بحر الظلمات
البشير النحلي
كِليني لوجهِ الشَّساعةِ والجمرِ يا ظلماتِ بحار الوصايا الجـديرةِ
بالملحِ والعطشِ الأبدي. كِليني لهمِّي أبادرْهُ فرْدًا كما الضَّـبُّ
بينَ الحرائق أعْـتدُّ
متَّكأً من صخورِ المتاهِ
فأستَّلُّ نارَ الهجير لأروي دمـائي فأحيا عِنادًا وأحيا جنونًا وأحيا
حنينًا وحينا.
كِليني لموتي فأنت لكلِّ القبائل ثديٌ يدرُّ بأفواه الطَّيِّعين صلاةً
وأمنا: بملحك تكبر فيهم عناكبُ تشحذُ رعبَ المحدَّدِ قبلاً
فـتمتصُّ
نسغَ الحياةِ بحدِّ الصِّفاتِ ووأد الأناةِ وقـصرِ
صكوكِ
النَّجاةِ على مـن يعد امتلاء الرئاتِ هواءً خروجًا يُحَدُّ. كِليني
فلستُ وصيًّا يحدِّدُ ما
لا يحدَّدُ،
ولستُ عجينًا يطيع جـميعَ القوالبِ،
لستُ سوى
ضــائعٍ
ضــالعٍ
في اشتهاءِ
الــــــــمسافاتِ شوقًا
لغصنٍ
حميمٍ
يشاركني
في بكاءِ
الـــــــــعراااااااااااااءْ.
*** *** ***