الرِّسَالَةُ التَّاسِعَة
إلى أُورْيُون

 

غياث المرزوق

قَالَتْ لَهُ:
«إِنَّ أَجْمَلَ شَيْءٍ عَلى هٰذِهِ الأَرْضِ،
أَنْ تَتَعَلَّمَ فَنَّ الرَّحِيلِ عَنِ الذَّاتِ،
كَيْمَا تُذَوِّتَ ذَاتَكَ في وَاحَةِ الاِنْتِمَاءْ.
وَهٰذَا التَّعَلُّمُ لا يَتَأَقْلَمُ إِلاَّ شَهِيدًا صَهِيدًا،
بِأَتُّونِ عُزْلَتِكَ المُسْبَكِرَّةِ عَنْكَ،
وَعَنْ هَاجِسٍ بِالأُفُولِ سَوَاءً سَوَاءْ».

قَالَ لَهَا:
«إِنَّ العُزْلَةَ رَائِعَةٌ، حَقًّا.
في حَضْرَتِهَا نُرْهِفُ أَسْمَاعَ المَرْئِيِّ إِلَيْنَاْ،
وَإِلى مَا تَنْبِسُ أَفْوَاهُ اللَّامَرْئيِّ بِهِ، أَيْضًا،
مِنْ مَبْنىً أَوْ مَعْنَىْ.
لٰكِنَّكِ تَحْتَاجِينَ إِلى إِنْسٍ لِيَقُولَ مِرَارًا:
إِنَّ العُزْلَةَ رَائِعَةٌ، حَقًّا».

بِالتَّنَاصِّ مَعَ ڤِيرْجِينْيَا وُولْفْ وَأُونُورِيهْ بَالْزَاكْ

 

/... وَهَا هِيَ الأَرْضُ،
بَعْدَ أَنْ ضَاقَتْ بِهِمْ في مَهْمَهِ الحَشْرِ،
مَالَتْ وَاسْتَمَالَتْ، وَمَا بَرِحَتْ تَقُولُ:
«لَيْسَ لِأَجْسَادِكُمْ سِوَى أَنْ تَخْذِفَ أَعْضَاءَهَا
/... خَذْفًا
لِكَيْ تَمُرُّوا، كَمَا الصُمُّ، فُرَادَى، أَوْ زَرَافَاتٍ،
/... أَوْ حَتَّى مَأْتُونَاءَ وَحْشِيَّةً،
مَأْتُونَاءَ شَوْصَاءَ عَوْصَاءَ، بَلْ بَرْصَاءَ
عَنْ تَضَوٍّ
وَكَيْ تَمُرُّوا كَمَا البُكْمُ، كَذٰلِكَ، عَنْ تَرَوٍّ
وَعَنْ تَغَوٍّ
مِثْلَمَا تَمُرُّ أَرْتَالُ الزَّوَاحِفِ المُرْدِ وَالدُّرْدِ
/... والجُرْدِ،
مُرْتَاعَةً،
مِنْ هَا هُنَا،
مِنْ مَكَانٍ هَامِشٍ، هَامِسٍ، دَامِسٍ،...
/... هَامِشٍ
تَتَعَاوَرُهُ الرِّيحُ كَرِيشِ الدَّجَاجِ المُيَمَّمِ بِالعَجَاجِ
وَتَعْتَرِيهِ الفُصُولُ
فَلا حَيِّزٌ، إِذَنْ، لِلرَّغَائِبِ جَائِشَةً أَيَّمَا جَيْشٍ،
وَجَيْشٌ مُتَدَجِّجٌ بِآلاتِ الحِمَامِ يُمَارِسُ عَادَتَهُ
وَيَهْبِشُهُ الفُضُولُ
/... هَامِسٍ
مِنْ مُحَاقِ القَمْحِ المُسَمَّمِ، حِينَ المُحَاقُ،...
ﭐلمُسْتَحَاقُ يَصُولُ وَلا يَصُولُ
وَلا حَيِّزٌ، إِذَنْ، لِلرَّكَائِبِ طَائِشَةً أَيَّمَا طَيْشٍ،
وَطَيْشٌ مُتَأَجَّجٌ بِهَالاتِ السُّحَامِ يَشُلُّ إِرَادَتَهُ
وَيَنْهَشُهُ الذُّبُولُ
/... دَامِسٍ
مِنْ صُرَاخِ الصَّخْرِ المُزَمَّمِ، حِينَ الصُّرَاخُ،...
ﭐلْمُسْتَصَاخُ يَجُولُ وَلا يَجُولُ»

***

/... وَهَا هِيَ الأَرْضُ،
بَعْدَ أَنْ ضَاقَتْ بِهِمْ في مَطْلَعِ الفَجْرِ،
فَاقَتْ وَاسْتَفَاقَتْ، وَقَدْ قَالَ الرَّسُولُ:
«يَضِيقُ بِكُمْ مَا تَبَقَّى مِنَ الأَرْضِ أَكْثَرَ،
/... أَكْثَرَ
يَأْصِرُكُمْ ثُمَّ يَحْصِرُكُمْ ثُمَّ يَهْصِرُكُمْ،
ثُمَّ يَعْصِرُكُمْ
مِثْلَ صِلِّ البُوَاءِ المُسَحَّمِ وَالمُتسَحِّمِ أَكْثرَ،
/... أَكْثَرَ
يَدْرُسُكُمْ ثُمَّ يُخْرِسُكُمْ ثُمَّ يَمْلُصُ أَرْؤُسَكُمْ،
ثُمَّ يُرْكِسُكُمْ
زَافِرِينَ زَفِيرًا قَرِيرًا، أَخِيرًا، بِتَنُّورِ ثَوْرَتِكُمْ،
ثُمَّ يَقْبِسُكُمْ
ثُمَّ يَشْرَبُ، نَشْوَانَ، نَخْبَ الجَحِيمِ بِجَزْمَتِهِ
فَوَقَ أَشْلاءِ أَشْبَاحِكُمْ مَرَّتَيْنِ،...
/... وَيَمْضِي
فَلا وَقْتَ حَتَّى لِأَبْرَاحِكُمْ في العَرَاءِ المُرَاءِ
/... وَإِنْ لَمْ يَئِنَّ
وَلا وَقْتَ حَتَّى لِأَتْرَاحِكُمْ في الخَفَاءِ المُفَاءِ
/... وَلٰكِنَّ، لٰكِنَّ
وَقْعَ النُّبَاحِ المُبَاحِ بِكُمْ لا يَزُولُ»

***

/... وَهَا أَنْتُمْ، كَمَا العَنْقَاوَاتُ، سَيِّدَاتُ الرَّمَادِ
ﭐلغَوِيِّ المُرَوَّضِ، تُبْعَثُونْ
تُبْعَثُونَ شُعُوبًا وَقَبَائلَ عَصْرِيَّةً، مِنْ كُلِّ فَجٍّ،
وَفَخٍّ شَدِيدِ المَهَالِكِ، تُبْعَثُونْ
تُبْعَثُونَ قُرًى وَمَدَائِنَ قَهْرِيَّةً لِتَعَارَفُوا بَيْنَ زَجٍّ،
وَزَخٍّ سَدِيدِ المَسَالِكِ، تُبْعَثُونْ
عَلى غِرَّةٍ مِنْ إِطْلالَةِ، أَوْ كَلالَةِ، ذَاكَ الدَّيْلَمِ
ﭐلعَفْوِيِّ المُفَوَّضِ، تُبْعَثُونْ
وَعَلى مَهَلٍ لَافِتٍ لِانْتِبَاهِ سَوَاكِنِ هٰذا العَالَمِ
ﭐلعُضْوِيِّ المُقَوَّضِ، تُبْعَثُونْ
تُبْعَثُونَ، هُنَا، صَوَارِيَ بَاسِقَاتٍ، في الجَهْرِ،
مِنْ طَنِينِ حُطَامِكُمْ
وَتُبْعَثُونَ، هُنَاكَ، رَوَاسِيَ وَاسِقَاتٍ، في السِّرِّ،
مِنْ رَنِينِ رُكَامِكُمْ
/... وَفي كُلٍّ مِنَ الحَالَيْنِ،
تُبْعَثُونَ رَغْمًا عَنْ آلامِكُمْ كَيْمَا تُكَفِّرُوا عَنْ آثَامِكُمْ
وَكَيْمَا تَكْفُرُوا، قَائِمِينَ قَاعِدِينَ، بِكُبْرَيَاتِ أَحْلامِكُمْ
وَكَيْمَا تَحْفُرُوا أَجْدَاثًا عَامِرَةً، لا غَامِرَةً، لِأَوْهَامِكُمْ
وَتُبْعَثُونَ، كَذَاكَ، وَتُبْعَثُونَ، كَذَاكَ،...
/... وَلٰكِنْ
حَسْبَمَا تَرِدُ المُيُولُ
وَمَا زِلْتُمْ تَجِفُونَ، كَمَا «النُّشُوئِيُّونَ»، مِنْ جُثَامِكُمْ
تَجِفُونَ وَأَنْتُمْ تَقِفُونَ تَمَادِيًا، أَوْ تَحَدِّيًا، إِزَاءَ قَتَامِكُمْ
/... وَإِذْ ذَاكَ، وَإِذْ ذَاكَ، إِذْ ذَاكَ،
تَأْتَبِطُونَ أَطْيَافَ الرَّدَى، وَالحَرَاكَ،
تَمْتَحِطُونَ أَسْيَافَ أَفْرَاحِكُمْ، نَحْلاً،
/... وَتُجَالُونَ،
أَوْ تُغَالُونَ بِأَعْتَى أَبْجَاحِكُم، غِلاًّ،
وَتَمْتَطُونَ أَبْهَى أَسْرَاجِكُم، سَهْلاً،
وَتَنْتَحِبُ الخُيُولُ

***

/... وَهَا أَنْتُمْ، بَعْدَ أَنْ نَهَضْتُمْ،
تُشْهِرُونَ عَلى ذُؤَابَاتِكُمْ، وَعَلى امْتِدَادِ رَايَاتِكُمْ،
تُشْهِرُونَ صُوَرًا بَيْضَاءَ، سَاهِمَةً
مِمَّا تَبَقَّى مِنَ بِلادِ الوَغَى وَالحِدَادِ، وَلَيْسَ إِلاَّ،
تُشْهِرُونَ صُوَرًا خَضْرَاءَ، هَائِمَةً
طَفِقَتْ تَتَسَاقَطُ جَمًّا، جَمًّا، مِثْلَ أَوْرَاقِ الدِّفْلَى،
/... وَهَا أَنْتُمْ، بَعْدَ أَنْ نَهَضْتُمْ،
تَنْقُشُونَ عَلى كُلٍّ مِنْ يُسْرَيَاتِ خُدُودِهَا المِدَادْ،
تَنْقُشُونَ،
غَيْرَ آبِهِينَ بِبَحْرٍ مِنْ سَوَادِ مَا رَأَيْتُمْ مِنْ سَوَادْ،
تَنْقُشُونَ،
مَا تَلَوْتُمْ مَمَّا تَيَسَّرَ مِنْ آيِ الاِرْتِجَالاتِ الأَثِيرَهْ
تَفْرُشُونَ مِنْ أَجْنُحِ القَطَا صَفًّا مِنْ ظِلالٍ وَثِيرَهْ
وَتُؤَرِّشُونَ في رَأْسِ المَدَى المُدَمَّى لَهَبًا
رَزِينًا،
/... وَهَا أَنْتُمْ، بَعْدَ أَنْ نَهَضْتُمْ،
تُقَيِّضُونَ لِمَوطِئِ الشَّفَقِ الغَرْبِيِّ البَعِيدِ
قَرِينًا،
وَتُقَوِّضُونَ آخِرَ أَعْشَاشِكُمْ عَلى ذَاتِ الوَتِيرَهْ،
تُقَوِّضُونَ،
وَقَدْ ضَاقَتْ بِكُمْ حَتَّى الحُدُودُ مَا بَعْدَ الأَخِيرَهْ
لَيْسَ لِأَرْوَاحِكُمْ تِيكُمْ سِوَى أَنْ تَخْلَعَ أَجْسَادَهَا
/... خَلْعًا
لِكَيْ تَطِيرُوا عَصَافِيرَ لامَرْئِيَّةً في سُدُمٍ مَرِيرَهْ
وَلِكَيْ تَصِيرُوا، عَلى أُهْبَةِ الرَّفِيفِ،
/... رَفًّا شَفِيفًا
وَلِكَيْ تُحَلِّقُوا، بِلا هَدَفٍ أَوْ دَلِيلٍ،
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ سِيمَاءُ الفَضَاءِ نَظِيفًا
فَلْتَشُقُّوا مَعًا، مَا اسْتَطَعْتُمْ، صَدْرَ الهَوَاءِ
/... شَقًّا حَصِيفًا
فَأَيْنَ، أَيْنَ، إِذَنْ،...
تَطِيرُ العَصَافِيرُ بَعْدَ السَّمَاءِ مَا بَعْدَ الأَخِيرَهْ؟
وَبَعْدَ أَنْ يَجِلَ الأَصِيلُ؟

***

/... وَهَا أَنْتُمْ، بَعْدَ أَنْ نَهَضْتُمْ،
آنَ لَكُمْ أَنْ تَكْتُبُوا أَسْمَاءَكُمْ بِالأَثِيرِ "المُسْتَمِرِّ"
بِمَا تَحْمِلُهُ آلِهَةُ الطَّيْفْ
آنَ لَكُمْ أَنْ تَكْتُبُوهَا عَلى نَاصِيَةِ المَمَرِّ المُمِرِّ
في مَطْلَعِ هٰذَا الصَّيْفْ
/... اَلمُمِرِّ، مِرَارًا،
بَيْنَ «آوِنَتَيْ» قَهْرٍ وَقَسْرٍ، نَظِيرَتَيْنِ، نَفِيرَتَيْنِ
/... في آنٍ، مَعًا،
بَيْنَ مَا يَبْتَنِيهِ أَزِيزُ الاِغْتِرَابِ "المُعْتَادِ"
في المَنْفَى الدَّاخِلِيِّ الدَّمِيمِ،
مِنْ هَا هُنَا،...
وَبَيْنَ مَا يَنْتَويهِ نَزِيزُ الاِغْتِرَابِ المُعَادِ
في المَنْفَى الخَارِجِيِّ الذَّمِيمِ،
مِنْ هَا هُنَاك،...
/... وَهَا أَنْتُمْ، مَا بَيْنَ المَنْفَيَيْنِ،
كَذٰلِكُمْ، وَكَذٰلِكُمْ
تَنْتَحِلُونَ نَوْعَ الاِنْعِزَالِ الاِزْدِوَاجِيِّ "السَّجِيِّ"،
عَنْ أَصْواتِكُمْ، وَعَنْ ذَوَاتِكُمْ
وَتَنْتَهِلُونَ رَوْعَ الاِنْهِزَالِ الاِحْتِجَاجِيِّ الشَّجِيِّ
مِنْ أَنَّاتِكُمْ، وَمِنْ أَنَاتِكُمْ
/... وَلٰكِنْ
تَنْتَشِلُونَ طَوْعَ المَدَامِعِ، تَارَةً، مِنْكُمْ
/... وَطَوْرًا
مِمَّا يَشْتَرِطُ العَوِيلُ

***

/... وَهَا أَنْتَ، يَا أُرْيُونْ
يَا عَاتِقًا حَبَقًا مِنْ إِسَارِهِ الجَمِيلْ،
وَيَا عَابِقًا نَفَقًا،...
وَيَا عَاشِقًا أُفُقًا في مُقْلَتَيْ مَلِيكَةِ الفَجْرِ الجَلِيلْ،
/... وَهَا أَنْتَ، يَا أُرْيُونْ
يَا أَيُّهَا القَنَّاصُ الرُّحَامِسُ، وَالجَرِيءُ،
وَيَا أَيُّهَا الفِرْفَاصُ المُنَافِسُ، وَالبَرِيءُ،
/... ﭐنْتَظِرْ،
حَتَّى تَبْزُغَ نَظْرَتُهَا الأَرْيَحِيَّةُ مِنْ عَلى نَاظِرَيْكَ،
/... ﭐنْتَظِرْ،
يَا صُورَةً شَمَّاءَ مِنْ إِلاهٍ شَآمِيٍّ نَحِيلْ
هَا أَنْتَ قَدْ دَخَلْتَ طَقْسَكَ الأُنْثَوِيَّ،
مُجَلَّلاً،...
في غَفْلَةٍ مِنْ رُعَاشِ الغَضَبِ السَّلِيلْ
هَا أَنْتَ قَدْ دَخَلْتَ طَقْسَكَ الأُنْثَوِيَّ،
مُكَلَّلاً،...
بِأَكَالِيلَ كَثَّاءَ مِنْ أَعْنَابٍ، وَمِنْ نَخِيلْ
هَا أَنْتَ قَدْ دَخَلْتَ، مُدلَّلاً،...
وَمُهَلَّلاً،...
بَمَا مَنَّ مِنْ حَوْبَاءِ الأَرْزِ، وَازِرِ الوِزْرِ
في بَعْلَبَكٍّ، وَسَادِنِ الدُّجَى وَالمُسْتَحِيلْ
فَلْتَنْتَظِرْ شَادِنًا إِلاهِيًّا، إِذَنْ،
حِينَ يَجْدُو المُسْتَحِيلُ

***

/... وَهَا أَنْتِ، يَا أُرْيُونْ
يَا عَاشِقَةً مُعَلَّقَةً بِخَيْطَيْنِ ضِدَّيْنِ،
بَيْنَ صَقِيعِ الأَرْضِ وَبَيْنَ رَقِيعِ السَّمَاءْ
/... وَهَا أَنْتِ، يَا أُرْيُونْ
يَا رَاشِقةَ الفَرَحِ الصَّحِيحِ،... المُرِيحِ،
خُفَافًا
يَا رَاشِقةً إِيَّاهُ، إِيَّاهُ، حَتَّى،...
وَإِنْ جَفَّتْ شَهْقَةٌ، في القَلْبِ الفَسِيحِ،
جَفَافًا
أَوْ خَفَّتْ رَعْشَةٌ، أَوْ مَوَازِينٌ في الدِّمَاءْ
/... أُرْيُونُ، يَا أُرْيُونْ
أَمَا آنَ لَكِ، الآنَ، رَغْمَ مَا كَانَ،
أَنْ تُشْرِقِي وَتُهْرِقِي، مِنْ سَنَاكِ النَّقِيِّ،
أَوْ مِنْ مَدَاكِ «الزِّئْبَقِيِّ»، ذَاكَ الشَّقِيِّ،
أَمَا آنَ أَنْ تُشْرِقِي وَتُهْرِقِي،...
/... عَلى الأَقَلِّ
إِشْرَاقَتَيْنِ مُهْرَاقَتَيْنِ،... صَبَاحَ مَسَاءْ؟
أَمَا آنَ أَنْ تُشْرِقِي وَتُهْرِقِي،...
عَلى مَدَى خَمْسِينَ عَامًا تَمَامًا، لِزَامًا،
/... لِكَيْمَا
تَسْتَمِدَّ البِلادُ الثَّاكِلُ مِنْ مَنْطِقِ الرُّوحِ،
اِسْمًا مُسَمَّى،
- أَعْنِي، ذٰلِكَ المُسَيَّبَ وَالمُغَيَّبَ،
قَرْنَيْنِ مُقْتَرِنَيْنِ في العِيَانِ وَفي الخَفَاءْ؟
وَلَئِنْ أَوْرَثَتْكِ الظِّلالُ اليَؤُوسُ شَنْآنَ قَوْمٍ
/... فَقُومِي،
وَافْرُشِي ضِيَاءَكِ الفِضِّيَّ، غَيْرَ يَائِسَةٍ
وَافْرُشِيهِ، افْرُشِيهِ، كَذٰلِكَ، غَيْرَ شَانِئَةٍ،
وَإِنْ يَئِسَتْ لَقَالِقٌ مِنْ شَطِّهَا،...
وَإِنْ شَنِئَ الرَّحِيلُ

***

في الأَخِيرِ،
هُنَاكَ، عَلى ضِفَّةِ الذَّاكِرَهْ،
في الأَخِيرِ،
هُنَاكَ،
أَمَامَ زَبَانِيَةٍ عَاجَّةٍ، مَاكِرَهْ،
في الأَخِيرِ،
هُنَالِكَ،
لا صَوْتَ، مِنْ
جَعْجَعَاتِ العَدُوِّ المُجَرَّبِ،
يَرْقَى
/... وَلٰكِنَّ، لٰكِنَّ
صَمْتَ الصَّدِيقِ المُقَرَّبِ،
يَبْقَى

*** *** ***

دبلن، بروكسل،
يناير (كانون الثاني) 2005

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني