أُديرُ ظهري للحُبِّ
وداد نبي
أديرُ ظهري
لثقلِ واحدٍ وأربعين عامًا
وضعناها على جسر البوسفور
لتمشي عليها ضحكاتنا في الغياب
أُديرُ ظهري
للموسيقا الصاخبة التي تسكنُ في الشقَّة المجاورة
فمن يكترثُ بالأغاني السعيدة
بالأقدامِ التي لا تتوقّفُ عن الرقص
برنين كؤوس الفودكا في يدِ النساء الجميلات
وأشجار الهُجران تنمو بصدرهِ
أديرُ ظهري
كما لو كنتُ "مانيكانًا" معروضًا بواجهة محلًّ فاخر
مانيكانًا يلبسُ فستان سهرة من الساتان الأزرق
ولا يبالي بالعيون التي تأكلُ قطعةً منهُ
أديرُ ظهري
لنصائح الأصدقاء
لوصايا أمي
لتلويحة يد الحُبِّ
لألبوم الصور القديمة
وألتفتُ للشيء الوحيد
الذي غادرني ذات فجرٍ ولم أعرفهُ أبدًا
شيءٌ يشبهُ الرغبة بالحياة
شيءٌ لهُ رائحة الحبِّ تحت الجلد البشري
شيءٌ يشبهُ صرخات طفولةٍ شقيَّةٍ تلعبُ بالماء في نهارٍ صيفيٍّ حار
أُديرُ ظهري
للحُب الذي لمستُ الشِعر بهِ
أهبهُ طائري الكناري الحزين
وكشاعرةٍ تتقنُ زج البهجة بكأسِ الخسارة
ألبسُ ثوبي القصير وأضحكُ بوجه الريح
خفيفٌ قلبي
خفيفٌ كثوبي القصير
ضاحكٌ كوجه الريح وهو يعانق ساقي العارية
أديرُ ظهري
لاستعارات الشِعر
تلك التي تُعمِّر كأشجار "التبلدي" لأكثر من ألف عام
لا لشيء... إلا لتظلِّل قبر الشاعر بعد موتهِ
أديرُ ظهري
لما عشتهُ كهواء
لما كتبتهُ كأبدٍ
لما سأنساهُ كعابرٍ
وأعضُّ على شفتي السُفلى
وأصرخُ... وأسفاه على عمري القصير
كاستعارة حُبٍّ بنصٍّ قصير.
*** *** ***
|
| |
|