تاهَ الحطَّابونَ
عنِ السَّاق..
مازن أكثم سليمان
تقصَّفَ غُصنٌ آخَر..
\فرَّتْ طُيوري إلى أغصانٍ
تقصَّفَتْ من قَبْل\
- ما مِنْ مِنشارٍ بمعالِمَ بارزة،
ولا ساعدُ عاصفةٍ غادِرة تقولُ: أنا هُنا،
لكنَّهُ الحُطامُ بكُلِّ النُّعوت..
الفاعلُ كالمفعولِ بهِ يُؤبَّنُ بأغنيةٍ
والحركاتُ شللٌ فوقَ حُروف المَغيب..
لَمْ أُدْهَشْ بمرأى الأشجار تُجفِّفُ التَّغريدَ عنِ الأرضِ..
لَمْ أتخيَّلْ الأوراقَ الخضراءَ خرقًا بالية كزينة الاحتفالات،
ولَمْ أُمنَحْ بَعْدُ هدْأةً تُطفىءُ الزِّحامَ في أسئلتي.
...
...
كنتُ أمشي مُنْقسِمًا على نفْسي
مُحدِّثًا العابرينَ لُغةً لا أعيها:
[تحرَّيْتُ عن نُسْغٍ كالنُّور
عن قلَقِ جرَّافة الحزن
تُكوِّمُ تربتي الخِصبةَ خارجَ الأسوار..؟!!]
[بلَغْتُ الشَّفَقَ التّائهَ في الذُّرى
ولَمْ أقبِضْ جُذورَ المُؤلِم؛
هيَّجَ الوَجْدُ أحلامَ البَصيرةِ
وعاشَتِ الينابيعُ خراطيمَ تتلوَّى في الهواء..!!]
[كالصَّمتِ المُكثَّفِ في الصَّوت
طوى أرَقي ملابسَهُ الصَّيفيَّةَ
وتاهَ الحطَّابونَ عنِ السَّاق
مأخوذينَ بجَمالٍ ثانٍ..!!]
...
...
كانَتْ جريمتي مُضْمَرةً
وقتَ راوَدَها الشّوقُ
أمنياتي لَمْ تكُنْ عاجزةً
لكنَّ مَلافِظَها كانَتْ خفيضةً
كأنَّةٍ مكبوحة
مُعلِنَةً ألا وطنَ للبَراعِم
سوى البَحث عنه..؟!!
\فرَّتْ طُيوري
وتبعَتْها المآقي كظلالِها\
...
...
تقصَّفَتْ
شجرةٌ
أُخرى
في
مَهاوِي
الرُّوح
..؟!!
*** *** ***