يا غريبي

سمر محفوض

حين تفقدني

سأخاف عليك من الوحل يجف في دمك
من الماء العذب يتورم في جسدك
من نهاية المواسم
تتشابكك ضياءً وظلالاً
سأخاف مجالات العودة
لأني نسيت حاسة اللمس فوق صوتك
يهزني العظم حين ينبغي أن أكون هادئة
حين تفقدني
سأخاف الأفق يتدلى رماديًا
ولا أستطيع
أن أمسك المطر.

*

جامحة

أنثى تكثر الخطى نحو العتبات
جامحة تفاجئ العزلة
توسع النهايات
تطوقها بثبات
تستعجل الوجه الطافي
الغافي بلحية مرمَّدة.

*

شرود

بهدوء أقبِل
وبهدوء تبللني النار
أموت بك أيها النهر المتردد
المليء بالكدمات
أتفتح كالصخر في انغمارك
قليلاً قليلاً
أبتسم.

*

يد لكَ

على رؤوس رماحك
قطراتي اخترقتَ النهدين
آآآآهٍ
روائح يدك تحرسني من فحيح مجهول
من عثرة للقلب
على الثلج غبية.

*

راقصي

خطوات هشة فوق المرآة الناعمة
تترك الهواء خلفها
في العتمة يرسم زوابع
تندثر باشتهاء.

*

تصوف

دون إله
دون تحالف ماجن مع المقدس
أكون يدًا
تخبىء ندوب الحجارة
على الوجه الملتبس للأنبياء.

*

أرق

استيقظ جافلة
ألهث...
غيوم الليل يابسة
أمد يدي للشقرة الخبيثة
وعيناي محتشمة الخوف
الخوف عليك
أن أكون في مكان غيرك.

*

سِفرك

كيف أبتكر نفسي
ويقضمك خبز ورماد الطريق
تكون سرًا في الخيط المنسوج على حجر
تعبر الأقفال..
المداخن تمر بهابيل
يعبر هنا وهناك
بشعور نساء موحلة
وبلمعات سيقان تائهة
بتقشر الجهات
تضيع بهذا القَدر من برودة دمك
بمدن مفكوكة الأزرار
تسقيك الدم والحليب.

*

يا كهفي

لا قاع
لا ضوء
لا ضجيج
أحاول اكتشاف العدم
أتمدد في رقاد وسادتك
أحفر فيها وأكتب
أداعب ملامس الأشياء
وأتأبَّد بك.

*

ظلان أبيضان

في هذه الجهة مني ما هو أكثر صلادة
مثل الحركة البطيئة للرطوبة
تنسلُّ في ظلمتي
أتواطأ مع النار
طفلان ميتان في قطرة حليبي
يكبران
يفيضان ريحًا وماء
ظلان أبيضان يتراكمان
في وجهي.

*** *** ***