شِعر إجباري
وائل
شعبو
غفرانك أديل
سامحيني لأني أحضرتك إلى هذه الحياة الغريبة
حيث المنطق يدافع عن اللامنطق بل عن الجهل
حيث لاعبو الكرة أهم من الفلاسفة
والمطربون أهم من الشعراء
والممثلون أهم من العلماء
حيث المتدينون يكتمون همهمة الحياة
والأثرياء يسرقون حتى الموت
والفقراء يموتون حتى الحياة
حيث الشعوب أغبى من حكامها
وحيث التفكر والتأمل بالعدالة والحقيقة بلاهة.
أخٍّ يا أديلي
اغفري لي أني فقير وأحب ماركس وسارتر
والعصيان المدني
اغفري لي أني أكره الرأسمالية.
أبوك الذي لن يندم، حتى لو لم تسامحيه.
***
في الزمن
صورة عتيقة!
أغنية قديمة!
كيف يتبدد الزمن؟
أفقيًا مثل الأعمار
أم عامودياً مثل مستحاثاتنا.
موت عزيز!
أو شبه قديم!
كيف يتحرك الزمن؟
لولبيًا كزوبعة خفيفة على الرصيف
أو متلويًا كأفعى شبقة.
طعمه في الجينات
رائحة مدَّخنة بالسُكر والملح
يفلت في سكرنا سكرانًا
عميقًا كالبعد الثالث
خاويًا كالبعد الرابع.
يمضي
بلا حواسنا
كأنه الروح التي لا نمل من عدم وجودها
كأنه الحياة تأتي ولا تبقى ثكم تأتي.
هل هو مثل العدل الذي يسخر من أحلامنا؟
أم مثل الطفولة تتسرب في الخلايا المخَلخَلة؟
هل هو الحب مشرنق في الجسد؟
أو جسد يتهفهف في الحب؟
لكن ربما مثل الحياة هو
التي لا يمكننا ثانية أخرى أن نعيشها
ولا حتى أن نستعيرها.
***
أضحك بغباء
لأني بقيت عاديًا
فلم أصبح بطلاً
ولا مشهورًا
أضحك بغباء.
وأضحك بغباء
لأني لم أنتحر رغم كل الاغتراب الذي ينخرني...
ولأني قد انتحر.
ولأني أبقى طفلاً خجولاً من الناس وأكرههم بسبب خجلي
أضحك بغباء.
/ثقب الحياة واسع
ورغم وسعه لا أستطيع أن ألجه/
أضحك بغباء عندما أرى محجبة تحجبت ردعًا لحيونة الرجال
أي عندما يحجبها الرجال ردعًا لحيونتهم.
أضحك بغباء لأن الأغنياء يحششون مللاً من الترف
والفقراء مللاً من القهر.
وأضحك أيضًا بغباء
لأن الله للأسف ليس موجودًا
أو عندما أضطر للاستمناء
وعندما يجبرني الذكاء.
أضحك بغباء لأن معظم وأغلب المضطهدين أغبياء
أي أنهم مثل أعدائهم ليسوا ماركسيين.
حين أتذكر غباءات طفولتي ومراهقتي وشبابي ونضوجي وأحزن.. أضحك بغباء
أيضًا.
وأضحك بغباء عندما أعتقد أني فهمت شيئًا لم أفهمه.
ولأني لا أستمتع بالكذب
ولا بالصدق
ولأني أفكر أكثر مما يجب
وأعيش أقل مما يجب
كثيرًا ما أضحك بغباء.
وكذلك عندما أُجبر الشعر أن يكتبني
أضحك بغباء.
*** *** ***