عن التنافس ابتعاد عن
الجوهر، والوجوه المظلمة ليست سوى نداء أخرس
لأرواح شحيحة التناغم. إن إلغاء التنافس في
الوجه هو إلغاء لكونه مرآة روحية خارقة. إن
إلغاء التنافس هو إلغاء كون الجسد–الوجه
إفصاحًا عن الروح. وإذا كانت الحكمة هي
الفصاحة، والفصاحة مظهر النبل العقلي، –
إننا ننظر إلى الوجه دائمًا كمجاز من العقل
إلى الروح، من المعرفة إلى اللهب السكران –
فإن قيمة المنافسة تظهر في قدرتها على
الإفصاح الأكمل والأنبل عن الوجه وفي الوجه! *
* * لقد
كان سقراط هو الذي فصل
المقدرة على التفكير الحكيم عن القدرة على
القول البديع. وهذا ما أوصلنا لاحقًا إلى خلع
حقيقة الأشياء عن جمالها. لكن التنافس يتجاوز
ما تكون عليه الأشياء إلى حدِّها المضيء، أي
تبيان قوتها العاقلة من خلال أوسع مدى جمالي
يمكن لها بلوغه. هنا تكمن أهمية الارتحال بأثر
الأشياء الثابت إلى فضاء قلبي وهاج. ولعلنا
نعيد بذلك الصدارة إلى أهمية رأي أرسطو
القائل: "الغلطة الفنية الوحيدة هي أن ترسم
الحيوان بصورة غير فنية." إن فهمنا للشيء
على أنه الأفضل أو الأسمى حقيقةً يجب ألا يؤخذ
بالمعنى الخلقي، بل بالمعنى الجمالي. إن
المدارس والمناهج التي تلقِّن الكلام
الببغائي نقلاً يؤبد التكرار، تكرارًا يرسخ
العجز، عجزًا يجمِّد الوجه، هي التي تقمع
التفكير، لأنه لا يمكن فصل اللسان عن اللغة،
ولا اللغة عن التفكير. ألم يقل ڤلهلم فون
هومبُلت إن "اللغة هي المعرفة". ولكي يكون
الوجه لسانًا ينمي القلب، قلبًا يشحذ العقل،
عقلاً يصقل الإبداع، مسار قصيدة الإنسان
الكبرى، ينبغي تحريض الوجه على التفوق، أي
جعل المنافسة صلاته الدائبة. يقول ييتس: "إن
الشعر هو وعي الجسد." وإذا كان الوجه وردة
الجسد، والشعر عطر الوردة، – ذروة الإنسان
اللطيفة الحارسة، – فإن التنافس يشعل وعي
الوجه الفرحان، صائغًا تاجه الوحيد، خيبته
النازفة أبدًا. إن الوعي الحاد والملحَّ
بالوجه ميدان تنافس خصب، يوسمه بالأثر الهائم
المنزاح دومًا. وهذا الأثر الطيفي المعرَّض
للبروق الحانية هو ما ينبغي الارتحال عنه –
فيه – للعثور عليه شعرًا كالجسد، "جسدًا هو
رفات ملاك"! *
* * الوجه،
دون شك، أحد أكثر الأشكال الإغراء بالقراءة،
لأنه أكثرها تحولاً وتبدلاً. في المقابل، فإن
الوجه، عبر تجواله المستمر، يكتسب تمنعًا
وبعدًا. إن قدرة الوجه على الإحالة إلى غيره
تماثل قدرة المجاز على توليد استعارات شتى من
الكلمات ذاتها. لكن الوجه، أيضًا، يظل عرضة
للامِّحاء والعطب، للتقلص والانزواء
والتواري. إنه المرآة المائية الواهية
الواهبة كلَّ سخاء وكلَّ عجز! يقدم التنافس –
غريم الوجه وتوأمه – بالتباسٍ يكاد يحوِّل
الألم إلى سحر. التنافس طريقة مذهلة لإبقاء
الوجه قرب الوجه مثل ملاك تحنان مريض. إنه
تَفَتحُ الإشفاق كعناق دافئ، ألمًا يؤلِّف
ويبتكر جمال أشد الحيوات تفلتًا وتفتتًا
وضيقًا. إني أحاول أن
أقدم معرفةً بالحواس على الرغم من رأي
أفلاطون المستند في شبابه إلى معتقدات
هيراقليطس: "موضوعات الحواس كلها هي على
الدوام في حالة جريان، وإنه لا توجد معرفة
بشأنها." الحواس، لا شك أنها آنيَّة
ومتدفقة، يدَّخرها الوجه، محافظًا بذلك على
حياة تجري دون توقف. لكن هذه الودائع العابرة
كلها ترتسم وتمتلك عبر الوجه حقلاً لملكية
متزايدة على الدوام: ثراء مدوِّخ، غناء عظيم!
الحاجة إلى التنافس يبرِّرها هذا الإغواء
الثري. إنها لمغامرة آسرة، طواف كعصيان مشتعل! ذلك أن الحسيات
هي مادة الشعر الأخصب. لذا يبقى الشعر –
مجازًا صرفًا – مرهونًا بقدرات الوجه
الكامنة على التدوين الوفي والسري، التلقي
الصامت والمستمر، متداخلةً مع قدرات التنافس
على التقاط الأسرار وفكِّها، معيدًا إياها
إلى لطف الأحاسيس الهائمة وحنان الانفعالات
الحاضرة الغائبة! ويبدو أن الوجه لا يتعلق
بغريم واحد. فتزايُد إرث الوجه – ولادة في
الموت – يفضي حتمًا إلى تعدد مماثل في
الأنداد. وشيئًا فشيئًا
يتحول الوجه إلى حيوان ميتافيزيقي بألف قلب
وألف عين. إن الإشارة إلى الأمور الممكنة إنما
هو تحفيز على الأمور الكامنة. أي أمر أعمق
وأرهف كمونًا من نار في الوجه؟! نار يجدر
بكلِّ قلب أن يتنافس عليها، وعلى كلِّ عقل أن
يراقص تموجاتها الحافلة! *
* * إنَّ
المنافسة في الوجه – على
الوجه – يمكن أن تقارَن بحركة التأرجح من
القلب إلى العقل، حيث الرغبة تقاوم قيدها في
شكل واحد، أي المراوحة السريعة المتواترة بين
الانخطاف والانصراف عن الموضوع ذاته، بين
التردد والحزم، بين القبض على الجوهر العفيف
وترك الشعلة مخذولة في دنس النسيان ومرارة
الانطفاء! لكن المنافسة ليست أمرًا بعيدًا عن
التلاؤم مع الجمال الطبيعي للوجه؛ فهي تحمل
معها غايتها في صورة تتلاءم مسبقًا مع موضوع
رغبتها، وبذلك يغدو الوجه مدار إشباع لا ينفد.
وهذا هو سرُّ الإثارة المتعلقة بسمو الوجه
الرفيع القادر على حرث كلِّ مخيلة ودرسها
باقتحام يظل هو نفسه مجالاً واسعًا لتأمل مدى
صلاحية وحرارة وبراءة الوجه للمنافسة عليه!
إن العقل يمكن له أن يرى نفسه في محيط غير
محدود من الهيجان والنفور والعنف. لكن ذلك كله
يسرِّع من قدرته على البقاء نضرًا إزاء الفزع
والسلام الذي يسببه وجهُ ميت. وهذه هي الطاقة
الأكمل للوجه على إشعال منافسة غير نهائية،
منافسة هائمة في طور نضوج فتان، حيث أكثر
الأشياء جاذبية هي أكثرها إفزاعًا، وأكثرها
لطفًا هي أكثرها جاذبية، وأكثرها مدعاة
للتأمل هي أجملها، وأكثرها جمالاً هي أكثرها
رُعبًا، بشهادة راينر ماريا ريلكه أن"الجمال
بداية كلِّ رعب". وحيث إن الوجه
الحي يملك قدرات ضئيلة إذا ما قورن بثراء وجه
ميت وبهائه، فإن الروح مدعوة هنا إلى بلوغ
أبعد وأعمق ذروة ممكنة، حيث الأمان يشابك
الرعب بقيد من ذهب الوقت الآسر، والنضوجُ
العذب يبارك السقوط الجليل، والنهاية لم تعد
قادرة على إفساد بداياتها، إنما تُمِدها
برائحة ازدهار قادمة، ونشوة صلاة تحوِّل
الألم إلى رقص والعبودية إلى شغف حاذق بحرية
لا تسمح أبدًا بأولاد تذكِّرهم الحرية
بالقتل، والفناءُ سحرًا يقبض كلَّ وجود بحكمة
لا تجعل المعرفة في درجة واحدة مع العدمية،
وحيث يمكن حينذاك لقوى الذاكرة العاشقة أن
تمنحنا الشجاعة الباذخة لنقيس أنفسنا إزاء
قوة وجه باهرة وسافرة، ظاهرة وقاهرة – قبلاتٍ
هي مذاق الموت بعد أن تجاوزت المنافسةُ
خيالها الخائف، وحازت عوض ألف وجه مريض وجهًا
يحمل كلَّ وجه، سالمًا يتبادل الإصغاء مع
الحب، حبًّا – هو أيضًا – يغفر ويُضمِرُ كلَّ
وجه ويُسفِرُ عنه! عامودا
(سورية)،
نيسان 2007 ***
*** ***
|
|
|